موجة حرّ تفرض حظر تجوال بشرق البلاد

بلغ مقياس درجات الحرارة عبر بعض الولايات الشرق الجزائري، أرقاما قياسية، بعدما تجاوز زئبق “الترموميتر” عتبة الـ50 درجة مئوية تحت أشعة الشمس، في بعض الولايات الداخلية، على غرار، قالمة، قسنطينة، سوق أهراس، خنشلة، أم البواقي، ميلة، وحتى ببعض الولايات الساحلية فإن مقياس درجة الحرارة لم ينزل عن عتبة الـ45 درجة مئوية عند منتصف نهار الأربعاء.

وقد أجبرت موجة الحرّ الشديد التي تشهدها منطقة الشرق الجزائري الكثيرين، على المكوث في بيوتهم وتأجيل مصالحهم ومواعيدهم، فيما بدت العديد من ورشات البناء خاوية على عروشها، بعد ما اضطر عمالها إلى مغادرتها مع الصباح بسبب عدم قدرتهم على تحمل أشعة الشمس الحارقة وحرارة الجو المرتفعة، كما كانت المقاهي في أغلب المدن خالية من الزبائن، فيما اضطر بعض التجار إلى غلق محلاتهم وفضلوا القيلولة وقت الذروة، بينما بقي الموظفون في الإدارات العمومية والشركات، محبوسون في مكاتبهم عند الظهيرة وفضل بعضهم حتى التنازل عن وجبة الغداء، خوفا من التعرض لأشعة الشمس.

بالموازاة مع ذلك وضعت مصالح مديريات الحماية المدنية وحداتها في حالة تأهب قصوى، ونشرت تنبيه مصالح الأرصاد الجوّية بشأن موجة الحرّ، وحذّرت المواطنين من التعرض لأشعة الشمس، وطالبتهم بضرورة توخي الحيطة والحذر، وتجنب التنقل وقت الذروة الحرارية أو القيام بالأعمال الشاقة وتأجيلها إلى وقت لاحق، تجنبا للإصابة بمضاعفات صحية خطيرة، خاصة بالنسبة للمسنين والأطفال والمصابين بمختلف الأمراض المزمنة، على غرار داء السكري ومرضى القلب والضغط الدموي وحتى الربو. فيما سجلت مصالح الاستعجالات الطبية عبر مختلف المؤسسات الصحية في ولايات الشرق توافد العشرات من المواطنين الذين تعرضوا لوعكات صحية مفاجئة بسبب الحرارة، أغلبهم من المسنين الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، وكذا الأطفال الذين أصيبوا بالتهابات وحروق جلدية بسبب تعرضهم لأشعة الشمس.

وذكرت مصادر استشفائية أن الحالات المسجلة على مستوى المؤسسات الصحية لا تعكس الحقيقية، خاصة وأن كثيرا من الأشخاص في القرى والأرياف قد يتعرضون لضربات شمس، لكنهم لا يتوجهون إلى المستشفيات، ويكتفون بالعلاج التقليدي في بيوتهم، فيما استقبلت مصلحة أمراض القلب بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، عديد الحالات نتيجة إصابة أصحابها بجلطات في الدم بسبب الحرارة وعدم استهلاك القدر الكافي من المياه.