-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لماذا‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الشيعة؟؟

نداء‭ ‬إلى‭ ‬وعي‭ ‬الأمة

صالح عوض
  • 5085
  • 1
نداء‭ ‬إلى‭ ‬وعي‭ ‬الأمة

حدثني صديق لبناني شيعي أنهم في لبنان صاغوا وثيقة وقع عليها عدة مئات من النخب الشيعية أطباء وصحفيين وكتابا وحقوقيين، تناشد علماء الشيعة بالتخلي عن لفظة الشيعة واستبدال ذلك بلفظة سنة على مذهب جعفر الصادق، وأن يتوقف تماما كل ما يتصادم مع حس الأمة العام وتحريم سب الصحابة أو النيل من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.. وأكد لي هذا الصديق أنهم تلقوا إجابات مشجعة من قبل شخصيات علمانية معتبرة على رأسهم آية الله خامنئي الذي دعا لهم بالتوفيق واستحسن رأيهم..

  • وقبل عشرات السنين اشتكى الشيخ مصطفى السباعي مؤسس حركة الإخوان المسلمين في سوريا للقائد الشيعي الايراني نواب صفوي من انخراط شيعة لبنان في الاحزاب اليسارية، فأعلن السيد نواب صفوي: “ان من اراد ان يكون شيعيا اثنى عشريا فعليه الالتحاق بحركة الاخوان المسلمين.”..
  • ومن الجدير بالتنويه ان نواب صفوي هو زعيم منظمة فدائيان اسلام التي كانت تقاوم الشاه والنفوذ الاسرائيلي والامريكي في ايران، وكانت مرجعيتها الفكرية ومفرداتها ومصطلحاتها مستقاة من اطروحات المفكر الكبير سيد قطب.
  • ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬صرخ‭ ‬الخميني‭ ‬في‭ ‬الامة‭ ‬قائلا‮:‬‭ “‬من‭ ‬اتاكم‭ ‬يقول‭ ‬لكم‭ ‬انه‭ ‬سني‭ ‬او‭ ‬انه‭ ‬شيعي‭ ‬فاعتبروه‭ ‬منافقا‭..‬‮ ‬نحن‭ ‬مسلمون‭ ‬وكفى‮..‬‭ ‬فيا‭ ‬مسلمي‭ ‬العالم‭ ‬اتحدوا‭”‬‮.‬
  • عندما نذكر هذه الامثلة انما نتجه في حقيقة الامر الى التأكيد على نزعة طائفية داخلنا، وكأن على الشيعة ان يصبحوا سنة لكي تنتهي المشكلة بيننا، فهل هذا منطقي وصحيح، هل هذا هوالمخرج من ورطة التحزبات الطائفية والنزعات المهووسة بين المسلمين؟؟
  • بعد مئات السنين اكتشفنا فجأة أن بين جنبينا أناسا شيعة لهم مذهب مختلف وآراء مختلفة.. فاستل بعضنا الأقلام لكشف مؤامرة تحيق بأهل السنة والجماعة، وأصبحت المنابر مكانا يعج بالخطباء يحذر الأمة من خطر داهم، واستل آخرون سيوفهم لاستئصال شأفة الشيعة الرافضة من على الأرض‭ ‬ولو‭ ‬استدعى‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬الكفار‭ ‬من‭ ‬الصليبيين‭ ‬العتاة‭ ‬أمريكان‭ ‬وغربيين‭.‬‮ ‬
  • اكتشفنا ان هناك أناسا لهم اجتهادات أخرى.. فكان لا بد من التصدي.. وطبعت مئات العناوين من الكتب المزركشة والمنمقة على حساب فاعل خير؟؟ أو جمعيات خيرية؟؟ تحمل مواضيع اختلط فيها الحق بالباطل والعلم بالجهل تفسق الشيعة وتكفرهم وترميهم بكل قبيح من فعل وقول.. وبلغ بالهجمة‭ ‬أنها‭ ‬تتهمهم‭ ‬في‭ ‬إفساد‭ ‬ماضي‭ ‬المسلمين‭ ‬والتآمر‭ ‬على‭ ‬مستقبلهم‭..‬
  • ورغم ان علماء الأمة الكبار تكلموا في الموضوع وفصلوا بما لا يدع مجالا للفوضى في الموقف بما يمليه عليهم إيمانهم وعلمهم فأوضحوا ان الشيعة فرقة من فرق المسلمين وهم من أهل القبلة، وأنه يجوز التعبد على مذهب الجعفرية الإثنى عشرية كمذهب من مذاهب المسلمين.. وأوضحوا‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬احد‭ ‬يملك‭ ‬ان‭ ‬يخرج‭ ‬مسلما‭ ‬يؤمن‭ ‬بالله‭ ‬واليوم‭ ‬الاخر‭ ‬ويؤمن‭ ‬بالرسول‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم‭ ‬والقرآن‭ ‬الكريم‮ ‬وفرائض‭ ‬الاسلام‭ ‬الا‭ ‬بقول‭ ‬او‭ ‬فعل‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬الا‭ ‬الكفر‭.‬
  • رغم ذلك كله انتشر في اوساط المسلمين جهلة من الراسبين في المدارس والجامعات والملتحقين بكليات الشريعة والدين بسبب واحد فقط وهو مستواهم المتدني في التحصيل العلمي.. ولهدف واحد فقط وهو التعيش بالدين وبوسيلة سريعة وهي الالتقاء بالجماعات الممولة للنشاطات المذهبية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬منابع‭ ‬الشر‭ ‬السياسي‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الفعل‭ ‬والقرار‭.‬
  • وحتى نحافظ على توازن الموضوع لا بد من الاشارة الى ان التناول القبيح لتاريخنا لا يخص جهلة في مجتمعات اهل السنة، بل ان الامر نفسه يمتد الى المجتمعات الشيعية حيث يكثر المتكسبون من الروايات العاطفية الوهمية التي يرددها الردادون يشتمون ويسبون ويلعنون مهيجين  مشاعر العامة الساذجة ومحرضين البسطاء من الناس على اتخاذ مواقف هوجاء من الاشخاص والتاريخ.. والامر لا يقف عند حدود البكاء واللطم واستدرار الدموع والضرب بالحديد والجنازير على الظهور والصدور في مشاهد يرفضها الحس السوي والعقل الراشد والضمير الحي.. بل ان الامر يجد‭ ‬فرصته‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬مجموعات‭ ‬مسكونة‭ ‬بالمؤامرة‭ ‬والنزعة‭ ‬الطائفية‭ ‬والتي‭ ‬تصبح‭ ‬الطقوس‭ ‬هي‭ ‬المقدس‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬شعائر‭ ‬الدين‭ ‬والطائفة‭ ‬هي‭ ‬الاصرة‭ ‬لا‭ ‬الاسلام‭.‬
  • للاسف ان فاسدي العقول والضمائر في الجانبين هم من يشغل الرأي العام وينبش على الفاسد من التاريخ والرديء من المواقف والميت من الافكار وكأن هذا هو كل تاريخنا، فيما ينزوي اصحاب الحكمة والادراك والمسؤولية عن تبوء المكانة المطلوبة في توجيه الرآي العام لتجنيب مجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬التناحر‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬فرصة‭ ‬للعدو‭ ‬المتربص‭ ‬بنا‭ ‬لكي‭ ‬ينفذ‭ ‬مخططاته‭ ‬الجهنمية‭..‬
  • وإن الكلمة الاولى في هذا الموضوع هي الوقوف على ارض علمية صلبة تفيد بأن الاختلاف في ما هو موجود بين الشيعة والسنة لا ينبغي ان يمتد لاعتبار ان ذلك يخرج احد الفريقين من دائرة الاسلام.. ولتبدأ رحلة جديدة للأمة في التكامل والتعاون على البر والتقوى.
  • ومن هنا بالضبط اصبح من الواجب على وعي الامة وعقلها وضميرها ان ينتفض لوقف هذا السيل من التحريض الطائفي والتبشير الطائفي الذي افسد علينا مناخ الوحدة والفرح بانتصارات ابناء الامة في اكثر من مكان.. ومن غير المعقول ان يظل هؤلاء الجهلة والمشعوذون والممولون يخربون‭ ‬في‭ ‬اقدس‭ ‬مقدسات‭ ‬الامة‭ ‬الا‭ ‬وهي‭ ‬وحدتها‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Emma

    I tohguht I'd have to read a book for a discovery like this!