-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فيديوهات مصابين يحتضرون تملأ مواقع التواصل

مرضى تعالجوا من كورونا وماتوا بالوسواس!

نادية سليماني
  • 2821
  • 2
مرضى تعالجوا من كورونا وماتوا بالوسواس!

قوراية: الخوف والوسواس يقتل صاحبه

غول: الأعمار بيد الله وما أصابنا مقدر علينا

أخبار الموت وصور مرضى يحتضرون وتجمعات لمواطنين غاضبين أمام المستشفيات.. وآخرين دخلوا مرحلة اكتئاب وخوف… باتت كابوسا يؤرق يوميات المواطنين، الباحثين عن جرعة أمل وسط كم الأخبار والفيديوهات المرعبة التي طبعت على أعنف موجة من كورونا تضرب الجزائر.

شبهها البعض بفترة العشرية السوداء وآخرون قالوا إنها بداية لنهاية العالم، فيما استسلم الكثير وأوقفوا عقارب حياتهم وانطووا على أنفسهم، منتظرين قدرهم المحتوم، الذي يرونه أسود لا محالة، في ظل موجة كورونا وصفت بالأعنف والأشد على الجزائر، منذ بداية الوباء، فجميع الصفحات الفايسبوكية توشحت السواد، إثر فقدان صاحبها لفرد أو أكثر من عائلته وأقاربه أو جيرانه أو أصدقائه، وغالبية الفيديوهات المنتشرة، هي لمظاهر دفن موتى كورونا جماعات جماعات، وللتدافع حول قاروروات الأوكسجين، ولمواطنين باكين ومتخوفين، ولأشخاص يتوسلون جرعة أوكسجين.. أما شوارع معظم المدن الكبرى فخالية وكأننا نعيش فيلم رعب. وأسواقنا الشعبية المزدحمة غاب عنها زبائنها، ولا تلمح ازدحاما إلا أمام أبواب المستشفيات ومخابر إجراء تحاليل الكشف عن كورونا.

وأمام هذه الأوضاع المأساوية، طغىت على أحاديث الجزائريين في الشوارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي، السلبية وفقدان الأمل والخوف من مستقبل يرونه قاتما وأسود، وانتشار السلبية والذعر والخوف بشكل كبير، جعل الكثير يخرجون عن صمتهم مطالبين بنشر الطاقة الإيجابية والأخبار المفرحة، فالبعض نشر فيديوهات يتوسل الناس للكف عن نشر أخبار الموت لأنها تسببت في صدمات نفسية لعائلاتهم.

مواقع التواصل تحولت إلى دار عزاء كبيرة

وفي الموضوع، تأسف البروفيسور في علم النفس، أحمد قوراية، لتحول شبكات التواصل الاجتماعي، إلى ما وصفه بدار عزاء كبيرة، وقال لـ “الشروق”، إنه كلما حاول المتصفح لهذه الشبكة تغيير موضع معين، أو عرضت أمامه صفحة من صفحاته المتعددة أو حساب لصديق، “إلا ويصادفك الكم الهائل من أخبار التعازي والمواساة في حق ذويهم أو أصدقائهم أو زملائهم في العمل أو الدراسة أو جيرانهم الذين توفوا بسبب مضاعفات فيروس كورونا. مع نشر إحصائيات الموتى بسبب هذا الوباء “.

وبحسبه، مثل هذه الأخبار لها تأثيرات سلبية على الجهاز النفسي، سواء للمصابين بكورونا أم غيرهم من الأصحاء، ما يؤدي إلى إضعاف مناعتهم النفسية واستسلامهم للمرض.

وأضاف أن هذه السلبية تجعل المريض والصحيح لا يرى إلا الجهة المظلمة من الحياة، بعدما أدخله الخوف في دوامة مغلقة، ويمتد الخوف إلى أفراد عائلته جميعا.

ومن جهته، قال رئيس المجلس المستقل للأمة وموظفي الشؤون الدينية، جمال غول، إن المسلم له قواعد ثمينة يسير عليها في حياته، وهي التي تقوده إلى السعادة في الدنيا والآخرة، وتزيل عنه كل هموم الدنيا وما فيها من حزن وقلق وخوف. من أهمها اليقين بأن كل شيء يسير بأمر الله ويسير بإرادته وحكمته (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا). فمن أيقن بذلك ارتاح واطمأن، لأن الذي خلق لن يضيعنا. ليؤكد غول أنه عسى أن نكره شيئا وهو خير لنا، مادامت الأمور تسير بأمر الله فكل ما قدره الله هو خير للإنسان. وختم قائلا: “ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء”، وبإذن الله سيرفع الله هذا الوباء بقوته ورحمته سبحانه وتعالى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • KOFO

    اللهم ارفع عنا هذا الوباء والبلاء. وردنا الى دينك ردا جميلا. آمين

  • avancer lalour

    لولا الجهل الذي سكن عقولنا وجعلنا نتنكر للوباء ولا نحترم قواعد الوقاية : لا نرتدي الكمامات ولا نحترم التباعد الاجتماعي ... بل أكثر من ذلك : أعراس وحفلات ووووو في كل مكان .. لما بلغ الأمر ما بلغ .