-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في محاضرة حول توقيع معاهدة طنجة

مؤرخ يعرّي التآمر “المراكشي” على الأمير عبد القادر!

بقلم: محمود بن شعبان
  • 5926
  • 0
مؤرخ يعرّي التآمر “المراكشي” على الأمير عبد القادر!

نشط الدكتور العقيد صالح احمد بارودي، الخميس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء محاضرة بعنوان “الأمير عبد القادر بالمغرب الاقصى وتوقيف النار” (1843-1847) التي تناول من خلالها دور هذه الشخصية التاريخية الذي وحد وجمع تحت إمرته معظم قبائل ومدن الجزائر التي قادها وصان كرامتها، فأجبر الدولة الفرنسية على الاعتراف بالأمة الجزائرية وجعلها تخضع لإمارته وتبرم معه المعاهدات الرسمية الدولية.

وتناول الدكتور صالح احمد البارودي في محاضرته مؤامرة توقيع معاهدة طنجة في 1844 بين فرنسا ومراكش التي تقضي بطرد الأمير عبد القادر من التراب المراكشي وبعدها إبرام معاهدة لالة مغنية في مارس 1845 التي نصت على إقرار الحدود وإبقاء أرض الجزائر على ما كانت عليه من الحدود قبل الاحتلال الفرنسي وأن لفرنسا حق التمتع بالأولوية والتقدم على غيرها من سائر الدول بموجب ما لها من التفوق عل غيرها من الحكومات بأرض الجزائر وعليه انحراف سلطان المغرب عبد الرحمن بن هشام وميوله للفرنسيين ضد الجزائريين وتعددت بعد ذلك الوقائع والتحرشات المراكشية ضد الأمير عبد القادر الذي انتصر على المقدم ليسيان فرانسوا دي مونتانياك في واقعة سيدي ابراهيم في سبتمبر 1845، وصولا إلى توقيف إطلاق النار وطلب الهجرة بين الأمير عبد القادر والجنرال لاموريسيار وكافينياك والعقيد مونطوبان في 23 ديسمبر 1847 بقرية النخلة بدائرة الغزوات حاليا بتلمسان، وغدر الفرنسيين بترحيل الأمير من جامع الغزوات إلى برودة الشمال ميناء طولون عوضا دفء الشرق وميناء الإسكندرية بمصر ومنها إلى عكة بفلسطين.

واعتبر الدكتور صالح احمد بارودي في تصريحه لـ”الشروق”، المحاضرة ردا على من أراد تشويه تاريخ الجزائر بتصريحات مغلوطة، كما تطرق إلى الحدود الجغرافية الجزائرية بالدلائل والخرائط موثقة للرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين وحتى الأجانب على غرار حسن الزياتي ومارمول كاربخال الأسير في الدولة السعدية، بالإضافة إلى اعتماده على العديد من الكتب التي وجد الحقيقة بين سطورها قبل البتر، حيث كشف بالمناسبة أن معظم الدلائل تؤكد نبل الأمير عبد القادر ومؤهلاته ومهارته السياسية، بداية بدخوله في طاعة السلطان المراكشي وقيادته للحرب الجهادية الشرعية التي أوجبت على الجيران المسلمين مساعدته من كل المواقع.

وأضاف بارودي أنه و”بعد معاهدة تافنة في 30 ماي 1937 الموقعة بين الأمير عبد القادر والجنرال توماس روبير بيجو بعد انتصار المقاومة الجزائرية التي نصت على اعتراف الأمير عبد القادر بسيادة فرنسا في إفريقيا، مقابل اعترافها له بحوالي ثلثي الجزائر على غرار وهران، القليعة، المدية، تلمسان والجزائر”، مشيرا إلى أن المعاهدة تم نقضها من طرف الملك لويس فيليب الأول، في نوفمبر 1837، فأمر باحتلال قسنطينة، ما أشعل المزيد من القتال بين القوات الغازية الفرنسية وقوات الأمير عبد القادر، الذي أعلن الجهاد مرة أخرى في 15 أكتوبر 1839 في معركة متيجة.

كما دامت سيادة الأمير عبد القادر على تلمسان خمس سنوات وأسندت لخليفته بوحميدي الولهاصي، الذي أنشأ بسبدو ثكنة عسكرية وطاحونة إلى أن دخلت قوات الجنرال بوجو مدينة تلمسان في جانفي 1842 ثم مدينة سبدو في فيفري من نفس السنة، حيث أسس فيها النقيب لورمال الموقع العسكري في بداية عام 1844 على أنقاض الحصن القديم للأمير عبد القادر، أما المركز العسكري بمغنية فقد أنشأ بعد زيارة الجنرال لاموريسيار إلى المنطقة في أفريل 1944 قرب ضريح الولية الصالحة لالة مغنية، على أنقاض الموقع الأثري الروماني “نيميروس سيريروم”، كما أوضح الدكتور صالح احمد بارودي أن المنطقة قد عرفت سلسلة من الهجرات المتتالية إلى المغرب الأقصى لقبائل أولاد ميمون، أولاد سيدي العبدلي، أولاد رياش، بني بحدل، بني سنوس، بني بوسعيد، خاصة في سنة 1945، قبل أن يصمم الأمير عبد القادر وخلفاؤه على المقاومة، نتيجة الأوضاع الشاقة، حيث كان مصطفى بن التهامي خليفة منطقة معسكر باسطا نفوذه على ريفها ناما بوحميدي الولهاصي فقد خسر مقاطعة تلمسان فيما انسحب الخليفة البركاني نحو الجنوب في نهاية 1842، وخسر احمد بن سالم مقاطعة برج حمزة (البويرة)، في الوقت الذي كان فيه الأمير عبد القادر بين جماعة بني وراغ في الونشريس يراقب تحركات العدو، حيث استسلم قائد بني وراغ في مطلع 1843 وانتقل البركاني إلى منطقة شرشال، حيث تكالبت القوات الغازية الاستدمارية الفرنسية على الأمير وخلفائه، ولجأت إلى الوحشية في هجومها على المدنيين العزل وحرقوا القرى والمدن التي ساندت الأمير.

كما خرب الدوق ديمال ابن الملك فيليب الحاكم العام عاصمة الأمير المتنقلة “الزمالة” قرب قصر الشلالة بتيارت في ماي 1843، كما وجد الأمير في أواخر حكمه مطوقا بين الحدود المراكشية الجزائرية وبين البحر الأبيض المتوسط ونهر ملوية السفلى تحاصره وتلاحقه الجيوش الريفية المراكشية من جهة والجيوش الفرنسية من جهة أخرى، بعد واقعة وادي ايسلي وسيدي عزيز قرب وجدة في أوت 1844 واحتلت على إثرها القوات الفرنسية الغازية مدينة وجدة في نفس الوقت الذي كانت فيه بوارج أسطولها ترمي بالقنابل ميناء طنجة واغادير وتحطم أسوار مدينة الصويرة من بلاد المغرب الأقصى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!