-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلة من ثمانية أفراد تستفيد من 32 وجبة يوميا

معوزون يمارسون الاحتيال في الاستفادة من إعانات الجمعيات الخيرية

سمير مخربش
  • 997
  • 2
معوزون يمارسون الاحتيال في الاستفادة من إعانات الجمعيات الخيرية
أرشيف

يواجه الناشطون في العمل الخيري خلال شهر رمضان بولاية سطيف صعوبة في التصدي للاحتيالات، التي رسّمها بعض المعوزين الذين يمارسون نوعا آخر من الفساد يتجسد في الاستيلاء على الأطعمة من مراكز الإفطار والإعانات بكميات هائلة لتنتهي معظمها في سلة المهملات في صورة تعكس الوجه الخفي لاحتيال البسطاء.
هذه الظاهرة يشتكي منها العديد من العاملين في حقل العمل الخيري، خاصة في مراكز الإفطار التي تنتشر بكثرة بولاية سطيف، وتتمثل في عمليات مسح تقوم بها بعض العائلات المعوزة لمراكز الإفطار التي تطوف عليها لأخذ أطعمة محمولة بكميات معتبرة، وفي نهاية المطاف يكتفي أصحابها باستهلاك اللحوم والتمور والفواكه ورمي الباقي في سلة المهملات. والظاهر أن هذا الاحتيال أخذ أبعادا خطيرة، وأصبح حرفة يومية للعديد من العائلات التي ركزت نشاطها على مراكز الإفطار، فكل يوم لها جولات تدّعي من خلالها أنها في أمس الحاجة للفطور في هذا الشهر الفضيل، لتقوم بتعبئة عدد لا يحصى من الأواني بمختلف أنواع الأطعمة، وهي بمثابة جني للفطور للوقع في المحظور.
وحسب ما رواه لنا أحد الناشطين في ميدان العمل الخيري في بسطيف، هناك عائلة مكونة من 8 أفراد تجمع يوميا 32 وجبة بالتمام والكمال، حيث يقوم كل فرد بجلب 4 وجبات من خلال التنقل بين أكثر من مركز إفطار. وحسب محدثنا فقد انكشف أمر هذه العائلة القاطنة بسطيف من طرف عامل نظافة لاحظ بأن هذه العائلة تقوم يوميا برمي كميات هائلة من الأطعمة التي لازالت في حالة جيدة، وهو ما دفع أحد الناشطين بتتبع تحركات أفراد هذه العائلة ليتأكد بأنهم يطوفون يوميا على أكثر من مركز، ويكتفون باستهلاك ما لذ وطاب بطريقة انتقائية، وأما الشربة والأطباق الأخرى فمصيرها القمامة.
نفس العمل تقوم به أكثر عائلة في عملية تجمع بين الاحتيال والتبذير والاستيلاء على حقوق الغير، وهو ما اعتبره البعض نوعا من الفساد الذي تمارسه هذه الفئة التي تجمع بين بطاقتي المعوز والمحتال. ويؤكد هذا الناشط الجمعوي أن الظاهرة انتشرت مع تساهل الجمعيات، ومبالغتها في تسليم الوجبات المحمولة التي لا يحكمها أي ضابط، فالعديد من الأشخاص يفضلون الوجبة المحمولة بغرض جمع أكبر كمية ممكنة دون استهلاكها. ويرجع البعض السبب إلى عدم التنسيق بين الجمعيات الخيرية التي اعتادت على العمل بطريقة فوضوية وفي كل مرة يتم النصب عليها من خلال الاستفادة المضاعفة من الإعانات.

أربع كسوات لطفل واحد
والأمر لا يتعلق فقط بالإفطار في رمضان، بل هناك عائلات احترفت الاحتيال على مدار العام فتجدهم يستفيدون من كسوة العيد بطرق عشوائية، ومع كل جمعية لهم نصيب إلى درجة أن الطفل الواحد يستفيد من أكثر من كسوة، ويصل الأمر إلى 3 استفادات أو 4 في بعض الحالات. ونفس الشيء مع أضحية العيد هناك عائلات تتحايل للاستفادة من أكثر من أضحية وتقوم ببيعها للاستفادة من مالها. والظاهرة تمس أيضا الأدوات المدرسية فهناك عائلات حولت منازلها إلى مكتبات لجمع الأدوات المدرسية التي يكدسونها بمكيات معتبرة. والمشهد يتكرر أيضا مع الإعانات المالية وقفة رمضان، هذه الأخيرة غلب عليها الطابع العشوائي وأصبحت توزع بلا ضوابط.
وحسب السيد جمال بشطوطي المعروف بالعلمة كناشط جمعوي ومن رواد العمل الخيري بمدينة العلمة، فإن الاحتيال موجود حتى وسط الفقراء، ففيهم النزيه والمحتال الذي يريد الاستيلاء على كل شيء ويعتبر ذلك من حقه بل في بعض الأحيان يتهم القائمين على الجمعيات بسلب هذا الحق منه، وهي ظاهرة يمكن القضاء عليها بالتنسيق بين الجمعيات الخيرية المطالبة بتعميق التحقيقات الميدانية للتأكد من الحالات التي تستحق الإعانات، وينبغي كذلك يقول محدثنا ضبط بطاقية للمعوزين، وتكون موحدة عند كل الجمعيات ومسجلة في برنامج أو شبكة تسمح بالتعرف على وضعية كل عائلة، وكذا مكان استفادتها وبهذه الطريقة يقول جمال يمكن القضاء على الاستفادات المضاعفة التي تعتبر نوعا من الاحتيال. فأحيانا هناك عائلات لا تستفيد من أي إعانة بحكم الحياء وعدم القدرة على الطواف بين الجمعيات، في حين هناك عائلات أخرى تجمع ما لا يجمعه الأغنياء في مختلف المناسبات.
وحسب الناشطين الجمعويين الذين التقيناهم بسطيف، فإن الحديث عن التنسيق لوضع حد للظاهرة طُرح منذ مدة، لكن ظل مجرد كلام لم يعرف طريقه إلى التطبيق، وكل جمعية تحاول الإكثار من الإعانات ورفع الأرقام دون الاهتمام بالتنسيق للتصدي للمحتالين والوصول إلى المعوزين الحقيقيين، ومساعدتهم بطريقة منظمة وعقلانية بعيدا عن العشوائية التي تغذي الاحتيال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • احمد

    يجب استصدار بطاقات تسلم للمحتاجين في شهر رمضان وكلما استلم صاحبها طعاما تختم بختم الجهة التي سلمته وهكذا يكشف امره اذا تقدم لجمعية اخرى لطلب طعام

  • زوالي

    زوالي واعر هههه