“لن أكون أغلى من شهداء تونس.. وليقتلوني” !

من القامات الموسيقية في الوطن العربي عرفها الجمهور ب”حبك هادي”، “أبيض وأسود”، ..من الفنانات القلائل اللائي حافظن على تألقهن الدائم في خضم الروبوتيك والتطور المذهل للصورة.لطيفة العرفاوي المتشبعة بأصالة سيدي بوسعيد.فصلت في الكثير من المسائل في هذا الحوار الحصري على غرار عدم مشاركتها في لجنة تحكيم برامج المواهب، وعن سبب غنائها باللون الخليجي وتعاملها مع يوسف شاهين، وردة الجزائرية ووديع الصافي كما عبرت جميل تمنياتها للمنتخب الوطني في كأس العالم.

*أين تعيش لطيفة؟

بحكم ارتباطاتي الفنية أجد نفسي دائمة التنقل، إلا أنني أقيم ما بين تونس ومصر بالإضافة للإمارات.

*من كان له الفضل على لطيفة في بداياتها؟

بعد الله سبحانه، كان الفضل بإنطلاقتي لكثيرين، أولاً للموسيقار التونسي الكبير الراحل علي السريتي الذي أعتبره معلمي الفاضل، منه تعلمت أساسيات الموسيقى والغناء، ومن ثم للشاعر الكبير الراحل عبد الوهاب محمد الذي آمن هو والموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدي بموهبتي وتبنوها بعد أن أصروا أن أنتقل من تونس  للقاهرة لأدرس الفن وأحترفه، وحضيت بمحبتهما ودعمهما المعنوى الكبير.

*الكثير من النقاد لم يستسيغوا فكرة لطيفة الممثلة خاصة بعد تجربة “سكوت حنصور”، هل ستعيدين التجربة مستقبلا؟

لهؤلاء النقاد الكرام آراءهم التي أحترمها وأقدرها، ولكن بالمقابل كان إلى جانبهم نقاد كبار أجمعوا على نجاح تجربتي التمثيلية الأولى وأشادوا بصدق الرسالة التي أراد العملاق يوسف شاهين أن يوصلها من خلال شخصية ملك بفيلم سكوت حنصور، بالإضافة للنجاحات التي حققتها أغنية الفيلم المصري والتي تُغنى بجميع الإحتفالات والتظاهرات الفنية التي تشهدها مصر الحبيبة، وكل هذا كفيل بأن يجعلني أكرر التجربة مستقبلاً إن كانت ستضيف لي.

*كيف وجدت التعامل مع الراحل “يوسف شاهين”؟

كان تعاملاً مميزاً أضاف لي ولشخصيتي الإنسانية والفنية الكثير، مع الكبير يوسف شاهين اكتشفت جوانب جديدة من شخصيتي وتعززت قدراتي الفنية، وتعرفت من خلال التجربة على يوسف شاهين الإنسان والصديق الذي أفتقد رؤيته وحكمته بهذه الأيام الصعبة التي نمر بها عربياً.

*يرى البعض أن مسيرتك الفنية بدأت في التراجع على خلاف انطلاقتها الأولى؟

قد يكون الأمر قد اختلط على هؤلاء البعض الذين أحترم وجهة نظرهم، فمنذ اندلاع الثورات العربية تجمد نشاطي الفني ولم أتمكن من طرح ألبومي الغنائي وتأجل أكثر من مرة، كما وأن الأحداث التي مرت بها الأمة العربية أثرت على كل مجالات الحياة بما فيها المجال الفني، فقلت أو تلاشت الحفلات والتظاهرات الفنية التي اعتاد عليها الجمهور، ولكن تفاعل الجمهور الكبير مع عودتي ب”أحلى حاجة فيا” يؤكد أنني ولله الحمد لازلت كعهد بي دائماً.

*الكثير اتهمك بالبحث عن الربح عندما قدمت ألبوم “اتحدى” الخليجي، كيف تردين على ذلك؟

منذ إحترافي الفن لم يكن يوماً الربح المادي هاجسي الاول وتشهد على ذلك تجاربي الفنية التي قدمتها لإيماني بها بعيداً عن حسابات شركات الإنتاج، فعشقي للأغنية الخليجية عشق قديم فأنا من تربيت على إبداعات الكبيرة رباب والكبير محمد عبده، بل هي تأتي تكملة لعدة خطوات سابقة قدمتها مع اللهجة اللبنانية والليبية والجزائرية واللغة الفرنسية والإنجليزية وقبلها التونسية والمصرية.

*اعتذرت عن تجسيد شخصية “ليلى الطرابلسي”، زوجة الرئيس المخلوع ، وذلك ضمن أحداث مسلسل “الجميلة والمغامر” الذي كتبه السيناريست المصري فيصل ندا، لما يا ترى؟

لأنني بصراحة لا أرى نفسي في أعمال فنية تقدم السير الذاتية للمشاهير والشخصيات العامة، وهو الموقف الذي عرف عني منذ زمن حيث سبق وأن اعتذرت عن بطولة عدة أعمال تجسد شخصيات أعشقها مثل أسمهان وليلى مراد و… 

*ماذا عن المشروع الذي كان من المفروض ان يجمعك بالروائية احلام مستغانمي؟

فعلاً كان هناك مشروع يفترض أن يجمعني بالروائية الكبيرة أحلام مستغانمي ولكنه لم يتحقق للآن لظروف خارجة عن ارادتنا، ولكن أتمنى أن يتحقق يوماً ما لأن أي عمل يحمل اسم أحلام مستغانمي سيكون ذات قيمة ورسالة قيمة.

*ماذا اضافت لك تجربة التنشيط ببرنامج “يلا نغني”؟

أضافت لي التجربة الكثير على المستوى الشخصي والفني، حققت من خلالها حلم تكريم رموز زمن الفن الجميل سواء من خلال بث تقارير فنية عنهم أو غناء أغنياتهم الخالدة، أو استضافتهم وتكريمهم بالأستوديو، كما وأنني اكتشفت جوانب مميزة بشخصية زميلاتي وزملائي وتعرفت إليهم عن قرب بجلسات فنية بعيدة عن التكلف لمس حميميتها المشاهدين.

ونأمل أن نحقق المزيد بالموسم الثالث من البرنامج.

*ماذا عن الضجة التي أحدثتها بعد أن صرحت بأن البرنامج لا يستقبل أصوات من أمثال هيفاء وهبي؟

بكل بساطة سئلت إن كنت سأستضيف هيفاء وهبي في برنامجي، فقلت بكل احترام أن البرنامج طابعه طربي ولا يمكن استضافة هيفاء وهبي فيه، وهذا لم يكن تقليلاً من شأنها فأنا احترمها وأحبها كفنانة، ولكنها لا تقدم طرباً وهو ما تعترف به هي نفسها، ولكنها أطلقت عدة تصريحات ضدي وضد عائلتي إلا أنني لم ولن أرد.

*هل عرض عليك لتكوني ضمن لجنة تحكيم برامج المواهب، وكيف تقيمينها؟

نعم، سبق وأن عرض على أن أكون ضمن لجنة تحكيم برنامج هام قدم مؤخراً ولكن الاتفاق لم يتم، وحل عوضاً عني زميلاً أفضل أن لا أذكر اسمه احتراماً له، وأتمنى له التوفيق فقد أثبت حضوره المميز والمحبب بالبرنامج. أرى أنها برامج مهمة تسلط الضوء على ما في العالم العربي من مواهب وطاقات فنية مهمشة، كما وأنها تختصر للمواهب الكثير من الخطوات بتحقيق شهرة واسعة بفترة زمنية قصيرة، ويبقى دور الموهبة أن تجتهد لتستمر بعد إنتهاء البرنامج.

*الكثير من الأصوات العربية المهمة غادرت هذه الدنيا كالفنانة وردة، والفنان وديع الصافي، كيف تبدو الساحة الفنية الأن من دونهما وهل جمعت بهما مواقف خاصة؟

نفتقد الكبار كل يوم فرحيلهما مؤلماً للغاية، فمنهم تعلمنا أصول الفن ومن خلال أعمالهم الخالدة أحببنا الفن، رحيل الفنانة وردة أبكاني وألمني كثيراً فكانت دائماً ما تشجعني وتشرفت بتناول العشاء معها قبل فترة وجيزة من رحيلها بحضور ابنها رياض وحدثتني عن حبها للجزائر ومصر، وكم أثر فيا الرعاية الرئاسية التي حضيت بها وردة من فخامة الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة الذي كرمها عند وفاتها كما في حياتها، وخصص لها مراسم رسمية وتم دفن جثمانها الطاهر بمقبرة الشهداء. وكذلك الأمر مع الكبير وديع الصافي الذي بكيته وتألمت لخسارته فهو أرزة شامخة من أرز لبنان العظيم وسبق وأن تشرفت بلقاءه وحضوره عيد ميلادي في القاهرة، وكان ولازال الأب والمعلم والقدوة.

*كيف تقيمين الوضع في تونس الآن؟

رغم ضبابية المشهد والأنباء المتواترة من وقت لآخر، تبقى ثقتي بوعي أبناء بلدي كبيرة، فاللجوء لطاولة الحوار لحل النزاعات السياسية هي الطريق الوحيد للنهوض بتونس والسير بها سالمة من هذا النفق المظلم الذي لازلنا نمر به منذ سنوات، فلقد آن الآوان لأن نتقبل الإختلاف ولا نجعله نقطة للخلاف، وآن الآوان لربيع تونس أن يزهر لأجل مستقبل أفضل.

*كيف استقبلت نبا وضع اسمك تحت قائمة الاغتيالات في تونس ؟

رغم تخوف أهلي والمحيطين بي من هذه الأنباء إلا أنني استقبلتها بسخرية، فالأعمار بيد الله وحده ولا مفر من المكتوب، وعمري لن يكون أغلى من شهداء تونس الذين ضحوا من أجل الوطن والكرامة والحرية.

*أين لطيفة من الحب والزواج؟

الحب احساس أحياه مع إشراقة كل يوم جديد، فلازلت أتنفس حباً لمن أحب ولأمي ولأهلي وللفن وكل عشاقي والمحيطين بي، أما الزواج خطوة لم يشأ لي الله أن أخطوها بعد.