الوضعية الصحية وملفا الصناعة والفلاحة على طاولة الرئيس ووزرائه

يلتئم مجلس الوزراء غدا الأحد، في اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وفي جدول الأعمال مواصلة مناقشة تطورات الأزمة الصحية وأهم ملفين في الشأن الاقتصادي، في وقت يرجح أن يصدر الرئيس توجيهات وقرارات جديدة للحكومة، وذلك لمحاصرة انتشار الوباء والتحضير لإجراءات أكثر صرامة استعدادا للدخول الاجتماعي المقبل.

عملا بالتقليد الذي رسخه رئيس الجمهورية كآلية لاجتماعات مجلس الوزراء، استدعى الرئيس حكومة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان إلى ثاني اجتماع للوزراء، يجمعه مع الحكومة الجديدة، وحسب بيان رئاسة الجمهورية فاجتماع مجلس الوزراء سيتم خلاله دراسة عروض تتعلق بقطاعات الصحة والفلاحة والصناعة، إذ يرتقب حسب مصادر حكومية أن يقدم وزير الصحة عرضا مفصلا يتضمن تقييما شاملا عن الوضعية الوبائية التي تعرفها البلاد في آخر أسبوعين، وعرض الوزير طاقة استيعاب المستشفيات العمومية في ظل ارتفاع عدد الإصابات بالكوفيد 19 وأزمة الأوكسجين التي سبق للرئيس تبون وأن استنفر الطاقم الحكومي لإيجاد مخارج لها، خلال مجلس الوزراء الأخير، قبل أن يعاود طرح الملف في اجتماع المجلس الأعلى للأمن الأربعاء الماضي، وأكد على ضرورة إقامة محطات لتوليد الأوكسجين بجميع المستشفيات واتخاذ إجراءات استعجالية لتسهيل استيراد مكثفات الأوكسجين.

العرض الذي سيقدمه وزير الصحة حول الوضعية الصحية يأتي في أعقاب العرض الذي قدمه يوم الأربعاء في اجتماع للحكومة، وأعقبه بعرض آخر يوم الخميس أمام الكتل البرلمانية للمجلس الشعبي الوطني الذي استدعاه في جلسة للاستفسار عما يحدث في المستشفيات ونقص التزود بمادة الأوكسجين، وهو الاستفسار الذي حمّل فيه وزير الصحة ولاة الجمهورية المسؤولية كاملة.
وزير الصحة الذي سيشكل محور التلقيح ضد الوباء، أحد محاور عرضه سيكون ملزما بمعية وزير الصناعة اليوم على تقديم توضيحات لرئيس الجمهورية عن العقبات التي تعترض حلحلة مشكل تموين المستشفيات بمادة الأوكسجين، هذا الملف الذي يعود في جانب من مسؤوليته إالى وزير الداخلية والجماعات المحلية، المسؤول المباشر عن تفعيل أداء الولاة ومراقبتهم، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعرفها عدة ولايات، مع العلم أن الوزير الأول خصص جاناب من اجتماع الحكومة للملف وخلص الوزير الأول إلى تكليف وزير الصناعة بتعبئة مجمل القدرات الوطنية لرفع إنتاج الأوكسجين الذي يجب أن يوجه من باب الأولوية إلى مؤسسات الصحة، كما وقف عند ضرورة تسريع إجراءات اقتناء مولدات ومكثفات الأوكسجين.

وزير الصناعة الذي يعد اجتماعه الثاني ضمن مجالس الوزراء، سيقدم من جانبه عرضا عن قطاعه، إلا أن عرضه لن يكون بعيدا عن الأزمة الصحية، ذلك لأنه بتكليف من الوزير الأول أصبح المسؤول الرقم واحد عن ملف إنتاج الأوكسجين وعن ضمان تموين المستشفيات.

ملف آخر سيكون حاضرا في مجلس وزراء اليوم، يتعلق بقطاع الفلاحة، إذ يحمل جدول أعمال الاجتماع عرضا لوزير الفلاحة يخص تقييم الموسم الفلاحي والذي عرف تراجعا في إنتاج الحبوب بسبب شح الأمطار، كما سيتناول العرض تقييما للإجراءات والتدابير التي سبق وأن ألزم الرئيس بها وزير الفلاحة منها تأسيس ديوان تنمية الزراعات الصناعية في المناطق الصحراوية، والذي كان الرئيس قد أكد في اجتماعات سابقة على ضرورة أن يراعي هذا الديوان الهدف الاقتصادي الوطني، والذي يكمن أساسا في التخلص من استيراد الزراعات السكرية والزيتية والذرة، لتوفير العملة الصعبة.

وهو الديوان الذي يخضع في علاقاته مع المتعاملين وتحديد الحقوق والواجبات إلى دفتر شروط دقيق، وذلك لتمكينه من تحقيق هدفه في توفير المواد الأولية الضرورية لإنتاج السلع الاستراتيجية الواسعة الاستهلاك، من خلال استغلال القدرات التي توفرها الزراعة الصحراوية، للرفع من القدرات الوطنية الفلاحية وضمان الأمن الغذائي.

وزير الفلاحة سيقدم عرضا حول مراجعة خارطة زراعة الحبوب، ولاسيما القمح الصلب، الذي أمر الرئيس تبون بضرورة مراعاتها للخصائص التقنية، الجغرافية والاقتصادية لكل منطقة، لإحداث ثورة حقيقية في مجال إنتاج الحبوب والبذور على حد تعبير الرئيس تبون في أحد مجالس وزرائه.

وبعيدا عن جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم، علمت الشروق أن مصالح الوزير الأول تدنو من استكمال مخطط عمل الحكومة بعد أن استعجل القطاعات الحكومية إحالة المحاور الخاصة بكل دائرة وزارية، ومن المنتظر أن يكون مخطط عمل الحكومة جاهزا للمصادقة في اجتماع مجلس الوزراء القادم بعد أسبوعين استعدادا لعرضه على المجلس الشعبي الوطني الذي سيستأنف عمله في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر.