مصانع الورق تستنزف كلأ المواشي

طالبت الفدرالية الجزائرية للموالين بفتح تحقيقات عاجلة في تنامي ظاهرة تحويل التبن إلى مصانع الورق، في العديد من مناطق الوطن، وهذا ما تسبب في استياء كبير وسط مربي الماشية الذين انتقدوا بشدة استنزاف كلأ المواشي وشراء منتجي الورق لكميات كبيرة من هذه المادة المهمة في تغذية الأنعام، ما تسبب في ارتفاع الأسعار وندرة هذه المادة في العديد من الولايات .

وفي هذا الإطار، أكد الناطق باسم الفدرالية ابراهيم عمراني مولود في تصريح للشروق اليومي أن ظاهرة تحويل التبن إلى مصانع الورق تسببت في ندرة إضافية لهذه المادة وارتفاع أسعارها بنسبة 100 بالمائة، حيث انتقلت من 200 دج إلى 400 دج لـ”البوطة”، وقال إنه رغم الإنتاج الكبير للتبن هذا العام، غير أن سوء التوزيع وتوجيه هذه المادة لغير مستحقيها ساهم في ندرتها وارتفاع أسعارها في الكثير من الولايات، في مقدمتها ولايات الهضاب العليا التي شهدت شحا في إنتاج التبن نتيجة قلة تساقط الأمطار.

وقال محدثنا إن التبن بمختلف أنواعه هو مادة أساسية في الوسط الفلاحي، يستعمل في تغذية المواشي وتحسين نوعية التربة، حيث بات الكثير من الفلاحين في الجزائر يعيدون تحويل هذه المادة لأسفل التربة بالاستعانة بآلات حديثة وهذا ما يساهم في تغذيتها وزيادة حجم ونوعية ومردود مختلف المنتوجات الفلاحية ، وقال إن تحويل هذه المادة لصناعة الورق في هذه المرحلة سيساهم في اضطراب في الوسط الفلاحي ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار التي ستزيد من تكلفة تربية المواشي وارتفاع أسعارها لمستويات أعلى وهذا يزيد من استنزاف القدرة الشرائية للجزائريين.

وطالب معمري بضرورة تدخل السلطات الوصية على غرار وزارة الفلاحة والصناعة ومصالح الأمن للتحقيق في هذه القضية وتسليط الرقابة على مصانع الورق وإصدار تعليمات صارمة تمنعهم من تحويل مادة التبن، وإبقائها في الوسط الفلاحي، بالإضافة إلى منع الفلاحين من بيع هذه المادة للمصانع وعدم المضاربة في أسعارها، مؤكدا أن التكلفة الحقيقية لإنتاج مادة التبن هي 50 دج للحزمة والتي باتت تباع اليوم للموالين بـ400 دج بعد تنامي استحواذ مصانع الورق على هذه المادة.