الرأي
في ذكرى اليوم العالميّ للمرأة

لماذا لا تعترف الجزائر باليوم العالميّ للرّجل؟

سلطان بركاني
  • 2761
  • 14

أكّدت إحصائية نشرتها جريدة الشروق اليوميّ بتاريخ الـ06 مارس من العام الماضي، أنّ المرأة في الجزائر استحوذت على 63 % من المناصب في قطاع التعليم، و59 % في قطاع الصحة، و55 % في قطاع الصحافة المكتوبة، و67 % في قطاع السّمعيّ البصريّ.

كما أشارت إلى أنّ النّساء يمثّلن 64 % من المستفيدين من القروض، بما يفوق 10 آلاف مشروع، و65 % من المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل. لعلّ المسؤولين في هذا البلد يتباهون بمثل هذه الأرقام، ويتمنّون أن تتزايد عاما بعد عام، في ظلّ سياسة التأنيث المتّبعة منذ سنوات، لأجل عزل الجنس الخشن الذي تستهويه الاحتجاجات، لحساب الجنس اللّطيف الذي تسكته الكلمات، وتذيبه المجاملات والتكريمات. 

وهي أرقام تمثّل سلاحا مهما للمسؤولين عندنا، يشهرونه في وجه المنظّمات العالميّة الداعية إلى ترقية حقوق الإنسان في البلدان العربية والإسلاميّة، ولكنّ هؤلاء المسؤولين لا يفكّرون في مآلات مثل هذه السياسة، التي أدّت بالشّباب العاطل عن العمل إلى اليأس والقنوط وركوب قوارب الموت بحثا عن العمل في الضفة الأخرى للمتوسّط، وحملت كثيرا منهم على ولوج عالم الخمور والمخدّرات من أوسع أبوابه. فهل أصبح من حقّ الشّباب في هذا البلد أن يطالبوا باعتماد اليوم العالميّ للرّجل الموافق للـ19 نوفمبر من كلّ عام، والذي اعتمدته منظّمة اليونسكو سنة 1999م، واعتمدته كثير من الدّول الغربية، في الوقت الذي تواطأت الدّول العربية على رفض اعتماده، حفاظا على المشاعر المرهفة للجنس اللّطيف، وحفاظا على الشجرة التي تغطي ملفّ حقوق الإنسان في هذه الدّول؟.

 وهل أصبح من حقّ الرّجال أن يضغطوا لأجل الاعتراف بيومهم العالميّ لوقف الزّحف النّسويّ على سوق العمل، خاصّة وأنّ هذا الوضع المنكوس جعل الجنس اللّطيف في الدّول العربية يتحوّل في كثير من الأحيان إلى جنس خشن، في ظلّ سلطة المال وسطوة المنصب وحظوة قوانين الأحوال الشّخصية التي عُدّلت لتنصف المرأة، فإذا بها تجحف في حقّ الرّجل، وفي هذا الصّدد أظهرت نتائج بحث ميدانيّ أجراه المركز القوميّ للبحوث الاجتماعية في مصر، أنّ 28 % من الرّجال يتعرّضون للضّرب من طرف زوجاتهم، ونوّهت الدّراسة إلى أنّ هذه النّسبة لا تمثّل الحقيقة على اعتبار أنّ كثيرا من الرّجال يرفضون الاعتراف بالعنف الذي يتعرّضون له من طرف زوجاتهم، لأنّه يقلّل من رجولتهم. 

أمّا في كردستان العراق فقد طالب “اتّحاد رجال كردستان” الذي يُعنى بحقوق الرّجال في الإقليم، في ذكرى اليوم العالميّ للرّجل من العام الماضي، طالب حكومة الإقليم بالاهتمام بقضايا العنف المتزايدة ضدّ الرّجال، ولفت إلى أنّ المجتمع يتجاهل العنف ضدّ الرّجال ويهتمّ بقضايا المرأة وحدها، وأكّد أنّ العنف ضدّ أصحاب القوامة حقيقة وليس ادّعاءً، مشيرا إلى أنّه سجّل 177 حالة عنف ضدّ الرّجال في محافظة السليمانية وحدها منذ مطلع سنة 2013م!. فهل سينجح رجال الجزائر في افتكاك اعتراف رسميّ باليوم العالميّ للرّجل، قبل أن تستحوذ النّساء على رياضة الكاراتيه والمصارعة، فيحدث ما لا تحمد عقباه؟

مقالات ذات صلة