-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لهجة غير معتادة في الخطاب الأخير لعاهل المغرب

موقف المخزن تجاه الجزائر… خيار استراتيجي أم تكتيك ظرفي؟

محمد مسلم
  • 14511
  • 17
موقف المخزن تجاه الجزائر… خيار استراتيجي أم تكتيك ظرفي؟

عكس ما كان متوقعا، جنح العاهل المغربي محمد السادس، في خطاب عيد العرش، إلى التهدئة، كما خصص حيزا كبيرا للجزائر في هذا الخطاب، متجاهلا تحرك الممثل الدائم لهذا البلد في الأمم المتحدة، عمر هلال قبل أيام، والذي تحدث فيها عما اسماه “شعب القبائل”.

أبرز ما لفت المتابعين في هذا الخطاب هو تفادي الحديث عن القنبلة التي فجرتها الخارجية المغربية على هامش اجتماع مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، والتي أدخلت العلاقات الجزائرية المغربية في أزمة خطيرة، وبالمقابل دعوته لترميم العلاقات الثنائية، واعلان التزامه بعدم المساس بالجزائر وبعدم الإضرار بمصالحها.

ولم يشر العاهل المغربي لا من قريب او من بعيد إلى انزلاق عمر هلال الخطير، والذي يمس الوحدة الترابية للجزائر، كما تفادى حتى الحديث عن القضية الصحراوية، فيما بدا توجها نحو عدم التصعيد مع الجزائر، على اعتبار ان القضية الصحراوية كانت دوما من مسببات توتير العلاقات الثنائية.

وقرأ مراقبون في التزام العاهل المغربي بعدم الإضرار بالجزائر وبمصالحها، اقتناع من القصر بأن الانزلاق الذي وقع فيه وزير الخارجية ناصر بوريطة، وعمر هلال ممثل المغرب في الأمم المتحدة قبل أيام، كان بمثابة قفزة نحو المجهول، من شأنها أن تعقد الوضع أكثر مما هو عليه اليوم.

فهل يعني تجاهل ملك المخزن لفضيحة عمر هلال وبوريطة، إقرار بخطورة ما حصل، والتزاما بعدم توظيف هذه الورقة الخاسرة مستقبلا، أم أنه موقف تكتيكي أملته الظروف الصعبة التي يمر بها نظام المخزن في الأشهر الأخيرة، والتي طبعها سقوطه في عزلة دبلوماسية كبيرة؟

ومعلوم أن المغرب يوجد في دوامة منذ تفجير فضيحة التجسس “بيغاسوس” التي قادها بالاعتماد على تكنولوجية إسرائيلية جد متطورة، طالت مسؤولين سياسيين وعسكريين وحقوقيين وإعلاميين في كل من الجزائر وفرنسا، فيما لا تزال التحقيقات جارية للتأكد من فصول تلك الفضيحة المدوية.

وقد أضافت هذه الفضيحة أزمة جديدة إلى أزمات المغرب مع جيرانه، لأن فرنسا التي تعتبر حليفة المخزن الأبدي في المنطقة، باتت العلاقات معها على المحك بسبب فضيحة التجسس التي طالت رئيسها ايمانويل ماكرون، لتضاف بذلك إلى أزماتها مع كل من المانيا واسبانيا، فضلا عن الأزمة القديمة المتجددة مع الجزائر .

وقد ذهب الإعلام المغربي بعيدا في قراءة ما بين سطور خطاب الملك محمد السادس، منتقدا من يعتقد ان لهجة الخطاب ومضمونه يشكلان “انحناءة ضعف”، بل تجاوزا للمتعصبين في كلا البلدين.

وفي هذا الصدد، كتب أحد الصحافيين المغاربة معلقا على خطاب العاهل محمد السادس: “هذا الخطاب الملكي تجاوز صريح لما سبق أن أعلنه ممثل المملكة، عمر هلال، حول الحكم الذاتي للقبائل”.

ونادرا جدا ما تتجه الصحافة المغربية عكس بوصلة السياسة الخارجية لبلادها إلا إذا كان ذلك استنادا إلى توجيهات أو إشارات من القصر، وهو ما يرجح فرضية أن يكون المخزن قد أدرك حجم الخطيئة التي وقع فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
17
  • ارض-ارض

    لو ربح المعركة ما تكلم عن فتح الحدود--خسر كل اوراقه وخسر حلافائه نتيجة تهوره واعتماده على السراب الاسرائيلي --انها العزلة السياسية وقصر النظر ---وخسر حتى شعبه

  • Benito

    لا امان في المغرب فمنذ ان وجدت دولتهم وهم يكيدون لنا فارجوا ان تاخذ ماخذ جد فلقد انكوينا بنارهم ولا نريد ان نكون ضحية مرة اخرى فمنذ ان وضعوا ايديهم مع بني صهيون اصبحوا لاأمان لهم فهم يعيشون في عزلة تامة اضافة الى الفقر يريدنا تصدير مشاكلهم فكل تعليقاتهم سب وشتم لنا ولهذا اتركوا الحدود مغلقة الى ان يتم طلب العفو من الشعب الجزائري

  • mus

    كنت اظن هدا الخطاب الرزين الموجه الى الجزائر سيغير شيئا من شعورهم و سيبادرون بالرد على التحية باحسن منها لكن خاب الظن

  • لبصير

    موقف المملكة تجاه الجزائر… هو خيار استراتيجي اذا وجد آدانا صاغية وهو تكتيك ظرفي اذا وجد النيف

  • حيا على العروبة والاسلام

    الم يكن في سكان المغرب والجزائر رجل حكيم .اللهم اذا اردتم ان تصنعو ا شيئا من لا شيء. وهذا ليس ليس انحناء بل السمو عينه ورفع الهامة نفسها. ملك المغرب أعطى نصحا ودرسا في الجورة. لي بغا يفهم يفهم لي بغا عكس ذلك ينطح الحيط

  • خولة

    لا لفتح الحدود. نقطة نهاية

  • Quelqu'un

    اين الذباب ؟ الخونة و العملاء ليس لهم وجه، فعليك ان تحذر منهم. احوالهم لعب و لعبة لمصالح اصحاب ظلمة الليل الحالكة. لا امن و لا امان مع من تحالف مع اعداء الاسلام. فهاته لعبة من الاعيب التي تملى عليه بكرة و عشيا.

  • JBo

    التوجه نحو التهدئة ليس ضعفا.المحلل يجب أن يعالج من التعصب .وانه سبح بعيدا عن الموضوعية.وللامانة والله لا نريد فتح الحدود .اللهم العزلة حسب الكاتب او جيران معتوهين.

  • Bela

    الملك محمد السادس ، كان دائما ودي في خطاباته عكس النخبة السياسية في المغرب عموما، لدلك علينا بدء حوار جدي مع الملك بعيدا عن الزمرة السياسية المغربية المتصهينة ، التي ورطت المغرب في متاهات خطيرة أتمنى أن يكون سيادة الملك قد فهم أن عليه أن يسوق المركب بنفسه.

  • Elarabi ahmed

    مربع العداوة والبغضاء أصبح هو اكسير الحياة للبعض لايمكن تغيره انه ببساطة الأنتحار ........؟

  • بوريطة

    المغرب في انتظار رد رسمي من الجزائر حتى يبقى التاريخ شاهدا على مواقف الدولتين .

  • طارق

    البلدان لهما قدر مشترك. دعونا من صراع العجائز و صعوا يدا في يد ليس من أجل القادة، بل من أجل الشعوب الثواقة لحياة أفضل و مجال مغاربي يتسع لأحلام الجميع.

  • الهواري

    ملك المغرب نوى الخير ، بادلوه بالخير ولا اعلامنا دايمن معقد

  • عبدو

    يخدع من يامنكم النفاق... عيني عنك

  • سيد اعمر الغزوات

    العرش الملكي و مخزنه خبثاء هو رى تحرك الجزائر لحل ازمة اثيوبيا و السودان و مصر وايضا حل ازمة ليبيا و تونس فاراد المخزن احراج الجزائر و طالب فتح الحدود زعما يريد القول ان الجزائر تعارض فتح الحدود مع مهلكة اشيشي و تريد حل ازمات اخرى ايها اجزاىريون المملكة المروكية اخبث من الخبث.

  • نور الطريق

    خطاب الملك واضح و هو ليس بجديد بحيث مافتئ يدعو قادة الجزائر الى فتح الحدود و بناء المستقبل لما فيه خير للشعبين الشقيقين.

  • سيد اعمر الغزوات

    مزالكم تامنو المراركا العرش و مخزنه و عياشته غدارين و ياتمنون كل ما قاله نفاق و خداع لا تصدقوه . انه في موقع ضعف هو ينافق و يناور . الشعر ينبث في الرءس و الكف لا و اضع الثقة في الكلب و المروكي لا الماء يولي حليب و المروكي عمرو ما يولي حبيب