-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بشير درايس يهدد بنقل قضية بن مهيدي إلى المحاكم ويؤكد:

لن أتنازل عن الفيلم.. وسأقاضي بقايا العصابة في قطاع السينما

زهية منصر
  • 1792
  • 1
لن أتنازل عن الفيلم.. وسأقاضي بقايا العصابة في قطاع السينما
أرشيف

الخلافات بين قادة الثورة حقيقة تاريخية ووزارة المجاهدين تجاوزت صلاحياتها
ميزانية الفيلم لم تتجاوز 55 مليارا وأتحدى من يثبت العكس

أكد المخرج بشير درايس أنه لن يتنازل عن فيلم العربي بن مهيدي، وهدد باللجوء إلى القضاء لإنصاف فيلمه. وأضاف درايس في هذا الحوار الذي خص به “الشروق”، أنه يحوز كافة الوثائق والسندات القانونية التي تؤكد استيفاءه جميع الخطوات الإنتاجية بطريقة قانونية.
واتهم درايس وزارة المجاهدين بالتدخل في صلاحياته كمخرج من خلال محاولتها فرض منطقها في الجانب الإخراجي والفني بعيدا عن مضمون العمل.
وأضاف درايس أن ما جاء في الفيلم مؤثق تاريخيا وتحدث عنه المجاهدون وشهود الثورة في مذكراتهم ونوقش عدة مرات في الإعلام علنا، متسائلا عن الأسباب الحقيقية وراء الإبقاء على الحجر المفروض على الفيلم، رغم تقرير لجنة المشاهدة لوزارة الثقافة التي أوصت برفع التجميد عنه وعرضه.

رغم أن الفيلم ثوري، لكننا لا نعثر فيه على مشاهد المعارك والاشتباكات المعتاد مشاهدتها في الأفلام الثورية؟
منذ الاستقلال إلى يوما هذا أنتجت الجزائر ما يقارب 200 فيلم حول الثورة التحريرية. وكل هذه الأفلام تدور حول المعارك والمشادة بين أفراد جيش التحریر والجيش الفرنسي، فيما تعرضت النخب السياسية والشخصيات الدبلوماسية والتاریخية البارزة التي لعبت دورا أساسيا أثناء الثورة للظلم والإجحاف لأن الاستقلال لم يتحقق فقط بفضل جيش التحرير الوطني، لكنه أيضا كان حصيلة مشروع سياسي تحریری قادته شخصيات وكفاءات ونخبة في الداخل والخارج، جابت مختلف دول العالم في مصر والمغرب وتونس وباريس وجنيف والأمم المتحدة، لتقنع الزعماء والرؤساء بشرعية هذه الثورة التحررية۔ لكن كل هذه لشخصيات أهملها التاريخ والسينما والكتب المدرسية،
هذا ما جعلني أفكر في تصویر فيلم سينمائي جامع لتناول هذا الجانب الغامض والمركب والمعقد للثورة التحريرية۔ ورأيت أن شخصية العربي بن مهيدي هي الأفضل لكتابة سيناريو يروي جزءا من هذه المرحلة التاريخية الهامة۔
في ما يخص الأفلام الثورية التي تتناول المعارك والمشادة تجاوزها الزمن وخاصة بالصفة التي يتناولها بها البعض في الجزائر، مثل هذه الأفلام إما نصورها بالطريقة الأمريكية وكل ما تتطلبه من احتياجات أو لا نتطرق إليها.

هناك من قال إن بشير درايس يريد تعقيد الأمور ولا يريد عرض الفيلم لتبرير الميزانية التي استهلكها العمل؟
المبلغ المالي الحقيقي الذي تحصلنا عليه إلى حد الآن لا يتجاوز 55 مليار سنتيم و20% من هذه الميزانية عادت إلى الخزينة العمومية عن طريق الضرائب المباشرة وغير المباشرة والمبالغ التی تأخذها البنوك. إذن المبلغ الذي بقي لتصور الفيلم ما يقارب 40 مليار سنتيم، هل يعتبر هذا المبلغ ضخما مقارنة بما شاهدتموه؟ هو مبلغ بسيط جدا يساوي ميزانية عدة أفلام جزائرية مثل بابيشا لمونيا مدور أو في انتظار السنونوات لكريم موساوي والأخوات ليمينة بن قيقي، الوهراني للياس سالم ويمثل 20% من ميزانية الخارجون عن القانون لرشید بوشارب. هذه الإشاعات روجت من طرف إذناب العصابة الذين لا يزالون يسيرون القطاع السينمائي. منذ أكثر من 10 سنوات. منذ الاستقلال إلی اليوم أنا المنتج الوحيد الذي خصص مبالغ ضخمة لمستحقات الممثلين والتقنيين، وأتحدي أي منتج جزائري أن يبرهن أنه منح مبلغ مليار سنتيم صافيا للممثل الرئيسي للفيلم أو مستحقات الأدوار الأولى. والمستحقات الإجمالية للإطارات التقنية والفنية الجزائرية وبناء الديكورات والملابس إلخ.. من ينفي ذلك فعليه أن يأتي بالبرهان.
فيلم بن مهيدي عكس ما يقال لم يتحصل علی أي سنتيم بالعملة الصعبة مثل عدة أفلام أقل أهمية۔ وأنا مسؤول عن كلامی والكل موثق وموجود.
لن أتنازل عن الفيلم مهما كان الثمن، وسوف أقاضي كل من تسبب في ترويج الإشاعات والمغالطات وتسبب في الخسائر المالية والأضرار المترتبة على منع تسويق وبيع الفيلم، لأن هذا الفيلم ليس ملكية المجاهدين ولا وزارة الثقافة بل هو إنتاج مشترك.

أظهر الفيلم الجنرال بيجار يعامل بن مهيدي الند للند؟
قبل القبض علی بن مهيدي، بيجار لم يكن يعلم أن الثورة التحررية هي مشروع سياسي حقيقي ويترأسه شخصيات ونخب ذات مستوی فكري عال ووعي سياسي خارق للعادة ۔ وإنما تعرف علی بن مهيدي فاندهش وأعجب بشخصيته وحاول مغازلته ومعاملته كقائد عسكري لإقناعه بجلبه إلى طاولة الحوار، مع الحاكم الفرنسي للجزائر، روبير لاكوست۔ لكن لم يفلح بيجار. وبعد 15 يوما من النقاش ومحاولة الإغراء استلمته قيادة الأركان بإشراف السفاح أوساريس ثم عذبه وحكم عليه بالإعدام شنقا كما شاهدتم في الفيلم.

في المشهد الذي يتحدث عن موقف جمعية العلماء المسلمين من الثورة، معروف أن الجمعية التحقت بالثورة بعد 1955.. لماذا لم تشر إلى ذلك في الفيلم؟
جمعية العلماء المسلمين تطرقت إليها في أواخر الأربعينيات، عندما انزعج محمد بوضياف من رفض أعضاء جمعية العلماء المسلمین دعم المنظمة الخاصة، ورسالة عبان رمضان في ندائه إلى كل التكتلات السياسية أن تحل نفسها وتلتحق بالثورة تحت لواء جبهة التحرير، لكن عدم التركيز على رفضها لاندلاع الثورة كان مقصودا من أجل ألا أزيد الطين بلة والدخول في جدال ليس في محله.

في المشهد الذي جمع العربي بن مهيدي في القاهرة مع بن بلة، قال له: “شربت قهوة مع جمال عبد الناصر حسبت روحك زعيم”.. وفي المشهد الذي يقول فيه بن مهيدي إنه يتمنى الاستشهاد لأن الاستقلال سيتحول إلى فوضى وأن هناك من ينتظر أن يصبح زعيما، ألا تعتقد أنها كانت قاسية في حق زعماء الثورة؟
المخرج لم يخترع أي شيء. الصراعات بين أبرز شخصيات الحركة الوطنية حقيقة يعترف بها كل المؤرخين والفاعلين منذ نشأة الحركة، من صراعات حزب الشعب لمصالي الحاج داخل الحزب التي بدأت بانقسامات وانتهت بمأساة حقيقية بين أفراد “الامانا” وجيش التحرير وخلفت ضحايا.. ثم الخلافات داخل الجبهة والاختلافات الإديولوجية بين أنصار عبان والجبهة الداخلية والقيادات الموجودة فی الخارج بقادة أحمد بن بلة والشهادات موجودة وموثقة، ولم أخترع أی شيء. لماذا كل هذا الجدل والحقد ضد المخرج؟ إلى متى تبقی السينما تخفي وتتستر علی هذه الجوانب التاريخية المهمة.
الخلاف بين العربی بن مهيدی وأحمد بن بلة معروف ومدون في عدة شهادات وكتب، ولم أضف أي شیء من عندي، في 2019 استضافت قناة خاصة ياسف سعدي، الذي كان يعمل تحت أوامر العربي بن مهيدي، وصرح علی المباشر بنفس ما هو مصور في الفيلم، لماذا إذن كل هذا الجدل؟ وما ذنب المخرج الذي صور أشياء مدونة وموثقة.. هذه تسمى رقابة وليست تحفظات. لجنة المشاهدة لوزارة المجاهدين تعدت صلاحياتها وتدخلت في أمور خاصة بالإخراج والجانب الفني والإبداعي.
في ما يخص مقولة بن مهيدي إنه يتمنی أن يستشهد قبل الاستقلال حتى لا يرى ما سيحدث من صراعات وتقاتل من أجل الوصول إلی السلطة، هي مقولة معروفة أدلی بها أيضا ياسف سعدي الذي قال إنه سمعها من العربي بن مهيدي مباشرة والحصة موجودة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نذير

    سيدي المخرج ربي معاك لكن ملاحظة باه نقضوا على بقايا العصابة لازم نخرج لتصفيتها بالانتخاب اليوم نزعنا 70% من النواب الفاسدين غدوا لازم نخرج أكثر لاستبدال رؤساء البلديات الفاسدين ما نقعدش في ديورنا وننتظر التغيير !! المرحلة الانتحارية والله ماهي مليحة نعرف بدايتها وما نعرفش نهايتها والتي هي بلا شك تقسيم البلد لأن هناك تياران يؤديان بنا للهلاك تيار لائكي يرفض الاسلام دين الدولة وووو وتيار اسلامي لا يتسامح مع المس بالثوابت