-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا يُبنى الأمل بدعم أكياس الحليب

لا يُبنى الأمل بدعم أكياس الحليب
ح.م

برغم أني لا أحبِّذ منهجية النقد من خلال المقارنة خاصة ما بين الدول والأمم إلا أني أجد أن مثل هذه المنهجية أصبحت اليوم تفرض نفسها على أكثر من صعيد.. بلدانٌ لا أريد تحديدها بالاسم حتى لا أُعمِّق شعورنا جميعا بالأسى لم تكن قبل عقدين من الزمن أفضل من بلدنا هي الآن تخطو خطوات عملاقة نحو التقدُّم، في حين يتردى الوضع لدينا إلى درجة أن أصبح العشرات من أبنائنا ومن بينهم بنات يغامرون بحياتهم عبر البحر في عزِّ أيام اضطراب أمواجه للفرار من بلدهم إلى الضفة الأخرى، بل الآلاف منهم إن لم تكن غالبيتهم تحدِّث نفسها بذلك بل تحلم به وتتمناه وتُخطِّط له…
حقيقة صادمة بكافة المقاييس وواقع مؤلم مهما حاولنا تبريره. لم يحدث قطّ أن عرفت بلادنا مثل هذه الحالة خلال أكثر أيامها صعوبة، فكيف يحدث بها اليوم ما يحدث؟ ما سبب هذا اليأس الذي أطبق على حياة الناس بشكل رهيب؟ وأيُّ مخرج لذلك حتى يعود الأمل الذي من دونه لا يمكن أن نعيش؟
يبدو لي أننا في حاجة فعلا اليوم إلى عملية كبيرة لإعادة بناء الأمل لدى الناس.

ليس من خلال دعم أكياس الحليب وأسعار الخبز والوقود… وليس من خلال الاستمرار في سياسات الوعود التي طال أمد تحقيقها وبخاصة في مجال السكن والشغل، إنما من خلال تقديم منظور استراتيجي جديد للبلاد وتغيير عميق في خياراتنا الكبرى قبل فوات الأوان.
إننا لا يمكن أن نبقى نُمنِّي الناس بقرب خروجنا من عنق الزجاجة في حين تقطع دولٌ أخرى خطوات كبيرة في مجال التقدم وتسبقنا بعقود من الزمن. كما أننا لا يمكن أن نستمرَّ في الإصرار على أننا على الطريق الصحيح في حين تؤكد كافة مؤشرات التقدم أننا خلاف ذلك خاصة في أكثر القطاعات استراتيجية كالصحة والتعليم والشغل وسياسة الأجور…
تكفي بعض المقارنات مع بعض الدول لكي نتأكد من هذا في مجال الصحة أو التعليم أو الإنتاج الصناعي أو الأجور أو غيرها من المؤشرات… هناك خللٌ بالتأكيد ينبغي أن يُصحَّح واليوم قبل الغد إذا أردنا لأبنائنا ممن غادروا أرض الوطن أن يعودوا ولمن بقي منهم اليوم أن يلغي مشروع الهجرة من حياته خاصة تلك التي يرمي بنفسه من أجلها في عرض البحر ونُسمِّيه نحن “حراقا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • mehdi

    خلاصة القول:
    يجب مواجهة الواقع بحلول جذرية التي لن تأتي إلا من ذوي علم و إخلاص.

  • الطيب ــ 4 ــ

    هل من راحة البال أن يتذيل بلدنا كل قوائم النجاح و في كل القطاعات و يترأسها في حوادث المرور و اللصوصية !؟ هل من راحة البال أن يبقى الذين سيّروا شؤون البلد منذ عقود و انتهوا إلى الفشل فوق رؤوسنا إلى الأبد !؟...هل من راحة البال المدرسة المنكوبة و الجامعة المنكوبة و المستشفى المنكوب و البلدية المنكوبة و المدينة المنكوبة و الريف المنكوب و حتى الرياضة المنكوبة .....!؟ هل من راحة البال أن يضحك علينا العالم و نحن نسلسل برلماننا و هو الذي يفترض فيه التقاء نخبة النخبة لتسيير البلد !؟
    لماذا يحدث في بلدنا كل هذا ؟!! لماذا يٌحرم شعبنا من راحة البال ؟!!

  • الطيب ــ 3 ــ

    و هذا هو المستقبل الذي نعيشه و قد بان للعيان منذ 5 أكتوبر 1988 مرورًا بالنفق الذي دخلناه ...فأين راحة البال ؟ اليوم نعيش أوضاعًا غريبة جذورها دائمًا تلك " الركبة المايلة " .من تلك الأوضاع موت شبابنا يوميًا في البحر و هو يبحث عن راحة البال في بلدان أخرى و منها مستدمر الأمس و نحن نتفرج عليهم ...هل من البلدان التي في مستوانا مَن قبضت أكثر من 1000 مليار دولار دفعة واحدة ؟ ماذا فعلنا بها لشبابنا ؟ هل من راحة البال أن يصبح أو يمسي الشعب على اختطاف طفل و قتله شر قتلة هكذا بكل برودة ؟ هل من راحة البال أن نبقى نستورد القمح منذ عقود و لا حل لنا و مساحة أراضينا تطعم شعوبًا و ليس شعب واحد ؟

  • الطيب ــ 2 ــ

    في الحقيقة خلال تلك الفرحة بدأ التفرق و " الركبة كانت مايلة " و تلك " الركبة "هي التي أسست لما نحن فيه اليوم أما الشعب آنذاك فهمه ليس في مَن له الحق في الحكم لأنهم بالنسبة إليه كلهم أبطاله بل همه الأكبر هو : فرنسا خرجت و انتهى الاستدمار و عاد إلينا بلدنا الحبيب.
    السؤال : هل بدأت راحة البال ؟ أبدًا ...قٌتل من قٌتل و سُجن من سٌجن و هٌجّر من هٌجّر..و انقلب على من انقلب و هُمش من هُمش و بدأ " الإحساس " عند الشعب بأنّ هناك " خلل ما " أكيد ستكون له عواقب وخيمة على الشعب و على البلد في المستقبل ...

  • الطيب ــ 1 ــ

    ملاحظة يصعب تفسيرها أستاذ سليم ...
    الشعب الجزائري لم يعرف راحة البال و العيشة الهنية الحقيقية . أتعلم أستاذنا منذ متى ؟! منذ 1832 . فأما الفترة الممتدة من 1832 إلى 1962 فالسبب و المبرر لا يحتاج إلى شرح إنه الاستدمار الذي دمّر كل شيء فينا ...
    لماذا لم يجد الشعب الجزائري راحته منذ 1962 إلى يومنا هذا ؟! لقائل أن يقول إنه الإستقلال يا رجل ..إنها الحرية يا صاح و هي عين راحة البال ....نعم الحمد لله على الاستقلال و قد عبّر الشعب عن فرحته لحد الجنون و عدم التصديق لما يشاهد و هو يحتضن أبطاله في ساحات المدن و القرى و المداشر و دموع الفرحة لا تتوقف " الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا "....

  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    صباح الخير يا استاذنا :
    امام انعدام عجينة قابلة للتطور فمرحبا بالحليب و السكن المدعم و كل عطلة فيها خير