-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مروجون في أثواب متسولين

متشردون ولصوص ومغتصبون يحترفون الجريمة

نسيبة علال
  • 1185
  • 0
متشردون ولصوص ومغتصبون يحترفون الجريمة
ح.م

في العاصمة، كما في غيرها من المدن الكبرى، لا تكاد تعبر شارعا أو زقاقا إلا وقبالتك متشرد ينزوي بنفسه في مدخل عمارة أو بالقرب من بيوت الله. فقد أصبح هذا المشهد جزءا من الديكور العام، يمر به المواطنون، هذا غير آبه، والآخر يلقي عليهم بعض الشفقة.. لكن، من يتوقع أن من هؤلاء المتشردين عشرات المجرمين، يتربصون بالمارة متخفين خلف ثياب رثة بالية.

من الشارع.. إدارة الدعارة

باية، امرأة في عقدها الخامس، أم لفتاتين غير شرعيتين لا تعرف أراضيهما، وهي تعيش لوحدها منذ أكثر من تسع سنوات، متنقلة بين أقبية عمارات كل من شارع العربي بن مهيدي، وشارع عميروش وأودان، تم إلقاء القبض عليها مرتين، سنة 2013 وسنة 2017، وأدينت هذه السيدة المتشردة بتهم مختلفة، يقول شهود عيان ممن يعرفونها عن كثب، إنها تقوم بالحديث إلى الحسناوات اللواتي تقابلهن، وخاصة الفتيات الجامعيات وفتيات الشارع اللواتي يخلو لهن الجو بعد المغرب، وتعقد صفقات معهن على أن تقوم بإرسالهن لمواعدة شخصيات نافذة، والسهر مع مسؤولين مقابل أجرة تتلقاها من هؤلاء، حتى إنها باتت معروفة بنشاطها هذا، ولها زبائنها وزبوناتها. كما ثبت على باية تهمة السرقة عدة مرات، فهي تنتقي ضحاياها جيدا، خاصة زوجات الأغنياء اللواتي يقصدن بعض محلات العاصمة، يشفقن على حالها التي تبدو سيئة من مظهرها، فيشفقن عليها.

إدمان وترويج المخدرات باستعمال المجانين

يتردد الشاب الأربعيني سليمان على أحياء وسط البليدة، يقال إنه كان يقطنها قبل أن يفقد عقله بسبب إدمانه المبكر لأنواع متعددة من المخدرات، ويلقى به في مصحة “جوان فيل” للأمراض العقلية. بعد هروبه من هناك قبل خمس سنوات تقريبا، أصبح سليمان أداة في أيدي مروجي المخدرات وبائعي الممنوعات، يقومون بإيداع كميات من الحشيش في مرتعه، وإعطائه القليل منها ليتعاطاها نهارا جهارا، على أن يقف البائع على بعد أمتار منه، خاصة في الأحياء، التي تتعرض لمداهمات أمنية كثيرة بين الفينة والأخرى. سليمان، ورغم إصابته بالجنون، يمكن أن يعتمد عليه المروجون لنقل سلعهم الممنوعة من حي إلى آخر.

قتلة بلا عقل               

أصبحت شوارعنا خطيرة بما يكفي، ليتوجب على الجميع اتخاذ الحيطة والحذر عند عبورها، إذ تشير آخر الاحصائيات إلى أن أكثر من 156 ألف شخص فاقد للعقل بشكل كلي أو جزئي موزعين على 48 ولاية، من هؤلاء من له نزعة انتقامية، ومنهم من تسول له وضعيته النفسية بالاعتداء والتعنيف بمختلف الطرق والوسائل حتى بالقتل والتنكيل بالجثث.. يروي الشاب أحمد كيف شاهد بأم عينه مجنونا يقتل أمه بدم بارد في حي الدرب بتيسمسيلت: “.. المدعو خالد جاري، عمره يفوق الثلاثين سنة، وقد فقد عقله منذ نحو عشر سنوات، عائلته تقول إنه تعرض للمس والسحر من قبل عمته العجوز وزوجة والده. منذ ذلك الحين، يعتدي على والدته، ويعنف كل من حوله، يتعاون الجيران مع أخيه الأصغر على ربطه، ليأمنوا مكره وغدره، ولكن قلب والدته يلين لصراخه وأنينه، فتفك أسره.. وهو ما حدث ذات صباح مشؤوم، بينما بقيا بمفردهما في البيت، وبينما أمه العجوز محنية تغسل ملابسه في فناء بيتهم العربي، انهال عليها بلوح خشبي أفقدها وعيها، حتى يتمكن من الفرار من الباب الخارجي..”. خالد كان يرتشف قهوته في نافذة غرفته المطلة على الفناء، وإذا به يشاهد المنظر المرعب، فأخبر الجيران وقاموا باللحاق به، ونقل والدته إلى المشفى، لكنه تبين في ما بعد أنها أصيبت بنزيف داخلي أودى بحياتها.

يرجع الخبير الاجتماعي، الأستاذ الجامعي، عمري زين العابدين، تفشي الجريمة في أوساط المجانين، المتسولين والمتشردين، أولا إلى عدم وعيهم الاجتماعي أكثر من غيرهم، وفي أحيان كثيرة تكون الجريمة بالنسبة إليهم وسيلة للعيش والاستمرار أو بدافع انتقامي، كما أن تعامل القانون مع هذه الحالات وعدم خضوع بعضها للردع والعقاب جعل هذه الفئة أكثر طلبا واستغلالا من قبل الأشرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!