الرأي

“موت الغرب”

هتف إليّ صديق مسلّما، ومستفسرا عن الأحوال ومعلقا على الكلمة التي نشرتها في يوم الاثنين الماضي تحت عنوان “انتحار الغرب”.

مما علّق به صديقي عليّ، رغم أنما جاء في تلك الكلمة ليس من بنات أفكاري، بل هو تلخيص لما جاء في كتاب يحمل العنوان نفسه لأستاذين أمريكيين لهما مقام معلوم عند قومهما، مما علق به صديقي أن “الغرب” ما يزال هو الحقيقة “الوحيدة” في عالم اليوم كما قال.

وقلت لصاحبي وأنا أحاوره: أنا لم أنكر أن “الغرب” حقيقة، ولكنه ليس “الحقيقة”، وما هذه الحقيقة” إلا كما قال المتنبي:

أعيذها نظرات منك صادقة    أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

فأمراض الغرب عويصة، و”ليس لها من دون الله كاشفة”، وهي لا تتعلق بالظاهر فقط، بل هي أمراض نفسية، اجتماعية، تنخر كيان الغرب من الداخل.

وأكدت لصاحبي أنني لست أنا الذي يقول ذلك – وإن كنت أتمناه لهذا الغرب الذي طغى وعتا – ولكن أصحاب الحجى وأرباب الأنظار البعيدة من الغربيين هم الذين يرسلون صيحات الإنذار، متوقعين “موت الغرب” كما كتب باتريك بوكنان (P.T. Buchanan)، الذي كتب كتابا تحت هذا العنوان: “(The death of the West)، مستدلا على ذلك بثلاثة مؤشرات هي: *) انخفاض المواليد *) ذوبان العائلة. *) عزوف النساء عن الحياة الطبيعية. (زواج – إنجاب…). وذكرت صاحبي بتقرير نشرته “جريدة الجزيرة” في 16-22 نوفمبر 2002 جاء فيه أن “الجنس الأبيض” كان في 1960 يشكل “ربع” سكان العالم، وصار في 2000 “سدس” العالم، ويتوقّع أن يصبح في 2050 “عشر” سكان العالم.

وكيف لا “ينتحر” الغرب أو “يموت” وجمعيات منه تعتبر فكرة الزواج هي بغاء مقنّع، حيث تصبح المرأة “بغيا” لزوجها وقد أسست واحدة من هذا “الجنس” الذي لا هو ذكر فيذكر، ولا أنثى فيؤنث، أسست جمعية تسمى “جمعية الاستغناء عن الرجال” (Society for cutting up men)؟ ! الكارثة هي أن بعض “الماعز الجرباء” و”التيوس المجربين”عندنا يدعون إلى مثل هذا، ويبدو أن مجتمعاتنا ستموت قبل موت الغرب.

مقالات ذات صلة