متمدرسون يشلّون حركة السير على محور بجاية -سطيف

في حركة احتجاجية مفاجئة، أقدم، الخميس، عشرات التلاميذ على غلق الطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بجاية بولاية سطيف، وذلك على مستوى منطقة مرواحة التابعة لبلدية خراطة، باستعمال أعمدة الكهرباء، تنديدا بغياب النقل المدرسي، الأمر الذي أثر سلبا على مسارهم الدراسي في ظل قلة وسائل النقل نحو منطقتهم، وما انجر عنه من معاناة في أوساط هؤلاء التلاميذ، الذين يتعذبون قبل وصولهم إلى مقاعد الدراسة والعكس، خاصة بعد حلول فصل الشتاء قبل الأوان.

للتذكير فقد أقدم نفس التلاميذ مؤخرا على الاحتجاج بنفس الطريقة لإسماع صوتهم ومعاناتهم، حيث وعدت حينها السلطات المحلية بدراسة مشكلهم وتوفير النقل المدرسي، لكن لا شيء ترجم على أرض الواقع إلى حد الساعة، ما أثار غضب المتمدرسين الذين عاودوا غلق الطريق من جديد للضغط على المسؤولين بضرورة أداء واجبهم من خلال توفير أدنى الضروريات لهؤلاء التلاميذ الذي يتجرعون المشقة يوميا طلبا للعلم.

وتفيد معلومات “الشروق” أن متمدرسي دائرة خراطة ككل يعانون من مشكل النقل المدرسي، جراء شساعة جغرافية المنطقة من جهة وكثرة المتمدرسين من جهة أخرى مقابل عدد ضئيل من الحافلات التي تتوفر عليها الحظيرتان البلديتان لكل من خراطة وذراع القايد، الأمر الذي دفع بتلاميذ ثانويتي متقن سمعون الشريف بخراطة وكذا ثانوية أجيوان بذراع القايد من جهتهم الدخول في إضراب عن الدراسة للمطالبة بتوفير النقل المدرسي.

ولكون أغلب قرى المنطقة لا تزال معزولة، فمن الواجب تدخل والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي من أجل إيجاد الحلول اللازمة لهذه المعضلة التي شيّبت رؤساء البلديات في ظل محدودية الموارد المالية وقلة الحافلات التي تحوز عليها هذه البلديات، فيما تشير معلوماتنا أن بعض المراقبين الماليين يرفضون التأشير على صفقات الخواص بداعي أن النقل المدرسي يتم توفيره استثناء للطور الابتدائي، فهل سيتدخل المسؤولون لإنقاذ هؤلاء المعذبين فوق الأرض حتى لا نتساءل فيما بعد عن أسباب رسوب هؤلاء التلاميذ أو نعلّم أبناءنا غلق الطرقات منذ الصغر؟