عاهد نفسه أن يجد ذوي أصدقائه الشهداء الذين عبروا معه خط شال
مجاهد يجوب ارجاء الوطن بصور رفيقه الشهيد بحثا عن عائلته
الشروق أونلاين
-
-
23488
-
62
المجاهد شعبان فيصلي
يحتفظ المجاهد “شعبان فيصلي” المولود في 29 سبتمبر 1937 ببلدية السبت بولاية سكيكدة والقاطن حاليا بدالي ابراهيم بالجزائر العاصمة بصور نادرة للشهداء والمجاهدين أثناء تدريباتهم بالولاية الثانية خلال الثورة التحريرية، عندما كانوا يخوضون العمليات للعبور عبر خط شال.
-
-
وهي صور تشكل أرشيفا حقيقيا عن الثورة، وقد منح “عمي شعبان” العديد من الصور لمصالح وزارة المجاهدين، ولبعض عائلات الشهداء الذين بحث عنهم ليعطيهم صور آبائهم وأبنائهم بزي المجاهدين… وتعكس هذه الصور التي تحصلت “الشرق اليومي” بقاء كم هائل من الصور التذكارية التي يحتفظ بها المجاهدون وعائلات الشهداء مشتتة عبر الوطن دون أن يتم استغلالها وحفظها في الأرشيف الرسمي للثورة الجزائرية.
-
ويبحث “عمي شعبان” عن عائلات لشهداء آخرين كانوا معه في الكتيبة لتسليم صور أخرى لهم، من بينها صورة نادرة للشهيد يسعد مسعود المدعو بين زملائه المجاهدين أنذاك بإسم “بوعلي” وهو قائد فرقة تابعة للكتيبة التي كان يترأسها أنذاك المجاهد حناشي شريف المدعو الحامة بوزيان، وكان عناصر الكتيبة ومن بينهم الشهيد يسعد مسعود يتنقلون في شكل دوريات نحو الشرق لإحضار السلاح للثوار مرورا بخط شال، ونقل الأسلحة من شرق الوطن إلى المجاهدين، وقد سقط يسعد مسعود شهيدا في ميدان الشرف خلال إحدى العمليات التي نفذتها الكتيبة على خط شال في جانفي 1960.
-
ويظهر في الصور التذكارية التي عرضها “عمي شعبان” لأول مرة، واطلعت عليها “الشروق اليومي” العديد من المجاهدين والشهداء الذين كانوا ينشطون في ربوع الولاية التاريخية الثانية وهي “الشمال القسنطيني”، كحال محمد، طالبي محمد، غربي محمد الصالح، زويتن العربي، وقد كان مقربا جدا من الشهيد يسعد مسعود، وهو يظهر معه في إحدى الصور خلال الثورة، ويظهر معه واقفا خلف ويضع يده فوق كتفه، بوعناني حسين، الصادق بوضرسة، على كاتي من القل، بوعنيبة موسى، بلعلاط أحمد، بعضهم استشهد خلال الثورة وبعضهم توفي بعد الإستقلال وبعضهم مازال على قيد الحياة إلى يومنا هذا.
-
وقال المجاهد “شعبان فيصلي” والذي كان ينشط في نفس الكتيبة مع الشهيد يسعد مسعود، أنه يملك صورا نادرة عن العديد من المجاهدين في الولاية التاريخية الثانية، وخاصة في جبال الطارف وسكيكدة وعزابة، عندما كانوا يتنقلون في شكل دوريات نحو الشرق، وكذا صور عن تدريب عناصر الكتيبة، وصورا لمجاهدين استشهدوا ولا يملك أحد صورهم في الوقت الراهن.
-
وقد تمكّن “عمي شعبان” الذي يبلغ من العمر حاليا 78 سنة من العثور على عائلات بعض الشهداء وسلّم بعض الصور لأبنائهم وعائلاتهم، ويظهر آباؤهم في الصور وهم يرتدون زي المجاهدين ويحملون الأسلحة الثورية.
