-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماكرون في جولة إفريقية لترميم نفوذ فرنسا “المتآكل”

الشروق أونلاين
  • 1845
  • 0
ماكرون في جولة إفريقية لترميم نفوذ فرنسا “المتآكل”
أرشيف
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعرض، الاثنين، استراتيجيته بشأن إفريقيا للسنوات الأربع المقبلة من أجل “تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الإفريقية”، وذلك قبل جولة يفترض أن يقوم بها إلى إفريقيا.

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إن ماكرون “سيحدد أهداف زيارته، وعلى نطاق أوسع أولوياته ونهجه في تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الإفريقية”.

وأوضح أحد مستشاري ماكرون، أن الرئيس الفرنسي سيعرض “رؤيته للشراكة مع الدول الإفريقية” و”المسار الذي سيسلكه” في ولايته الثانية التي تستمر 5 سنوات، في خطاب سيلقيه في الإليزيه قبل يومين من بدء جولة في وسط إفريقيا.

ويزور ماكرون بين الأول والخامس من مارس، 4 دول في وسط إفريقيا لحضور قمة مخصصة لحماية الغابات الاستوائية وتعزيز العلاقات الثنائية في منطقة نفوذ تثير أطماع روسيا والصين بشكل متزايد، بعد أن عانت باريس سلسلة انتكاسات عسكرية وسياسية في منطقة نفوذها السابقة.

وسيزور ماكرون 3 دول أفريقية في حوض الكونجو بالإضافة إلى أنجولا، إذ تتركز الزيارة على المناطق البعيدة عن المستعمرات الفرنسية السابقة في منطقة الساحل المضطربة، والتي تتصاعد فيها المشاعر المعادية لفرنسا.

وتحاول فرنسا إعادة بناء علاقاتها مع الدول الإفريقية بصعوبة في قارة تشكك شريحة متزايدة من سكانها في وعود الرئيس إيمانويل ماكرون بتغيير نهجه الدبلوماسي بشكل جذري.

وتأتي الجولة بعد أكثر من أسبوع بقليل من قيام بوركينا فاسو بطرد القوات الفرنسية، وإنهاء اتفاق عسكري سمح لفرنسا بقتال المسلحين في الدولة الواقعة غرب إفريقيا، لتصبح أحدث دولة أفريقية ترفض مساعدة باريس.

وسحبت فرنسا قواتها من مالي العام الماضي، بعد أن بدأ المجلس العسكري هناك العمل مع متعاقدين عسكريين روس، ما أنهى 10 سنوات من العمليات ضد الجماعات المتطرفة.

الأهداف
وفي السنوات الأخيرة، حاولت فرنسا قطع صلاتها بسياستها القديمة بالقارة وممارساتها المبهمة وشبكات نفوذها الموروثة من الاستعمار.

وقالت سكرتيرة الدولة كريسولا زاكاروبولو، التي سترافق الرئيس الفرنسي في جولته التي تشمل الجابون وأنجولا والكونغو برازافيل وجمهورية الكونغو الديموقراطية: “اليوم تختار الدول الإفريقية شركاءها بحرية وسيادة وهذا أمر جيد”.

ورأت زاكاروبولو أن الشعور المناهض لفرنسا في إفريقيا الناطقة بالفرنسية يدفع باريس إلى تطوير “موقفها باتجاه مزيد من الإصغاء والتواضع”، لكنها تحذر أيضاً من الذين يلجأون إلى روسيا ومجموعة المرتزقة الروسية فاجنر. وقالت: “نعتمد على الاحترام المتبادل وسيادة شركائنا بينما يعتمد آخرون على الترهيب والمعلومات المضللة”.

لكن هذا الموقف لا يلقى حالياً الصدى المتوقع خصوصاً بين الشباب في قارة نصف سكانها دون سن العشرين، ويبدو أنه يتقبل الرسائل المعادية لفرنسا.

“نقطة أساسية”
وقال حسن كونيه، الباحث في “معهد الدراسات الأمنية” في دكار، إن “الدبلوماسية الفرنسية يجب أن تصغي” لمطالب الدول الإفريقية. وأضاف أن الوضع الأمني في دول الساحل يتدهور “يوما بعد يوم” منذ عشر سنوات. وتابع: “إذا طلبت دعماً بمعدات وأغلقت فرنسا الباب فستتوجه هذه الدول إلى روسيا والصين وتركيا”.

وعبر آلان أنتيل، مدير مركز أفريقيا جنوب الصحراء التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، عن الرأي نفسه، مشيراً إلى أن توريد المعدات العسكرية “نقطة أساسية”، لكنه أشار إلى أن هذا الطلب يصعب سماعه من دول مثل فرنسا “لأن بعض دول منطقة الساحل ترتكب انتهاكات ضد السكان المدنيين”.

وبالإضافة إلى ذلك وبعد فشل عملياتها العسكرية لا سيما في مالي، تبدو فرنسا أكثر ميلاً إلى محو وجودها العسكري في القارة والتركيز على فرص التعاون عبر مدارسها ومعاهدها ومدربيها وشركاتها.

وقالت كريسولا زاكاروبولو إن “الشق الأمني كان مرئياً جداً في السنوات الأخيرة على حساب شراكتنا المدنية”.

وبالتالي يمكن أن تكون العلاقة بين فرنسا وإفريقيا عند منعطف.

“زوجان”
حالياً يشبه الوضع “زوجين” تشهد العلاقة بينهما “خلافات”، حسب حسن كونيه. ويبدو أنه لا يمكن التوفيق بين الزوجين، لكن الباحث يقول إنه “متفائل جداً” بسبب “العلاقات القديمة” التي تربط فرنسا بهذه البلدان.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: “علينا مراجعة برامجنا باستمرار”، معترفاً “بمعرفة غير كافية” بإفريقيا “عبر رؤية شديدة التبسيط”.

وتابع المصدر نفسه أن إفريقيا ليست دولة واحدة بل نحو 50 دولة، مشدداً على أن “البعد الأساسي إنساني”.

لكن حسن كونيه يرى أن على فرنسا أيضاً أن تبرهن على تمسكها بهذه العلاقة لا سيما في سياق الحرب في أوكرانيا لأن الاهتمام بالأوكرانيين “يثير تساؤلات كثيرة لدى الأفارقة حول ما يمثلونه بالنسبة للفرنسيين”.

ولتفسير الاستياء المتزايد في بلدان مثل مالي أو السنغال يُنظر إلى المساعدة الكبيرة المقدمة للأوكرانيين هناك على أنها معايير مزدوجة.

وقال كونيه: “عندما يحاول الأطباء الشباب، المتخرجون بالفعل الحصول على تدريب متقدم في فرنسا ويضطرون إلى البحث عنه في ألمانيا أو في بلدان أخرى، فهذا يثير تساؤلات”.

وتؤكد زاكاروبولو أن باريس وشركاءها الأوروبيين يقفون إلى جانب الأفارقة أثناء الأزمات، بما في ذلك وباء كورونا وأنهم اليوم يتصدون لـ”حالة الطوارئ الغذائية” التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا.

وكتب أنطوان جلاسر، أحد مؤلفي كتاب “مصيدة ماكرون الأفريقية”، أن خلاصة القول هي أن فرنسا “لم تقدر حجم هذا الماضي الذي لا يمر”، مشدداً على أن “روسيا لم تحرض على مشاعر معادية لفرنسا، بل تستغل هذا الاستياء”.

وفي غياب تهدئة فورية مع المستعمرات السابقة، يتابع إيمانويل ماكرون أيضاً تقاربا مع البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية وتلك الناطقة بالبرتغالية في القارة.

المصدر: وكالة رويترز

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!