الرأي

نعم.. لا.. لحاجة في نفس Davide

عمار يزلي
  • 1564
  • 4

لم يمر المولد النبوي الشريف هذا العام كسابق عهده في العالم وفي البلد، لأن الأمور تتغير وكل سنة هناك جديد قديم، وهناك قديم جديد وهناك جديد.
على مستوى العالم الإسلامي، مر المولد النبوي الشريف بحالة لم يسبق لها مثيل في بلد بيت النبي والحرم المكي: صلاة الغائب، على مغيب قسرا ولم يعثر على جثته إلى اليوم بسبب تضارب في التحقيقات، ولا أحد يقول الحقيقة: خاشقجي الذي تقرر أخيرا أن تجرى له مراسيم دفن افتراضية بصلاة على الغائب في كل من مكة والمدينة التي كان يتمنى الراحل أن يدفن فيها، وهذا بعد أكثر من شهر ونصف على مقتله التراجيدي.
كل هذا في ظل حراك وعراك وتململ في البيت السعودي على خلفية مقتل مواطنها على يدي “الوطن” في وطن غير وطنه.. بل عند “أصهاره” الأتراك.
مر المولد النبوي الشريف والعائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، إذا صدقنا رويترز، بحالة من التأهب لاسترجاع ما ضاع من ولاية العهد للأخ الأصغر للعاهل السعودي سلمان، أحمد بن عبد العزيز الذي عاد مؤخرا من منفاه الاختياري من لندن بضمانة دولية بريطانية، بعد أن غادر المملكة إثر تولي محمد بن سلمان ولاية العهد ورفض أحمد من بين ثلاثة من الأمراء مبايعة هذا الاختيار الانقلابي. كل هذا في ظل حراك وعراك دولي سياسي إعلامي لم يسبق له مثيل في التاريخ حول مقتل خاشقجي وضرورة تبيان حقيقة من أمر بالفعل؟ وكان آخر خرجات ترامب الذي يعلم من هو الآمر الناهي، والآمر بالقتل، لكنه لا يريد أن يعلم ويريد أن يبقي على حالة من الإنكار المفتوحة على نعم و..لا، في نفس الوقت كطريقة للإبقاء على ولي العهد محمد بن سلمان ليمكن التفاوض معه على حلب أكثر وعلى تنازلات أقوى وضخ مزيد من الأموال في الآجل قبل العاجل، خاصة بعد أن بدأت وسائل إعلامية وشيوخ ومنتخبين كبار يتحدثون عن “Bluf” من ترامب حول 110 مليار ومليون وظيفة، ويعتبرونها كذبة أخرى من أكاذيب ومراوغات انتخابية لا أقل. ترامب يقوم نعم.. احتمال كبير أن يكون محمد بن سلمان هو الآمر بالقتل، وتقرير السي إي أي.. يقول صراحة ذلك، وفي نفس الوقت يقول.. العكس.. وقد يكون ليس هو.. إنه ينفخ البارد والحار في آن واحد كما يقول المثل الفرنسي.. لحاجة في نفس “Davide”.
عندنا، مر المولد النبوي الشريف في ظل تجاذبات في البيت الأفلاني، وفي ظل غياب شفافية كاملة في طريقة تسيير الأزمة الحزبية في الحزب العتيد، حتى أننا صرنا نعرف أن كلمة نعم ولا.. مثل موقف ترامب المتردد هي السياسة غير السياسية التي تطبع المشهد الحزبي عندنا مع اقتراب موعد الرئاسيات.
القديم، هو أن الاستهلاك في كل شيء والإكثار، بل وتجاوز الحدود أحيانا في الشراء: أنواع الطبيخ والأكلات الشعبية وغير الشعبية، ولعب المحيرقة عند الأطفال، التي لم تعد “لعب أطفال”، بل لعب كبار، لأن الأموال التي تجنى من وراء الاحتفال بالمولد بهذه الطرق الشنيعة، لا تصدق، وهي من دفع إلى تحريمها قبل النهي عنها: البدع ليس في إحياء المولد بالصلاة والسلام عليه والإكثار من الأذكار تقربا لله في هذا اليوم المبارك، بل في إحياء هذا اليوم بالموت.. بالصداع، بإفراغ العقل والجيب والعور والجروح.. والحوادث.. وتحريم النوم على النائمين ليلا وظهرا، وحظر التجوال في بعض الأحياء على النساء والعجزة والمارة عموما من خلال المفرقعات.. هذه هي البدع..

مقالات ذات صلة