-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مُلاحظات مُوجَّهة إلى “الفاف” قبل تنظيم الجزائر لِكأس إفريقيا أشبال

علي بهلولي
  • 9169
  • 1
مُلاحظات مُوجَّهة إلى “الفاف” قبل تنظيم الجزائر لِكأس إفريقيا أشبال
ح.م
المنتخب الوطني الجزائري أشبال قبيل انطلاق إحدى مقابلات "كان" 2009 لِهذه الفئة.

تحتضن الجزائر بطولة إفريقيا لِكرة القدم صنف الأشبال، في فترة ما بين الـ 29 من أفريل والـ 19 من ماي المُقبلَين.

وتعرف هذه النّسخة لِأوّل مرّة وفي أمر غير مسبوق مشاركة 12 منتخبا لِأقلّ من 17 سنة، بعدما كان الحضور يقتصر على 8 فرق.

ولكن قبل انطلاق هذه البطولة بِملاعب العاصمة وقسنطينة وعنابة، وجب على مسؤولي اتحاد الكرة الجزائري التوقّف عند هذه المحطّات.

نظّمت الجزائر “كان” الأشبال في عام 2009، وبلغ المنتخب الوطني المباراة النهائية. فهل يعرف مسؤولو “الفاف” أين هم حاليا اللاعبون الذين شاركوا في هذه الطّبعة؟

وظّف اتحاد الكرة الذي كان يقوده – آنذاك – محمد روراوة 16 لاعبا ينتمون إلى أكاديمية “الفاف”، وطعّم القائمة بِزميلَين لهم ينشطان في فرنسا (اللّوائح كانت تشترط مشاركة 18 لاعبا). وأسند مأمورية التدريب إلى التقني عثمان إبرير، بِمساعدة حكيم مدان.

وعندما نظّمت “الكاف” بِالجزائر في الأيّام القليلة الماضية قرعة البطولة الإفريقية أشبال 2023، لم تجد هيئة الرئيس جهيد زفيزف سوى مدافع اتحاد العاصمة إبراهيم بكاكشي (رقم “5” في الصّورة المُدرجة)، ووجّهت إليه دعوة تنشيط الحفل. وهو اللاعب الوحيد الذي شارك في “كان” هذه الفئة عام 2009، ومثّل بعدها ألوان أندية تنافسية على غرار “سوسطارة” ووفاق سطيف وشبيبة الساورة. أمّا اللاعب الثاني الذي بقي تحت دائرة الأضواء، فهو المدافع المغترب محمد بن يحي، الذي خاض مع “الخضر” نسخة التقني جورج ليكانس نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بِالغابون، لكنّه ينشط حاليا في البطولة السعودية، وفي الدرجة الرّابعة!

المدرسة الرياضية مشتلة وليست موضة رائجة

بِعبارة أخرى، يدور الحديث بعد نهاية “شان” 2023، عن ضرروة فتح المزيد من مدارس الكرة، لكن ما الفائدة من تفريخ الأكاديميات ولا تستفيد منها لاحقا المنتخبات الوطنية أو أندية حظيرة النّخبة؟ أين هو الحارس عبد النور مرواني الذي حمى عرين أشبال الجزائر في “كان” 2009 (رقم “1” في الصّورة المُدرجة)؟ وأين زميله المدافع أحمد شحيمة (رقم “2” في الصّورة المُدرجة)؟ وأين هو المهاجم نذير بن دحمان الذي سجّل هدفا في النّهائي الإفريقي (رقم “11” في الصّورة المُدرجة)؟

التخطيط لِمدارس الكرة يُشبه السياسة التي تُرسم لِتسيير الملاعب العالمية التي شيّدتها الجزائر، وإذا لم تكن هناك مرافقة ومراقبة وصيانة و.. فإمّا أن هناك جهة تنتفع من الإعانات المالية، أو لا علاقة لها بِالمناصب التي أُسندت إليها. وإذا أرادت “الفاف” الاعتناء بِالمنتخبات الصّغرى هزيلة النتائج على مرّ السنوات، فلا بدّ من أن تُسند المأمورية إلى التقنيين الأجدر بِهذه الوظيفة (في المديرية الفنية أو جهاز التدريب)، مع توفير الإمكانيات المطلوبة، وتنشيط الكشّافين للتنقيب عن المواهب داخل الوطن والخارج، وتكثيف المعسكرات الإعدادية والمقابلات الدولية، ثم محاسبة هؤلاء التقنيين عند نهاية كلّ استحقاق. أمّا مَن يتحجّج بِكون المنتخبات الصّغرى تلتهم أغلفة مالية ضخمة، فإن “الفاف” تستفيد من عقود الرّعاية (السبونسور)، وعلى جهيد زفيزف ترشيد النفقات.

مُنافس مغشوش “يسرق” الكأس من الجزائر

نقطة أخرى ينبغي لِمسؤولي الهيئة الكروية لِدالي إبراهيم التمعّن فيها جيّدا، وهي تصريح سابق للاعب منتخب غامبيا أشبال، الذين نافس الجزائر في نهائي “كان” 2009، والأمر يتعلّق بِمتوسّط الميدان الهجومي لاسانا كامارا. هذا اللاعب قال إن اتحاد الكرة في بلاده أبعده رفقة بعض زملائه من خوض مونديال الأشبال، الذي احتضنته نيجيريا بعد ستّة أشهر من إقامة البطولة الإفريقية بِالجزائر. والسبب؟ خشي مسؤولو اتحاد الكرة الغامبي من أن تمتدّ إليهم عصا “الفيفا” في محفل عالمي، نتيجة تزوير أعمار اللاعبين. بِمعنى آخر، أن لاسانا كامارا وبعض زملائه شاركوا في “كان” الأشبال بِالجزائر وأعمارهم تفوق 17 سنة. ولِأن “الفيفا” تختلف عن “الكاف”، فقد سارع مسؤولو الكرة الغامبية إلى إبعاد لاسانا كامارا ومَن شابهه من المشاركة في كأس العالم.

ويُواصل هذا اللاعب في مقابلة صحفية أدلى بها لِجريدة غامبية عام 2018، أن أحد مواطنيه الأثرياء توسّط له للاحتراف في البطولة الفنلندية، لكنّه فشل في التجارب بِهذا البلد الاسكندنافي. وقد يكون سبب ذلك التورّط في تزوير الوثائق الإدارية، على غرار الغش في تدوين العمر الحقيقي.

ويختتم لاسانا كامارا حديثه، قائلا إنّه توقّف مُبكّرا عن ممارسة كرة القدم، وراح يُزاول نشاطا آخر، فاقتنى قاربا صغيرا لِصيد السّمك وإعالة أسرته (غامبيا تقع في أقصى غرب إفريقيا وتُطلّ على المُحيط الأطلسي). مُشيرا إلى مصدر المال في المنحة التي استفاد منها رفقة زملائه، بعد أن رصدتها لهم الحكومة الغامبية عقب إحراز كأس إفريقيا أشبال بِالجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ناقل

    ملاحظات في محلها، مرة أخرى ننتظر فريق فئة الأشبال الفوز بكأس إفريقيا لتعويض خيبة أخرى في عدم التتويج بالشان. أتمنى من المدرب و الطاقم الفني يأخذون في الإعتبار القوة البدنية الجسمانية للاعبي إفريقيا السوادء في إختيارهم للتشغيل و طريقة اللعب. لأنه حتى بدون تزوير الأعمار، فأشبال بلدان إفريقيا السوداء لهم تطور بدني أقوى و أسرع في هاته السن على لاعبي شمال إفريقيا.