-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما محلُّ العرب من الإعراب؟

عمار يزلي
  • 1409
  • 7
ما محلُّ العرب من الإعراب؟

بين ما يحدث في السودان من مظاهرات ضد حكم البشير الناتجة عن الحصار الغربي الأمريكي العربي للسودان وعزم البشر على البقاء إلى 2020 تاريخ نهاية ولايته التي سيعمل على تجديدها حتما، وبين ما يحدث في الآونة الأخيرة بين الأشقاء في البيت الخليجي الواحد، يؤكد أنه لولا العودة إلى حِكمة الدين والفطرة التي فطرنا الله عليها، لأكل الكبيرُ منا الصغير ولتحالف الصغير مع الأجنبي الكبير للفتك بأخيه الكبير.. إننا في حاجة إلى حكيم يحكم بين الناس والعباد والحكام.
التداول على السلطة وعدم التمسك بها والزهد فيها، والابتعاد عن كل أشكال عنفٍ توصل إليها أو تبقيها، هو السبيل إلى الاستقرار السياسي الذي هو الضامن للنموّ والتطور والعدالة الاجتماعية.
الأمر بدا واضحا، بعد أن قطع الرئيس قول كل خطيب، باستدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات 18 أبريل 2019: عتبة التغيير أو الاستمرارية أو الإصلاح، قد تبدأ بعد أشهر.. وعلى الجميع أن يعمل على ذلك في كنف السلم الاجتماعي.
الأخطار المحدقة بنا وطنيا ومغاربيا وعربيا وخليجيا وعربيا وإسلاميا عموما لا توصف، الرابح الأكبر هو إسرائيل وأمريكا، ومن يقول غير هذا فهو غير عربي حرّ.
العرب اليوم كغرب “الفارويست” أمس.. العرب دون دين، لم يكن بإمكانهم أن يتمدَّنوا ولا أن يتعلموا ولا أن يتطورا. تاريخا، البابليون هم من نشروا في أدبياتهم التاريخية كلمة “أعراب” التي كانت تعني نفس معنى “الباربار” الهمج غير المتحضِّرين التي نشرها الإغريق والرومان واللاتينيون بعدهم عن الأقوام والشعوب التي لا تدخل في نطاق “حضارتهم”.. العرب، كانوا في الأصل أعرابا، بدوا رحلا.. هذا على الأقل ما بعد الألف الثالثة قبل الميلاد، والذين يطلق عليهم اسم العرب المستعربة أو العدنانيون، خلافا للقحطانيين المُضريّين في الجنوب. السبب أن العرب العاربة كانوا أهل حضر وتمدُّن وصناعة، على غرار حضارة معين وسبإ وحمير.. لكن تقلب الأجواء والأهواء، والجفاف والتصحُّر بعد رغد عيش ونماء حياة ما بعد العصر الجليدي الثاني، حوّل سكان الجنوب باتجاه الشمال، كما يحدث اليوم من هجرات نحو أوروبا، فحوّل العرب المقيمين، إلى بدو، إلا في ما يتعلّق ببعض المراكز التجارية ومنها مكة.. تجمّع قريش حول التجارة المكية وسكان يثرب في عمل الفلاحة، استقطب الأعراب الذين ما كان لهم أن يتحضّروا في ما بعد لولا الدين الإسلامي، ونحن نعرف ما قيل عن الأعراب في القرآن الكريم، فأصل المسألة هو التكوينُ الثقافي والفكري الذي ينطبع به الإنسان البدوي من خشونةٍ وقيم أخلاقية كالكرم والشهامة والنخوة..
يقول ابن خلدون في هذا الصدد: “إن العرب لا يصلحون إلا بدين ولا يقوم لهم مُلك إلا على نبوَّة، وإن العالم لا يعترف لهم بميزة إلا إذا كانوا حملة وحي، فإذا انقطعت بالسماء صِلتهم، ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت وغشيهم الذل من كل مكان.”
هذا الكلام، دفع الشيخ الغزالي إلى القول: “إن العرب بعيدا عن الإسلام، لن يكونوا إلا حطب جهنَّم، سيأكل بعضُهم بعضا، ثم يأكل بقيتَهم اليهودُ والنصارى”.
هذا، قول ابن خلدون والشيخ الغزالي، الذي يقول إنه لما قرأ ابن خلدون تردَّد في البداية قبل أن يهضم المعنى، إذ وجد في ما بعد أن “العرب جنسٌ حاد المشاعر، جامح الغرائز، عندما يطيش، يفقد وعيه وعندما يعقل يبلغ الأوج..”
هذه حال العرب والأعراب من الإعراب، في زمن صار الهروب فيه إلى العروبة المذمومة، محمودا على اللجوء إلى تعاليم الدين المسنونة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • عبدالصمد

    ليسوا و حدهم على كل حال،فالعالم بأسره دخل في دوامة و ظلام بعد رفضهم لمن جاء خادما و مجددا لهذا الدين الذي إختاره الله رحمة للعالمين،سيقول قائل لكنكم تقولون بأنه نبي و لا نبي بعد محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم،لأنه آخر الأنبياء،نحن نقول أن محمدا صلى الله عليه و سلم هو الخاتم و هناك فرق بين كلمة الآخر و كلمة الخاتم،و لهذا حينما عيرته قريش بالأبتر رد الله عليهم أن شانئه هو الأبتر، أي أن له أبناء روحانيين كثر و لا يعلم عددهم إلا الله ،و هم ليسوا عربا و إنما من كل الأجناس بما فيهم العرب..يتبع

  • عبدالصمد

    أليست لهم جامعة عربية؟ و منخرطون في جمعية المؤتمر الإسلامي للعلماء المسلمين؟ ألا يوجد عندهم كتاب الله القرآن و قد أنزله الله بلغتهم ('' وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)..'') فمالهم لا يتقون رغم الوعيد؟ أم ترى أن هذا الوعيد قد نفذ فيهم؟ ألم يأمرهم القرآن بالمحبة و الأخوة و جمع الكلمة فما لهم تفرقوا و تشرذموا و تقاتلوا رغم ما ذكرناه آنفا؟..ألا يدعو حالهم للحيرة؟..يتبع..

  • okba

    ابن خلدون صوره لعصره من ميزته جراته علي كشف المستور والحقيقه كما عايشها كل هدا الصفات مازالت يحملها العرب شكرا غلي المقال

  • مجمد

    الحمد لله الذي جعلنا نحب اللغة العربية لأنها لغة القرآن لا غير ونحن ندرك شماتة العنصريين حين ضاعت رابطة الدين مما دفع أهل الشرك إلى تكثيف الضغط على المجتمعات التي وضعت أملها على الدين الحنيف.لكن عدم قدرة الساسة على تربية الشعوب وفق مقتضيات التطور الحضاري دفعها إلى نشر وسائل اللهو والتجهيل وتأسيس الخمول بين المواطنين وعدم الاعتماد على العمل والعلوم والتكنلوجيا التي تتطلب التفكير والتعلم والجد المستمر.لكن هذه الضروريات الحياتية تدفع صاحبها إلى البحث عن التغيير مما يهدد وجود السلطات المستبدة التي لا تحافظ إلا على بقائها وترسيخ مواقعها المستبدة.الجزائر ومكوناتها نموذج لهذا التخلف الفكري والاجتماعي

  • أحمد الأحمدي

    العرب ضمير مستتر في محل نصب مفعول فيه . و الفعل تعرى و الفاعل العري . و إذا أراد الله بقوم الهلاك أمر مترفيها ففسقوا فيها و هذا ما يحدث و لم يبق سوى الهلاك و التدمير و لا أراه بعيدا .

  • عمار ب.

    أذكركم فقط بدكتاتوريات القياصرة في روسيا ثم الدكتاتويات الشيوعية، لينين وستالين، ودكتاتويات فرنسا عهد الحكم المطلق وعهد بونابرت، ثم دكتاتوريات هتلر وموسوليني، والجنرال فرنكو وسالازار، ودكتاتوريات أمريكا اللاتينية ودكتاتوريات اليونان وتركيا...
    ثم الدكتاتوريات الأسياوية حيث كان الإمبراطور إلها يعبد، لحد الساعة لا تزال كل من الصين وكوريا الشمالية تمارس الدكتاتورية.
    ثم لا تنسوا الدكتاتوريات الإيرانية أو الفارسية خاصة النظام الحالي، نظام يقتل ضحاياه شنقا على الرافعات.
    لكن الأكيد أن العرب مستهدفون من طرف الجميع...

  • عمار ب.

    تعليقك هجمة مباشرة على العرب باعتبارهم كذلك لأن المشكلات عاشها الأوروبيون مدة قرون وتخلصوا منها عن طريق الغزو والاستعمار كما عرفتها الشعوب الأمريكية والأفريقية والأسياوية.
    الدكتاتوريات وجودت في بلدان العالم كلها.
    العرب يعانون من حكام فرضهم الاستعمار، ملوك وأمراء، أو حكام فرضهم العسكر على الشعوب، ثم لا تنسوا نظام الفساد الذي يفرض منطقه الخاص به!
    كذلك لا ننسى بعض التجارب التي نجحت إلى حد ما رغم ميل أصحابها للدكتاتورية. عهد هواري بومدين وعبد الناصر وصدام حسين رحمة الله عليهم.