-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا يدمن الأزواج على الألعاب الالكترونية؟!

سمية سعادة
  • 542
  • 0
لماذا يدمن الأزواج على الألعاب الالكترونية؟!

أزواج تعدّت أعمارهم الثلاثين وحتى الأربعين أسَرتهم الألعاب الإلكترونية فتنازعوها مع أطفالهم، وتبارزوا من أجلها مع أشخاص آخرين لا يعرفونهم إلا من خلال شاشات الهواتف.

قد تبدو مشكلة هؤلاء الأزواج تافهة أو بسيطة طالما أن هدفهم لا يخرج عن نطاق التسلية وتمضية الوقت، ولكن الحقيقة أن الزوجات هن من يمكنهن وصف حالة الضغط النفسي التي يعشنها أثناء ولوج أزواجهن لهذا العالم المجنون، الأمر الذي يفجّر خلافات قوية داخل الأسرة.

ويرجع خبراء العلاقات الأسرية هذا الارتباط المرضي للأزواج بالألعاب الالكترونية إلى الرغبة في”تحقيق الإحساس بالنشوة، وبالقوة التي يشعر بها الشخص في فضاء الألعاب الإلكترونية والتي يفتقدها في الواقع، وللقضاء على حالة الفراغ المادي والشخصي، والهروب من العالم الواقعي بمشاكله وهمومه إلى عالم الألعاب المرح، حيث يضحي مدمنوها بأوقاتهم ومسؤولياتهم في سبيل الحصول على سعادة افتراضية يفتقدونها في حياتهم، وقد تكون السبيل لمن يعانون فراغا ويسعون إلى شغل الوقت بالألعاب”.

وفي هذا السياق، تذكر إحدى السيدات التي لم تشأ ذكر اسمها، أنّ حكايتها مع زوجها كانت تودي بحياتها لولا ستر الله وحفظه، حيث تقول “لما كنت بصدد تحضير وجبة العشاء، كنت غير قادرة على القيام بكل شيء وحدي وتلبية حاجيات ابني الصغير، ولما طلبت من زوجي رعاية ولدنا، تجاهلني، وعندما عاودت مطالبته برعاية الولد، لم يشأ التخلّي عن لعبة “بوبجي”، التي كان مدمنا عليها، فراح ينهرني ويطالبني بتركه ليكمل لعبته، فقلت له “إن شاء الله تخسر”، ثم فوجئت به يضربني بكوب من الزجاج كاد يتسبّب لي في عاهة مستديمة، ومن هول الصدمة والمفاجأة، سقطت على الأرض، ولما أفقت من الصدمة وجدته يعايرني بالقول “بسببك خسرت اللُّعبة…كنت دائما أفوز بها”.

وعبّرت سيدة أخرى، وهي أستاذة جامعية، عن حيرتها وقلقها من تصرُّفات زوجها الذي أدمن الألعاب الإلكترونية، وصار يقضي معظم وقته أمام هاتفه الشخصي.

وتضيف هذه السيّدة أنّ زوجها كان منذ زواجهما لا يترك جهاز الكمبيوتر القديم الذي كان يمتلكه من مطلع النهار إلى منتصف اللّيل، وحتى بعد إنجابهما الأطفال، ظلّ متعلّقا بالهاتف، وحتى والعائلة على طاولة الطعام، تواصل أنامله مداعبة الهاتف، دون كلل أو ملل ولشدة تركيزه في اللعبة، لم يكن يرفع رأسه للردّ على أي سؤال أو النظر في أحد.

وتؤكد هذه الأستاذة الجامعية، أنّها تستغرب من إجابته حين يردُّ عليها بأنّه لم يسمع سؤالها..
ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، بل هناك من الأزواج من يصلون اللّيل بالنهار وهم يمارسون هواياتهم المفضّلة، وهي اللّعب دون انقطاع، وهذا ما يؤدّي، في كثير من الأحيان، إلى نشوب الخلافات الأسرية، وظهور المعارك بين الأزواج بسبب التخلّي عن أداء الواجبات.

وإذا كان الكثير من علماء النفس يُشدّدون على ضرورة أن ينتبه الآباء إلى سلوكات الأبناء، ويقومون بترشيد استعمالهم للانترنت حتى لا يسقطوا في فخ إدمان الألعاب الإلكترونية، فإنّهم قليلا ما يشيرون إلى أنّ هذا الإدمان يكون ضحاياه من أرباب الأسر الذين يُفترض فيهم أن يكونوا هم حماة الصغار من مخاطر هذا الفضاء الافتراضي الذي داهمهم في عقر دارهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!