-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مرتبطة أساسا بالدعم الأمريكي والتخاذل العربي

هذه محددات إطالة حرب الإبادة الصهيونية في غزة

هذه محددات إطالة حرب الإبادة الصهيونية في غزة
ح.م

رجحت دراسة عربية حديثة، إطالة أمد العدوان الصهيوني على غزة مستفيدا في ذلك من الدعم الأمريكي تحديدا والتخاذل العربي، مع تأكيده أن قدرة المقاومة على الاستمرار في أدائها النوعي، والخسائر الكبيرة العسكرية والبشرية والاقتصادية المتوقعة في الجانب الإسرائيلي، وتصاعد الضغوط الشعبية العربية والدولية، من شأنه أن يقلل المدة الزمنية لحرب الإبادة الصهيونية.
توقفت دراسة أعدها الدكتور الأردني من أصول فلسطينية محسن محمد صالح، ونشرها “مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات”، السبت، عن احتمالات المدة الزمنية التي يمكن أن تستمر فيها حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة والتي دخلت يومها الخمسين، وقدم المحددات التي تتحكم فيها، وقال في الدراسة المعنونة بـ”هل سيطول العدوان الإسرائيلي على غزة؟”، “بعد أن دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الخمسين، يظهر أن الأهداف المعلنة للاحتلال الإسرائيلي ما زالت بعيدة المنال، سواء في “سحق” “حماس”، أم تحرير في أسراه، أم في فرض منظومة حكم بديلة، أم في أخذ ضمانات كاملة ألا يشكل قطاع غزة تهديداً لأمنه في المستقبل”.
ويؤكد صاحب الدراسة، أنه و”بالرغم من الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، والدمار الذي غطى القطاع؛ فإن “حماس” وقوى المقاومة، مدعومة بالحاضنة الشعبية، ما زالت تبدي مقاومة باسلة، وتلحق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال، بل وتمكنت من فرض شروطها في الهدنة الإنسانية وصفقة تبادل الأسرى الأولى. وهي بعد أن حققت انتصارها يوم 7 أكتوبر2023، ليست في وارد الاستسلام للشروط الإسرائيلية، التي ليس لها معنى سوى اجتثاث المقاومة في قطاع غزة، أو إفراغها من محتواها” ونهب في هذا الخصوص “يصبح الوضع أقرب إلى حالة “كسر عظم” و”عض أصابع متبادل”. وهذا يعني أن الحرب قد تطول، ولكن إلى أي مدى؟!”.
وتستعرض الدراسة الحسابات الصهيونية التي تستند إليها في حربها ومن ذلك “استعادة نظرية الأمن والردع، واعتبار ذلك معركة “مصيرية” بالنسبة لدولة الاحتلال، إذ أن عدم استرجاع البيئة القوية الآمنة، سيعني أن مشروع الدولة الصهيونية كملاذ آمن لليهود قد فقد معنى وجوده، وأنه أصبح بيئة طاردة، كما أن دور هذا الكيان كقلعة متقدمة للقوى العالمية الغربية وكشرطي للمنطقة سيفقد معناه أيضا” إضافة إلى أن “الاحتلال مسكون بـ”رعب الفشل” في عدوانه على غزة، ويرفض أن يُمنى بفشل استراتيجي جديد، بعد أن صُدم بفشله الكبير في 7 أكتوبر”، ووجود “شبه إجماع حكومي وشعبي إسرائيلي على الانتقام من “حماس” ومن القطاع، واسترداد الأسرى الصهاينة، ومنع قوى المقاومة في القطاع من تشكيل تهديد للاحتلال ولمستوطنات غلاف غزة”.
وتتحدث الدراسة كذلك عن “استفادة الاحتلال من الاختلال الصارخ في ميزان القوى العسكرية”، “ومعاناة نتنياهو وحزب الليكود من تراجع كبير في الشعبية، ويرى كثيرون أن معركة طوفان الأقصى أنهت الحياة السياسية لنتنياهو؛ وهو ما قد يدفعه للاستمرار في الحرب سعياً لتحقيق انتصار أو شبه انتصار يُرَمّم فيه صورته، محاولاً تفادي مصيره”.
وتؤكد الدراسة أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عدوانه الإرهابي الذي خلف أزيد من 15 ألف شهيد لحد الساعة، يلعب دورا كبيرا في التأثير على مدى إطالة الحرب، وفي رفع أو خفض الأهداف الصهيونية، زيادة على استفادة الاحتلال من وجود بيئة عربية ضعيفة أو متواطئة، غير قادرة أو غير راغبة في تقديم دعم عسكري أو لوجيستي حقيقي للمقاومة يمكن أن يحدث فرقا نوعيا لصالح المقاومة.
أما عن حسابات “حماس” والمقاومة، فأوردت الدراسة أنها “تراهن على إنجازها الكبير في 7 أكتوبر، وعلى جاهزيتها لمعركة طويلة الأمد، وعلى نوعية مقاتليها المستعدين للتضحية الذين يزيد عددهم على 60 ألف، وعلى حاضنتها الشعبية التي تلتف حولها” وتابعت “بالنسبة للمقاومة، فإن انتصار الاحتلال وسيطرته على القطاع وفرض شروطه سيعني اجتثاث المقاومة؛ وهو ما سيدفعها للقتال حتى النهاية. ولن تقبل أن يكون ثمن المنجزات والتضحيات أقل من مكاسب جديدة للمقاومة وللشعب الفلسطيني”.
وتشدّد الدراسة على “البنية القيادية السياسية والعسكرية لـ”حماس” ما زالت قوية ومتماسكة، وتملك كفاءة عالية في السيطرة والتحكم في القطاع، وهو ما يعني فشلاً إسرائيليا ذريعا في ضربها بعد خمسين يوما من عدوانه”، وأن “المقاومة تملك ورقة الأسرى الصهاينة، ولم ينجح العدوان العسكري في تحرير أسير واحد، وهي ورقة قوية تمكّن “حماس” من لعبها في أي ترتيبات مستقبلية”، ويضيف “إن تصاعد الدعم الشعبي العربي والإسلامي والدولي للمقاومة يصبّ في رفع معنوياتها، وفي الضغط على الأنظمة السياسية لوقف العدوان وإسناد المقاومة”.
وخلصت الدراسة أن “الاحتلال الإسرائيلي سيحاول بكل قوة انتزاع انتصار أو صورة انتصار، باعتبار ذلك ضرورة أساسية لوجوده واستقراره ولهيبته ومكانته في المنطقة. كما أن المقاومة ستحاول تعزيز انتصارها الذي حققته في 7 أكتوبر، ولن ترضى بأي تنازلات تؤدي لاجتثاثها أو تطويعها أو إفراغها من محتواها، خصوصاً بعد التضحيات العظيمة التي قدّمتها هي وحاضنتها الشعبية”، وتتابع: “احتمال إطالة أمد العدوان ما يزال واردا، غير أن قدرة المقاومة على الاستمرار في أدائها النوعي، والخسائر الكبيرة العسكرية والبشرية والاقتصادية المتوقعة في الجانب الإسرائيلي، وتصاعد الضغوط الشعبية العربية والدولية، واتساع دائرة الاشتباك في جنوب لبنان، سيجبر التحالف الدولي للاتجاه إلى حلول أكثر واقعية؛ كما سيجبر الاحتلال الإسرائيلي على التراجع عن معظم مطالبه. وقد يحتاج ذلك أسابيع. ولكن كلما ازدادت حدة المقاومة، ولم يبق للاحتلال أهداف حقيقية يضربها أو نقاط يضغط عليها، فإن المدة الزمنية ستقل أكثر فأكثر، وسيلجأ لحلول لحفظ ماء الوجه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!