-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسافرات يتركن قصاصات أوراق في المصليات للدعاء لهن

سمية سعادة
  • 458
  • 0
مسافرات يتركن قصاصات أوراق في المصليات للدعاء لهن

عندما يستنفذ المريض كل الطرق العلاجية، ويطرق المكروب كل الأبواب دون أن يحظى بالجواب، يفزع إلي الدعاء، ويلوذ إلى رب العباد طالبا الغوث والمدّد.

وقد لا يكتفي المبتلون بالأسقام والهموم بدعائهم فقط، بل يلجأون إلى الأشخاص الذين يعرفونهم، وحتى الذين لا يعرفونهم لإعانتهم على هذه المهمة المستعجلة التي تريح نفوسهم المتعبة وتطمئن قلوبهم المضطربة.

ومن بين الأساليب المتداولة في طلب الدعاء من عدد كبير من الناس والغرباء، هو نشر تلك الحاجة على مواقع التواصل الاجتماعي أين يتواجد مئات الآلاف من الأشخاص الذين لا يتأخرون في الدعاء للشخص المريض أو الذي ألمت به مصيبة لعل الله يشمله برحمته.

أما من بين الأساليب الحديثة التي بدأت في الانتشار على مستوى المصليات المنتشرة في محطات الوقود المتواجدة على الطرق السريعة، فهي ترك قصاصات أوراق تتضمن الحاجة التي يرغب أصحابها في تحققها.

هذا ما لاحظناه على مستوى إحدى المصليات الخاصة بالنساء التي تتواجد على مستوى الطريق السريع شرق غرب، حيث وجدنا العديد من القصاصات المكتوبة على عجل، بعضها مكتوب في أوراق، وبعضها مكتوب على قطع من صغيرة من “الكرطون”، وعلقت على جدران المصلى بطريقة تسمح برؤيتها من قبل المسافرات.

والجدير بالذكر، أن هذه الطريقة الجديدة في طلب الدعاء، جاءت بعفوية شديدة وفرضتها الحاجة الملحة، ومن الممكن جدا أن سيدة أو فتاة واحدة بدأت في كتابة حاجتها لتتبعها المترددات على المصلى، خاصة وأن هذا الأخير تلجأ إليه المسافرات الغريبات، وهو ما تطمئن له صاحبات القصاصات اللواتي يعلمن أن دعاء المسافر والغريب مستجاب.

من بين القصاصات التي كانت معلقة على جدار المصلى، قصاصة صاحبتها تطلب الدعاء لأمها التي تقول إنها “على وشك أن تفقد البصر”.

لتأتي سيدة أخرى وتكتب في أعلى الورقة ” ادعوا لعائشة بالتوأم ولسارة بالزوج الصالح ولإخوتي بالزوجات الصالحات”.

فيما تركت مسافرة ثالثة قصاصة كتبت عليها “من فضلكم أنا أم، أرجو منكم الدعاء لابني بالصلاح، ولي بتسوية أوراق ملكية لا تزال عالقة منذ سنوات، وأنا في أمس الحاجة إلى تسويتها بسبب ضيق السكن”.

أما طلب الدعاء للسيدات المصابات بالعقم، فهي كثيرة، من بينها سيدة كتبت تقول على قطعة من “الكرطون”: ” قيل لي في سن الـ 22 أنني مصابة بالعقم، وقد بلغت الآن من العمر 27 سنة ولم أنجب، ولكن الله على كل شيء قدير، فادعوا لي بالذرية الصالحة وأن يشفيني الله شفاء لا يغادر سقما”.

وكتبت امرأة أخرى” امرأة حامل تطلب الدعاء منكم أن يرزقها الله مولودا ذكرا صالحا معافى”.


وتركت إحدى المسافرات ورقة مكتوب عليها” ادعوا لزوجة أخي بالشفاء من السرطان” وكتبت أخرى، ” رجاء ادعوا لأخي محمد بالشفاء من الوسواس القهري”.

هي هموم وأسقام أثقلت صاحباتها، وكسرت خواطرهن، فقررن أن يتركنها عند أول محطة يطؤها الغرباء والمسافرون، فربما بلغ دعاءهم السماء وفتحت له الأبواب، ففرجت همومهم وتلاشت أمراضهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!