-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا تُهدر كرامة الفقراء في رمضان؟

سلطان بركاني
  • 2217
  • 4
لماذا تُهدر كرامة الفقراء في رمضان؟

مظاهر مؤسفة حقا، هذه التي تتكرّر كلّ عام، ونرى بعضها على شاشات القنوات ونقرأ عنها على صفحات اليوميات، لتلك الإهانات التي يتعرّض لها فقراء هذا البلد في طوابير الحصول على قفّة رمضان أمام بعض المصالح، في بلد يقال إنّه تنازل عن ديون مستحقّة له لدى عدد من الدّول، وتُصرف الملايير من خزينته العمومية على التّرف والبذخ، وعلى جولات بعض المسؤولين وشؤونهم الخاصّة.

يحدث هذا في بلد مسلم، وفي شهر يُفترض أنّه شهر التّراحم والتّلاحم؛ يصل فيه إلى الفقير حقُّه كاملا غير منقوص، على الأقلّ كما تصل الأعطيات المشروعة وغير المشروعة إلى بيوت صغار المسؤولين فضلا عن كبارهم؛ يحدث هذا في الجزائر ويحدث مثله وما هو أنكى منه في كثير من بلاد الإسلام على مرأى ومسمع من ولاة الأمر ومن أغنياء الأمّة الذين شغل كثير منهم بالتنافس على إنعاش اقتصاديات الدول الغربية، وعلى إطلاق القنوات واقتناء أغلى السيارات والطائرات، بل وينحدر بعضهم إلى درك التّنافس على مآرب أخرى لا يحسن ذكرها في شهر الصيام!، ويحدث هذا في الوقت الذي لا تزال كثير من مواقع التّواصل الاجتماعيّ تتناقل مواقف إنسانية لأغنياء ليسوا من المسلمين، تنازلوا عن نسب كبيرة وهائلة من ثرواتهم لصالح الفقراء ودور رعاية الأيتام؛ فهذا مثلا رجل الأعمال الأمريكيّ المشهور “بيل غيتس”، تبرّع بمبلغ 28 مليار دولار (أكثر من 300 ألف مليار سنتيم جزائري) للأعمال الخيريّة، وكان قد صرّح في أحد لقاءاته بأنّه يعتقد أنّ توريث كامل ثروته لأولاده وكلّ هذا القدر من المال ليس شيئا جيّدا لهم، وتشير بعض الأوساط المهتمّة إلى أنّ كلّ واحد من أبنائه لن يرث سوى 10 ملايين دولار فقط!، وهذا أيضا رجل الأعمال الإيرلندي والملياردير “تشاك فيني”، تبرع بـ 99 % من ثروته المقدرة بـ 6,3 مليار دولار لدعم الفقراء والإنفاق على تعليمهم حتى تخرجهم من الجامعة، ولم يبق معه سوى 2 مليون دولار فقط.

بين الأمّة المسلمة محسنون كُثر، ينفقون نفقة من لا يخشى الفقر، لكنّ ما ينفقه هؤلاء لا يكاد يساوي شيئا أمام ما ينفقه نظراؤهم من الأمراء والحكام وكبار الأغنياء على ما يزيد الأمّة تيها وحرمانا، وأنّى لأجهزة الاستقبال المضبوطة عند هؤلاء على أخبار البورصة وأخبار الفنانات أن تستقبل صور الفقراء والمحرومين وأنّاتهم، أو تسمع نداءاتٍ توجّه من هنا وهناك لإغاثتهم، لذلك فالنّداء ينبغي أن يوجّه إلى الموسرين من هذه الأمّة عامّة وفي هذا البلد خاصّة بأن يتّقوا الله في إخوانهم الفقراء، ولا يتركوهم يتسوّلون أعطيات زهيدة من هذه الإدارة أو تلك.. بيوت الله تفتح أبوابها ليل نهار في رمضان لاستقبال إعانات المحسنين، ليتولّى المتطوّعون إيصالها إلى مستحقيها بعون الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • قادة عبدالقادر

    الفقير شريف و له عفة و لا يقبل ابدا بان تهان كرامته. اما من يظن انه بعلبة حليب و كيس سميد و علبة طماطم و كل ما يوجد في الصورة التي تتبع المقال و التي تمثل قفة الذل و الهوان انه سيتغلب على الفقر فهو لا يفكر كانسان بل هو كالانعام يعيش لياكل حتى ولو كان من ما يجعله يوم يرزقه الله الخير ندمان لانه ضيع كرامته وعزته مع من لا يملكون ضمير بن الانسان. نعم الفقر صعيب و وطئه شديد و اغلب الجزائريين عاشوا ذلك ابان الاستعمار و بعد الاستقلال مباشرة الا الاغلبية الساحقة لم تقبل بان تذل من اجل بطونها عكس اليوم

  • amine

    يا اخي حتى هذي قفة رمضان لها فوائد للباندية ة هي ان بواسطة قفة رمضان يمررون كل المواد الغدائية التي سوف تنتهي مدة صلاحيتها و البندية يجنونا اموال طائلة على ضهور الفقراء و المساكين لانهم سيشترون هذه المواد باثمان بخسة و في الفاتورة يضخمونها و الدولة تدفع لهم الملايير
    انا اسميها قفة رمضان المسمومة

  • بدون اسم

    قال العلماء بانه يحطم الاقتصاد و له اثارسلبية على تجارة السلاح cest bon لا داعي لاستغباء الشعب

  • بدون اسم

    الجواب على عنوان الموضوع وببساطة وللأسف الشديد لأنهم فقراء في حياة طغة عليها المادة والركض وراء حياة الدنيا الفانية المنتهية لاتساوي جناح بعوضة عند من يعلم وإتقى.