-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماتا جسدا وحييا فكرا وعملا

ماتا جسدا وحييا فكرا وعملا
أرشيف
لويس ماسينيون

يقول الله – عز وجل- عن الذين يخفون ما في صدورهم من غل وحسد للذين آمنوا وعملوا الصالحات، وجاهدوا في الله حق جهاده: “والله مخرج ما كنتم تكتمون” فتبدو سرائرهم وتنفضح مكائدهم أو تزداد انفضاحا.

مستشرق فرنسي صليبي ممتلئ صدره حقدا على الإسلام، وإخبالا لأمر المسلمين، فخان الضمير العلمي، وجنّد نفسه في أقذر المخططات الإمبريالية الفرنسية، فتسمى “محمد عبده” ماسينيون ليلبس على بلهاء المسلمين، وتزين في مصر باللباس الأزهري، وفي العراق تزين بلباس الجنود الأتراك فاكتشف أمره، وكاد يلقى حتفه لولا أن عالما مسلما عراقيا نجاه من سوء المصير، ثم كان عضوا في الوفد الفرنسي في مؤامرة سايكس بيكو، وكلف بعدها في بيروت بأخس عمل وهو شراء ذمم من لا ذمة لهم من العملاء فسمي “الصندوقجي”، أي صاحب الصندوق، ثم عين أمدا طويلا في منصب المستشار الدائم للحكومات الفرنسية في الشؤون الإسلامية، دالا على الشر عاملا له، إنه الشيطان لويس ماسينيون.

ذكر الأستاذ مالك بن نبي في مذكراته (ج2. ص332 ط2. دار الفكر. دمشق 1984) أنه سمع هذا المستشرق الصليبي في كوليج دو فرانس يقول بعدما تنفس الصعداء من الغيظ: “آه، مات الرجل، وذلك تعليقا على خبر وفاة الشيخ محمد رشيد رضا الذي كشف كثيرا من أساليب كثير من المستشرقين في الكيد للمسلمين وإخبال أمورهم حتى أماته الله في 1962، وقد يكون سبب وفاة ماسينيون استرجاع الجزائر استقلالها، وطرد بلاده منها فاغتم لذلك.. والمصيبة أن من المسلمين – خاصة أدعياء التصوف – يعتبرونه “وليا”، ومحبا للإسلام، و”ناصحا” للمسلمين، وصدق أمير المؤمنين الفاروق القائل “لست بالخب، والخب لا يخدعني”.

وفي أحد أيام 1984 عقد ملتقى وطني في فندق “السفير” بمدينة الجزائر عما يسميه بعضنا “المقاومة الشعبية” الجزائرية خجل أو خشية أن يسموها “الجهاد” ضد الصليبية الفرنسية الحاقدة، حضر هذا الملتقى الأستاذ مولود قاسم، وتكلم أحد المصرّين على استعمال مصطلح “المقاومة” وغمز في جنب بعض رموزنا لاجتهاداتهم التي اعتبرها هذا “الأكاديمي” شيئا إمرا باترا إياها عن سياقها الزماني.. فثار الأستاذ مولود قاسم في وجه ذلك الشخص، وبيّن ما خفي عن عيني ذلك “الأكاديمي” وعقله.. ولما ذهب عن سي مولود الغضب وكنت جالسا خلفه مباشرة أخرج من جيبه قصاصة من جريدة فرنسية وسلمها لي، فقرأت فيها كلاما لأحد الصليبيين الفرنسيين هو إمييل فيليكس جوتي، صاحب كتاب “العصور المظلمة في شمال إفريقيا”، ويقصد الفترة من الفتح الإسلامي إلى مجيئ الغزو الصليبي الفرنسي من 1830.

قال ذلك الصليبي تعليقا على وفاة الإمام عبد الحميد بن باديس ما مؤداه: “الآن يطمئن جنب فرنسا في الجزائر”، وجهل هذا الصليبي ما قاله محمد العيد آل خليفة في تأبينه لهذا الإمام المرتضى قولا وفعلا:

لا تخش ما تركت لنا سدى        فالوارثون لما تركت كثير

جالت في خاطري هذه الأفكار وأنا أشارك إخواني وأبنائي إحياء ذكرى الإمام ابن باديس في الطارف وقسنطينة وسوق أهراس، بينما لا يذكر أحد حتى من أعدائنا الفرنسيين كبير شياطينهم لويس ماسينيون، فلله الحمد والشكر على آلائه علينا، ومنها هذا الإمام الذي قال عنه أخوه الإمام الإبراهيمي بأنه “كان فنا في الرجولة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!