-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مواقف سعودية لدعم المقاومة الوطنية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي

بقلم: رضوان شافو
  • 1171
  • 0
مواقف سعودية لدعم المقاومة الوطنية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي

روابط تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر عززت فكر المقاومة

الكثير من الباحثين في تاريخ العلاقات الجزائرية السعودية يربطون بداية هذه العلاقات بالدعم السعودي للثورة الجزائرية، بينما في الحقيقة العلاقات بين البلدين لها جذور ممتدة إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وعلى الخصوص خلال فترة المقاومة الشعبية، بحيث كان لعامل الهجرة والحج دور أساسي في ربط الصلات العلمية والفكرية والجهادية بين الجزائر وبلاد الحجاز، إذ هاجر الكثير من الجزائريين تحت غطاء أداء مناسك الحج، وهناك درسوا وتعلّموا الشريعة والسياسة والتاريخ، وتعرفوا على بعض رجالات الفكر والإصلاح، وعايشوا بعض التطورات السياسية والتحولات الفكرية التي شهدها العالم الإسلامي، بالإضافة إلى أن أوضاع التعليم العربي في الجزائر المستعمرة جعلت الكثير من الجزائريين لا يكتفون ولا يقتنعون بما يتزودون به من علوم في الزوايا والكتاتيب القرءانية، بل كانوا يتوقون إلى الاستزادة في التحصيل العلمي بالتفكير في السفر إلى المشرق العربي وبلاد الحجاز ذات الحظائر العلمية الزاهية لأجل الاستفادة من علومها، والجلوس إلى حلقات علمائها.

وما تجدر الإشارة إليه، أن أيام الحج بمكة المكرمة كانت ملتقى لمختلف قادة المقاومة العربية ضد الاستعمار الأوروبي الصليبي، ومن المقاومين الجزائريين الثائرين، نذكر الشريف محمد بن عبد الله قائد المقاومة الشعبية في الجنوب الشرقي الجزائري خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، بحيث تتفق معظم المصادر التاريخية على أن فكرة الجهاد عند الشريف محمد بن عبد الله قد تبلورت في ذهنه عندما ذهب إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وهناك التقى بالعديد من الجزائريين الذين طردتهم فرنسا من أرض الوطن بحجة المساس باستقرار أمن الدولة الفرنسية، ولعل الدافع القوي الذي سانده وشجعه على الجهاد والمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر هو الشيخ محمد بن علي السنوسي شيخ الطريقة الصوفية السنوسية الذي كان متواجدا هو الآخر بمكة المكرمة بعدما طردته فرنسا سنة 1849م، ليعود بعد ذلك الشريف محمد بن عبد الله إلى الجزائر مُعلناً عن مقاومته ضد الاستعمار الفرنسي من منطقة ورقلة بالجنوب الشرقي الجزائري.

الحركة الفكرية والإصلاحية في بداية القرن العشرين اختصرت المسافات وقوّت العلاقة بين البلدين

مع تطور حركات المقاومة الفكرية والإصلاحية بالمشرق العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين ازدادت روابط الأخوة والتواصل بين البلدين وظلّت الثقافة العربية الإسلامية عن طريق جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي القناة الرئيسة والخيط الرابط بينهما في إطار فضح السياسة الاستعمارية الأوروبية في البلاد الإسلامية، إذ كان لعلماء الجزائر كالشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ الفضيل الورتلاني، والشيح أحمد توفيق المدني والشيح محمد الخضر حسين، دور كبير حشد الدعم السعودي للمقاومة الوطنية، خاصة بعد توحيد المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1932م، إذ أيدت المملكة العربية السعودية تأسيس فرع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالسعودية، ومن باب نصرة الشعب الجزائري كانت المملكة العربية السعودية تحرص على الاستضافة الجيدة للحجاج الجزائريين تخفيفاً لهم من معاناتهم مع الاستعمار الفرنسي، ويتجلى ذلك من خلال شهادة حاج جزائري نشرتها صحيفة وادي ميزاب سنة 1938 يقدم فيها شكراً وثناءً على جهود حكومة الملك ‎ابن السعود في توفير الأمن لتأمين أرواح حجاج بيت الله من خلال الإجراءات والتدابير الصارمة ضد كل عابث بالراحة والأمن العام بالمملكة، بالإضافة إلى وجود رسالة مؤرخة في 4 ذي الحجة 1357/1939هـ موجهة من طرف الحاج علي بن محمد العيد التجاني إلى الشيخ ‎عبد الحفيظ الهاشمي مدير ‎صحيفة النجاح الجزائرية يطلب فيها نشر ما جاء في الرسالة من أوضاع حسنة وراحة تامة للحجيج الجزائريين، ويبرز فيها جهود المملكة العربية السعودية في السهر على أمن وراحة الحجاج. ويذكر في المصادر التاريخية أن وفدا من الحجاج الجزائريين في أيام الحج قاموا بزيارة إلى الملك عبد العزيز في 24 أفريل 1936 طالبين منه مساعدتهم على التخلص من الاستعمار الفرنسي، حيث رحّب بهم وأخبرهم بأنه مع قضيتهم وأنه لن يتخلى عنهم وأن ما يقوم به هو واجب يمليه عليه إسلامه ثم إن ذلك هو ما تحتمه عليه عروبته.

كما حاول الملك سعود بن عبد العزيز بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية التمسك بنهج والده في مناصرة القضايا العربية، حيث قام في العديد من المحافل الدولية بالضغط على الحلفاء الطبيعيين لفرنسا الاستعمارية، وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، مُذكراً إياها بمناصرة قضايا الشعوب العربية التي وقفت إلى جانبها خلال الحربين العالميتين، وحاول كم من مرة أن يُقنع الأمريكيين بأن ما يقوم به الشعب الجزائري من ثورة ضد الفرنسيين هو رد فعل طبيعي على السياسة القمعية الفرنسية ضده.

الدبلوماسية العلمية والدينية تحشد الدعم السعودي لنصرة الشعب الجزائري

بعد اندلاع الثورة التحريرية المسلحة في أول نوفمبر 1954، التي كسبت تأييداً وتعاطفا كبيرا من طرف شعوب الدول العربية والإسلامية، سارعت المملكة العربية السعودية إلى مباركتها في الأسابيع الأولى من انطلاقتها، بدليل أن الملك ابن السعود كان أول ملك عربي يتبرع للشعب الجزائري من ماله الخاص بقيمة مئة مليون فرنك فرنسي. ولعل هذه المباركة السريعة جاءت بفضل الدبلوماسية العلمية والدينية قبل الدبلوماسية السياسية، إذ سبق وأشرت إلى زيارات لعلماء جزائريين للمملكة العربية السعودية في إطار طلب العلم وأداء مناسك الحج، حيث كان لهم دور في تدويل القضية الجزائرية والتعريف بها، ومنهم الشيخ محمد الخضر الحسين الذي أرسل سنة 1945 مذكرة باسم جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية إلى الملك عبد العزيز، يصف فيها حالة شعوب المغرب العربي السيئة بسبب الاستعمار الفرنسي، ويطلب دعم المملكة العربية السعودية لإنقاذ مسلمي المغرب العربي، وبناءً على هذه المذكرة، كان أول موقف سعودي داعم للمقاومة الوطنية الجزائرية، هو التنديد بمجازر الثامن ماي 1945 التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري من طرف البوليس الفرنسي، ومطالبة الدول العربية بمناصرة الشعب الجزائري، وقد كان ذلك خلال اجتماع الجامعة العربية المنعقد في شهر ديسمبر 1945 بالقاهرة.

وفي السنة الأولى من اندلاع الثورة التحريرية قام الشيخ البشير الإبراهيمي بزيارة إلى المملكة العربية السعودية والتقى بالملك سعود بن عبد العزيز طالباً منه الدعم المادي والمعنوي للثورة الجزائرية، مُبيِّناً له في ذات الوقت أن الحرب في الجزائر هي حرب بين الهلال والصليب. وقد رحب الملك سعود بن عبد العزيز بطلب الشيخ البشير الإبراهيمي وأعطاه وعداً بتسخير مصانع المملكة العربية السعودية لتمويل الجزائر بالسلاح، ومدهم بالعون والتأييد الدبلوماسي في المحافل الدولية حتى يحققوا استقلالهم. وما يدل على تحقيق هذه الاستجابة السريعة يتضح من خلال البرقية التي وجّهها الشيخ البشير الإبراهيمي إلى الملك سعود بن عبد العزيز سنة 1955 يشكره فيها على دعمه ومناصرته السريعة للقضية الجزائرية. وفي سياق ذي صلة، فإن الشيخ الفضيل الورتلاني كانت له هو الآخر العديد من المراسلات إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود باسم جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية أواخر فترة الحركة الوطنية، طالباً إياه نصرة شعوب المغرب العربي من الاستعمار الفرنسي بما فيها الجزائر، هذا بالإضافة إلى أن الشيخ الفضيل الورتلاني كان في ضيافة الملك سعود بن عبد العزيز بمناسبة مهرجان مكافحة الاستعمار الذي أقيم في بيت الملك سنة 1955، حيث ألقى خطابا مُثنياً على الملك سعود قائلا فيه: “إن الجزائريين والمغاربة ينظرون إلى الملك سعود نظرة المدين إلى الدائن، فوق ماله من حقوق عامة، يشترك فيها جميع الناس، ذلك بأن الملك سعود هو العربي الأول الذي أقبل على تبني القضية الجزائرية جهاراً، وأعلن في ملأ من الدنيا، وحمل كثيرا من الناس على تأييد استقلالها”.

وفي المقابل فقد كان لمشائخ وعلماء المملكة العربية السعودية دور كبير في شحذ همم العرب والمسلمين لنصرة الشعب الجزائري ماديا ومعنويا كما تقتضيه الأصول الإسلامية والأخوة العربية، وذلك بناءً على المراسلات بين مشائخ وعلماء البلدين، ومنها على سبيل الحصر رسالة الشيخ البشير الإبراهيمي إلى مفتي المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ سنة 1954، ورسالة أخرى من الشيخ الإبراهيمي إلى رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة 1958، وقد استجاب كل علماء السعودية الذين وصلتهم رسائل العلماء الجزائريين لتلبية النداء، ومن الأمثلة على ذلك نجد فتوة الشيخ عبد العزيز بن باز بجواز إخراج الزكاة للمجاهدين الجزائريين، كما كان من أوائل المتبرعين من ماله الخاص لفائدة الثورة بقيمة ألف ريال سعودي، هذا بالإضافة إلى الشيخ محمد نصيف الذي تبرع ما يقرب عن ألفي ريال سعودي، ناهيك عن الدعوة الدائمة للسعوديين في أيام الحج للتبرع للجزائريين.

الدبلوماسية السياسية والإعلامية تنجح في تدويل القضية الجزائرية ونصرتها

لقد تجلى أول موقف لها من خلال الزيارة الأولى في تاريخ المملكة العربية السعودية التي قام بها الأمير فيصل بن عبد العزيز إلى الجزائر المستعمرة في شهر ديسمبر 1953، وذلك بهدف التباحث مع الجنرال ديغول بخصوص معاناة الشعب الجزائري وتقرير مصيره، ليتجلى بعد ذلك الموقف الدبلوماسي الثاني للمملكة العربية السعودية في اجتماع اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية المنعقد في 9 نوفمبر 1954 بالقاهرة من أجل مناقشة القضية الجزائرية، وقد كان الشرف للمملكة العربية السعودية بتكليفها بتقديم طلب إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال مجلس الأمن، إذ تقدمت بالطلب إلى رئيس مجلس الأمن آنذاك “لِيُسَلِيَ مُونَرْ” في 5 جانفي 1955 عن طريق المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، ومما جاء في هذا الطلب قائلا: “بناءً على تعليمات حكومتي ترى أتشرف بأن استرعي انتباهكم إلى الحالة الخطرة بالجزائر وأن حكومتي ترى أن تلك الحالة مؤدية إلى تهديد الأمن والسلام الدولي، لذلك احتفظ بحق حكومتي في أن تطلب من رئيس مجلس الأمن دعوة المجلس إلى الاجتماع للنظر في هذه القضية، واتخاذ التدابير اللازمة بشأنها طبقا للميثاق”. وعلى الرغم من معارضة بعض الدول الغربية وعلى الخصوص فرنسا، إلا أن المملكة العربية السعودية واصلت مرافعتها سنة 1956 وأعادت طرح طلب إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة، ولم تتوقف جهود المملكة العربية السعودية في طلب الإدراج فقط، وإنما تعززت بالزيارات التي قام بها الملك سعود بن عبد العزيز إلى مختلف الدول الافريقية والآسيوية، وهو الأمر الذي تكلل بالنجاح وأدى في الأخير إلى إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ومناقشتها في دورتها الحادية عشرة المنعقدة بين 4 إلى 13 فيفري 1957.

وما تجدر الإشارة إليه أيضا هو أن قمة التآزر والتضامن السعودي مع الثورة الجزائرية وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا بسبب العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، وقد اشترطت المملكة العربية السعودية عودة هذه العلاقات بتقرير مصير الشعب الجزائري ونيل استقلاله، بل دعت كل الدول العربية إلى قطع علاقاتها الاقتصادية مع فرنسا إلى غاية إيجاد حل سلمي للقضية الجزائرية. كما نددت مثل بقية الدول العربية والإسلامية بحادثة القرصنة الفرنسية الجوية لزعماء الثورة الجزائرية بتوجيه رسائل إلى سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية بهدف توسط بلده في إطلاق سراح الزعماء السياسيين المختطفين من طرف السلطة الفرنسية، وحينما تأسست الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية التي اعترفت بها حيث جاء على لسان الملك سعود قائلا: “إنه ليوم سعيد الذي نري فيه إعلان حكومة الجزائر الشقيقة المنبثقة عن إرادة شعبها العزيز الذي قد ضحي ويضحي بكل غال وعزيز لديه، وأننا لنباركها ونساعدها، وندعو لها بالنجاح التام من صميم الفؤاد، هذا وقد أمرنا رئيس وزرائنا بما يلزم بخصوص الاعتراف بها فورا داعيين المولي جل وعلا أن يسدد خطاها ويجمع شمل الأمة العربية لما فيه الخير والصلاح”.

وإضافة إلى الجهود الدبلوماسية فقد كان للترسانة الإعلامية السعودية دور مهم وبارز للتعريف بالقضية الجزائرية، ونشر أخبارها على صعيد محلي ودولي، ومحاربة الدعاية الغربية المغرضة التي سعت إلى تشويه نضالات الشعب الجزائري من أجل تحقيق استقلاله واسترجاع سيادته الوطنية التي اغتصبت منه سنة 1830، وكذلك تتبع مختلف المعارك العسكرية وانتصارات جيش التحرير الوطني على القوات الفرنسية، دون أن تنسى الإدانات بالجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري، وفضح السياسة القمعية الفرنسية ضد الجزائريين، بالإضافة إلى ذلك كانت الصحف السعودية لا تخلوا من نداءات التبرع بالمال لصالح الشعب الجزائري وللثورة التحريرية، وعلى الخصوص “صحيفة اليامة، والبلاد، وأم القرى، ومجلة المنهل”، وفي ذات السياق، كان للإذاعة السعودية حصص تاريخية تتناول فيها تطورات الثورة الجزائرية ومعارك جيشها الباسل، وتقدم بلاغات ونداءات للتبرع لصالح الجزائر، وتفتح تواصل مباشر مع المواطنين السعوديين للتعبير عن مشاعرهم تجاه الثورة الجزائرية.

فرحة عارمة في أوساط الشعب السعودي بإعلان استقلال الجزائر

بعدما شاع خبر إعلان استقلال الجزائري في مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية، خرج الشعب السعودي كغيره من الشعوب العربية والإسلامية الى الشوارع محتفلا باستقلال الجزائر حيث قام يوم 4 جويلية 1962 الاحتفالات والأهازيج في مختلف المدن السعودية ورفعت أعلام الجزائر عاليا. وفي ذات السياق، أبرق ‎الملك سعود بن عبد العزيز برقية إلى الرئيس يوسف بن خدة يعرب فيها للشعب الجزائري وحكومته عن أصدق التهاني القلبية في هذا اليوم الأغر من تاريخ معارك الحق والحرية، لتدخل الجزائر والمملكة العربية السعودية في مرحلة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين، حيث قال الملك سعود بن عبد العزيز في مأدبة عشاء أقيمت للوفد الجزائري على شرف استقلال الجزائر: “كما كنت أول متبرع للجزائر المجاهدة سأكون أول متبرع للجزائر المستقلة. لقد أصدرت أمري بوضع مليار فرنك حالاً في حسابكم، وأرجو أن يقتدي بذلك بقية الإخوان”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!