الرأي

لا عزاء لـ”وكّالين رمضان”

حسين لقرع
  • 3681
  • 19

مُنيت الدعوة التي وجّهتها ما يُسمى حركة “الماك” إلى انتهاك حرمة رمضان علانية بتيزي وزو بالفشل الذريع بعد أن قاطعها السكانُ على نطاق واسع ولم يلبّ الدعوة سوى أقل من عشرين مارقاً.

في أواخر رمضان من العام الماضي كان منتهكو حرمته يُعدّون بالعشرات، وكانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وأن السكان سيتعاطفون معهم، ولكنهم صُدموا لردة فعلهم آنذاك، حيث نظموا في الساحة نفسها إفطاراً جماعياً حضره الآلافُ منهم، وأكدوا خلاله مدى تمسّكهم بصيام الشهر الفضيل وبأنوكّالين رمضانهم قلة قليلة معزولة ومنبوذة، لا يمثلون منطقة القبائل وإن انتسبوا إليها، بل يمثلون أنفسهم فقط، وهم قلة قليلة معزولة ومنبوذة شعبياً، لا تلقى أطروحاتها السياسية الانفصالية المدعَّمة صهيونياً وكذا أطروحاتُها المعادية للإسلام أيّ صدى لدى أهل المنطقة.

وكانت تلك الصفعة شديدة على نفوسوكّالين رمضانفأصيبوا في مقتل وتناقصت أعدادُهم هذه السنة إلى ما دون العشرين، ويبدو أنبقاياهملم يحفظوا درس رمضان الماضي وردة فعل السكان آنذاك فأعادوا الكرّة هذه السنة، فردّ عليهم سكان تيزي وزو مجددا بتنظيم إفطار جماعي آخر مع حلول مغرب أمس، ليجددوا تمسّكهم بدينهم ويؤكدوا للمارقين مرة أخرى أن منطقة القبائل هي منطقة مساجد وزوايا وفقهاء وعلماء ومجاهدين وانتفاضات شعبية وبطولات ثورية ضد فرنساوليست منطقة ميوعة وانحلال ومجاهرة بعصيان الله وتهديد لوحدة الوطن، وإن فعلتها شرذمة قليلة من أبنائها.

وفي حين كان هؤلاء المارقون ينتظرون أيّ إجراء من الشرطة، كاعتقالهم بعض الوقت، أو تبديد شملهم بالقوة ومنعهم من انتهاك حرمة رمضان جهراً، وكانوا ينتظرون هذه الخطوة ويسعون إلى توثيقها قصد استعمالها للاستقواء بالمنظمات الحقوقية الدولية على بلدهم، جاء الرد حضاريا راقيا من السكان الذين نظموا إفطاراً جماعياً في نفس الساحة، وهو ردّ لا يمكن لهؤلاء المتآمرين أن يستعملوه كورقة للتباكي أمام الخارج أو الاّدعاء باضطهادهم وقمعهم، قصد تأليب الخارج ضد بلدهم.

كان على هؤلاء الذين يتباكون علىالحريات الفرديةومنها حرية المعتقد، وقبل أن يُقدموا على فعلتهم الشنيعة هذه، أن يتذكروا أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام بموجب الدستور، وأنّ هذا الشعب مسلم وعدده يفوق 38 مليون نسمة، فكم هو عددُهم هم حتى يُقدِموا على استفزاز الشعب كله بهذه الجريمة النكراء دون خجل أو ذرة حياء؟

 

افطروا إن شئتم، فلا أحدَ يستطيع عملياً إجباركم على الصيام إذا كنتم لا تؤمنون به وبالدين الحنيف الذي شرّعه، ولا إكراه في الدين، ولكن ما دمتم قد أُبتليتم فاستتروا وافعلوها بعيداً عن الأعين أسوة بالمسيحيين الأجانب في الجزائر الذين يراعون دين السكان وتقاليدهم، ما تفعلونه ليس مدعاة للفخر حتى تجاهروا به، بل هو نقيصة وقلة مروءة ونذالة، آه لو كان زمنتاجماعتلا يزال سائداًً وتمّ تخييرُكم بين اثنتين: إما أن تحترموا دين عامّة الشعب، أو يتم نفيُكم من المنطقة نهائياً، ولكم بعد ذلك حرية الاختيار.

مقالات ذات صلة