-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما بعد عودة سفراء الله

الشروق أونلاين
  • 3133
  • 0
ما بعد عودة سفراء الله

بدأت قوافل الحجيج في العودة إلى قواعدها سالمة دنيويا، غانمة دينيا، بعد أن لبّت نداء الله والقلب، وأدت خامس فريضة، باذلة لأجلها الجهد والوقت والمال الكثير.

  •  وبدأ التقييم لرحلة مازالت الدولة تمنحها الكثير من اهتماماتها ولا تجني منها سوى القليل من النظام، ليعود حجاجنا بحقائب مليئة بالشكوى، ويعود ديوان الحج والعمرة أيضا بحقائب دائما بالفاشلة. وعندما نعجز عن تنظيم رحلة لا يتجاوز تعداد مسافريها الثلاثين ألفا في أحسن الأحوال، منهم من دفع (تحويشة) العمر ومعظمهم من البالغين من العمر عتيا ومن النضج دهورا، فمعنى ذلك أننا مازلنا بعيدين عن تقصي الآثار التنظيمية التي نشاهدها لدى مسلمي شرق آسيا وحتى مسيحيي الفاتيكان.
  • مجرد سماع كلمة محاولة انتحار حاج أو إصابة آخر بالجنون هو »فشل« يدل على أن »الفساد« قد غزا حتى شعائرنا الدينية، فصار بإمكان مختل عقليا أن يكون ضمن الوفد الرباني بمجرد أن يتدخل قريب له »لدهن« الطبيب المعاين أو أي مسؤول على بعثة ربانية، أما عن تواجد المحتالين واللصوص ضمن المسافرين فذاك لم يعد يفاجئ أحدا. تمثيل الجزائر رياضيا أو ثقافيا أو سياسيا أو تجاريا يتطلب مزيدا من الاهتمام فما بالك تمثيلها دينيا في أفضل بقاع الدنيا، فمن غير المعقول أن تكون أثخن حقيبة هي دائما لحاج جزائري وأخشن معاملة هي دائما لحاج جزائري وأتعس تنظيم هو دائما في الموقع الجزائري، فهذا الوافد من المفروض أن يكون قادما من بلد الشهداء والعلماء الذين كانوا يحجون على الأقدام منذ عهد الأمير عبد القادر وكانوا يلقون الدروس في الحرم الشريف منذ عهد ابن باديس والورتلاني والإبراهيمي، وهذا الوفد من المفروض أن يكون قادما من بلد الخيرات، حيث لا يجوع فيها أحد ولا يعرى. بدأ الآن التفكير في الرحلة القادمة على أن أمل أن يكون فيها الحج لمن استطاع إليه سبيلا ماديا وتنظيميا وصحيا.. وخاصة عقليا.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!