-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا عزاء لـ”وكّالين رمضان”

حسين لقرع
  • 3680
  • 19
لا عزاء لـ”وكّالين رمضان”

مُنيت الدعوة التي وجّهتها ما يُسمى حركة “الماك” إلى انتهاك حرمة رمضان علانية بتيزي وزو بالفشل الذريع بعد أن قاطعها السكانُ على نطاق واسع ولم يلبّ الدعوة سوى أقل من عشرين مارقاً.

في أواخر رمضان من العام الماضي كان منتهكو حرمته يُعدّون بالعشرات، وكانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وأن السكان سيتعاطفون معهم، ولكنهم صُدموا لردة فعلهم آنذاك، حيث نظموا في الساحة نفسها إفطاراً جماعياً حضره الآلافُ منهم، وأكدوا خلاله مدى تمسّكهم بصيام الشهر الفضيل وبأنوكّالين رمضانهم قلة قليلة معزولة ومنبوذة، لا يمثلون منطقة القبائل وإن انتسبوا إليها، بل يمثلون أنفسهم فقط، وهم قلة قليلة معزولة ومنبوذة شعبياً، لا تلقى أطروحاتها السياسية الانفصالية المدعَّمة صهيونياً وكذا أطروحاتُها المعادية للإسلام أيّ صدى لدى أهل المنطقة.

وكانت تلك الصفعة شديدة على نفوسوكّالين رمضانفأصيبوا في مقتل وتناقصت أعدادُهم هذه السنة إلى ما دون العشرين، ويبدو أنبقاياهملم يحفظوا درس رمضان الماضي وردة فعل السكان آنذاك فأعادوا الكرّة هذه السنة، فردّ عليهم سكان تيزي وزو مجددا بتنظيم إفطار جماعي آخر مع حلول مغرب أمس، ليجددوا تمسّكهم بدينهم ويؤكدوا للمارقين مرة أخرى أن منطقة القبائل هي منطقة مساجد وزوايا وفقهاء وعلماء ومجاهدين وانتفاضات شعبية وبطولات ثورية ضد فرنساوليست منطقة ميوعة وانحلال ومجاهرة بعصيان الله وتهديد لوحدة الوطن، وإن فعلتها شرذمة قليلة من أبنائها.

وفي حين كان هؤلاء المارقون ينتظرون أيّ إجراء من الشرطة، كاعتقالهم بعض الوقت، أو تبديد شملهم بالقوة ومنعهم من انتهاك حرمة رمضان جهراً، وكانوا ينتظرون هذه الخطوة ويسعون إلى توثيقها قصد استعمالها للاستقواء بالمنظمات الحقوقية الدولية على بلدهم، جاء الرد حضاريا راقيا من السكان الذين نظموا إفطاراً جماعياً في نفس الساحة، وهو ردّ لا يمكن لهؤلاء المتآمرين أن يستعملوه كورقة للتباكي أمام الخارج أو الاّدعاء باضطهادهم وقمعهم، قصد تأليب الخارج ضد بلدهم.

كان على هؤلاء الذين يتباكون علىالحريات الفرديةومنها حرية المعتقد، وقبل أن يُقدموا على فعلتهم الشنيعة هذه، أن يتذكروا أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام بموجب الدستور، وأنّ هذا الشعب مسلم وعدده يفوق 38 مليون نسمة، فكم هو عددُهم هم حتى يُقدِموا على استفزاز الشعب كله بهذه الجريمة النكراء دون خجل أو ذرة حياء؟

 

افطروا إن شئتم، فلا أحدَ يستطيع عملياً إجباركم على الصيام إذا كنتم لا تؤمنون به وبالدين الحنيف الذي شرّعه، ولا إكراه في الدين، ولكن ما دمتم قد أُبتليتم فاستتروا وافعلوها بعيداً عن الأعين أسوة بالمسيحيين الأجانب في الجزائر الذين يراعون دين السكان وتقاليدهم، ما تفعلونه ليس مدعاة للفخر حتى تجاهروا به، بل هو نقيصة وقلة مروءة ونذالة، آه لو كان زمنتاجماعتلا يزال سائداًً وتمّ تخييرُكم بين اثنتين: إما أن تحترموا دين عامّة الشعب، أو يتم نفيُكم من المنطقة نهائياً، ولكم بعد ذلك حرية الاختيار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • amor amor

    الحمد لله على نعمة العقل

  • خالد25

    إن الحرية ليست قيمة مطلقة مستقلة عن باقي القيم ،قيم الديموقراطية التي تخضع فيها الأقلية لقانون الأغلبية في الشأن العام وقيم العيش المشترك واحترام شعور الأخرين (واجبات المواطنة) إن حريتي تنتهي عندما تبدأحرية الآخرين ،فالحرية الحقيقية شقها واجبات والشق الأخر حقوق ومن يظن أن الحرية هي أن أفعل ماأريد وجماعيا وفي رابعة النهار منتهكا كل القبم الإجتماعية فهو واهم وعليه أن يبحث عن كوكب آخر ليعيش ويحقق فيه هذه الحرية الوهمية التي لا وجود لها حتى في مخيلة المجانين فضلا عن التقدميين والديمقراطيين.

  • Dr Mohna3li

    شكرا لك يا سي الحسين. هؤلاء لا يستحون و هم يجاهرون بالمعصية. فكيف نستر عنهم كما يقول بعض المعلّقين و هم يجاهرون بفعلتهم الشّنيعة؟ لقد ذكرتني بكلمة ثاجماعث أو ثاجميعيث التّي لم يعد لها وجود في معظم القرى و المداشر فقد استبدلت بجمعيات مسيّرة في أغلبها من طرف شباب ملوّن سياسيّ لا تعتني الّا بالماديات . ليست تيزي وزو الوحيدة من بين ولايات الوطن التّي تنتهك فيها حرمة رمضان كما أنّها ليست الوحيدة التي تشرب فيها الخمور لكن المجاهرة بالفعل من طرف شرذمة لا تمثل الا نفسها جعلتها تستقطب الأنظار. رمضان كريم

  • بدون اسم

    راك غير تلخبط في الكلام
    اصبحتم تعلمون علم الغيوب
    و كانكم تملكون مفاتيح الجنة و جهنم
    كلامك مردودن على وجهك

  • بدون اسم

    شاطرين غير في التفلسيف فارغين شغل
    الواقع يصرخ بالحقيقة يا محدود التفكير
    بطون ما بطون مستوى استفزازي تافه
    قلتها و ساقولها دائما و ابدا
    هناك فرق بين حرية التعبير
    و بين القدرة على حرية التعبير

  • الثابتي

    هؤلاء المفطرون في رمضان حطب جهنم و وقودها يوم القيامة ! انهم يظنون انهم احرار، و في الحقيقة هم عبيد اهوائهم و بطونهم و شتان بين الحر و عبد الشهوات ! {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } هذه هي حقيقنهم ! انهم يرفضون ان يكونوا اصحاب طهارة نفس و يفضلون الرذيلة على الطهارة و الذل على العزة ....الناس يدخلون افواجا في الاسلام بحثا عن الرفعة و النقاوة و هؤلاء يريدون ان يعيشوا في المستنقعات الفاسدة ! هداهم الله !!

  • بدون اسم

    بل هناك ازدهار واضح في التطور و حرية التعبير / انت اخضت من تعليقي سوى قشور الحروف و تركت لب القول !!! المقصود

  • جرجري

    ... و صدق المثل : " إِنْ لَمْ تَسْتَحِ ... فَافْعَلْ مَا شِئْتَ " ...
    " كل الناس معــــــــافى إلا المجـــــــــــــــاهرون ..."

  • محارب

    ليس هناك إزدهار بحرية التعبير . قلدتم الغرب فى القشور ورميتم اللب .

  • احمد العسكرى

    سيدي حسين جعلتم من تيزى وزو كعبة تطوف حولها كل الشرور و كان القيامة قامت ..لا سيدى الامر لا يحتاج الى هذا التهويل ..كان عليكم تجاهل الامر وعدم اشاعة فعلة الشرذمة القليلون ..نحن اهل مكة و نحن ادرى بها ..من فضلكم لا تحكموا على تيزى وزو من خلال و سائل الاعلام ..و صح فطورك و سحورك سي حسين ..اخوك احمد العسكر ى عميد ائمة تيزى وزو

  • بدون اسم

    و هل يعرف امثالكم حرية التعبير, التي هي اخلاق و معرفة قبل ان تكون اكل و شراب , لدى فنحن كجزائريون نعتز بديننا الاسلام لا نقيم لكم وزنا فهدا لب فكركم البطن, ,,,,,,,,,,,,صح فطوركم الى ان نلقى الله و هناك لك كل الحرية في التعبيرو الحياة

  • محمد

    لماذا كل هذه الضجة على الذين نظموا فطورا جماعيا للتعبير عن حرية معتقدهم وفقا للدستور وكرد فعل عن الذين تعرضوا للإرهاب باسم الدين ، لماذا تنظيم عملية إفطار جماعي عند المغرب كرد فعل على ذلك ومن طرف من ؟ زيراوي حمداش الشطاح ، علي بلحاج الإرهابي، أتريدون أن تجعلوا من العملية سنة حميدة تتجدد كل شهر رمضان.

  • بدون اسم

    المنافق رقم 1 لماذا لم تقل عن ارتداء النقاب والحجاب في فرنسا مثلاحرية تعبير ، ستلقى الله بهذه الشهادة

  • ناصر

    دكتاتورية واضحة دعكم من الفلسفة /المقال كله فيه تلميح من بعيد بان لا يجب ترك الحرية لهؤلاء الفاطرين حتى يضطرو الى الاختباء في بيوتهم خوفا من المسلمين / هذه سياسة الترهيب هي دكتاتورية واضحة و ليست من الدين في شيئ / شعب الجزائري ليس كله مسلم /و ليس كله الى العروبة ينتسب / لقد حان الوقت لتصحيح المفاهيم /و قد حان الوقت لوضع النقاط على الحروف / كن انسان سلام
    و كفاكم عناد و تعنتير
    يكفي ان تنظر الى المجتمع من حولك
    لترى الحقيقة التي تؤكد كلامي
    اغلبيتكم دكتاتوريين دون ان تشعور بذلك
    فلتصحو من سباتكم

  • makhlouf

    يا متلفظ كلمة الديكتاتورية يا ليتك عرفت ثجماعث وقوانينها ودرجة الانفة فيها . تحدث قليلا في هذا الشان مع كبار السن رجالا ونساء لتعلم ان سبيل التغلب علئ الاستعمار الغاشم كان من ثجماعث.

  • محمد

    السلام عليكم
    أقولها لك من بين 38 مليون جزائري هنا في مدينة تقع في بلاد الغرب المتطور و المزدهر ...جزائريون يصومون رمضان و هناك مساجد يذكر فيها الله هذا ردك عن عدد الجزائريين الذين يصومون
    ونلقى الاحترام من الآخرين
    من أكل رمضان نهارا لم يتعرض لهم أحد رغم أنهم لم يحترموا دين هذا الشعب (الأغلبية مسلمة )
    فأين أنت من حرية التعبير و الديمقراطية
    بالصحة فطوركم

  • أنيس أبو الليل

    يا له من منطق غريب و كأني بك لم تقرأ المقال أصلا أو قرأت و لم تفهم

  • بدون اسم

    هذي دكتاتورية ليس دين. الساحة العمومية للجميع، للصائم وللفاطر.

  • رياض

    لهم كل الحق في جزائريتهم و حريتهم .. ولا احد له الحق في نفيهم من المنطقة باسم الدين او بغيره ... ثم عن اي 38 مليون مسلم تتحدث .. وهل يكفي الانسان ان يكون مسلم .. هل تسمع و تقرء عن اخبار 38 مليون مسلم كيف هو حالهم اليوم .. لهم كل الحق في جزائريتهم لانهم بكل بساطة نتيجة حاصلة من هذا الشعب / اعطيك مثال كسؤال... لو اتينا بهذه 38 مليون مسلم و وزعناها في بلدان الغرب المتطورة و المزدهرة بديمقراطية و حرية التعبير / السؤال كم من جزائري سيصوم رمضان .. حرية التعبير ليست في الكلام بل هي الحياة باكملها ..