-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذه هي خريطة “إسرائيل الكبرى”؟!

حسين لقرع
  • 3905
  • 0
هذه هي خريطة “إسرائيل الكبرى”؟!

بعد ساعاتٍ قليلة من انتهاء أشغال قمة شرم الشيخ التي جمعت الاحتلال والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن، ردّ عليها وزيرُ المالية الصهيوني بتسليئيل سموتريتش بتصريح أنكر فيه وجود الشعب الفلسطيني تماما، ودعا الفلسطينيين إلى الكفّ عن المقاومة والاستسلام لكيانه، قبل أن يرسم خريطة لـ”إسرائيل الكبرى” لا تكتفي بابتلاع فلسطين برمّـتها، بل تضمّ أراضي الأردن أيضا!

هذا التصريح الذي أطلقه الوزيرُ الصهيوني العنصري يلخّص تماما الطريقة التي يفكّر فيها قادة الكيان جميعا، وإن لم يصرّح بها أغلبُهم؛ فهم ينكرون كلهم وجود الشعب الفلسطيني ويريدونه عندهم مجرّد خدم وعبيد كما يقول حاخاماتُهم، ولكنّهم يخادعون الفلسطينيين ويمنّونهم بتحقيق حلمهم في إقامة دولة فلسطينية ويُغرقونهم في مفاوضات مراطونية عبثية يستغلّونها لتبييض صورتهم أمام العالم، وكسبِ الوقت لتسريع مشاريع الاستيطان والتهويد.. فكانت النتيجة أنّ مفاوضات “السلام” المزعوم، دامت 30 سنة كاملة، وتمخّضت عن صِفرٍ كبيرة للسلطة الفلسطينية، في حين نجح الاحتلال في زرع مئات المستوطنات والبؤر التي أصبحت تستوعب 700 ألف مستوطن، وقضمِ أراضي واسعة من الضفة الغربية، ما حوّلها إلى جزر ومناطق مفككة الأوصال، لا تصلح لإقامة أيّ دولة محترمة متصلة الأطراف.

وبرغم وضوح أهداف العدوّ ورفضه منح الفلسطينيين 22 بالمائة فقط من أراضيهم التاريخية لإقامة دولتهم المستقلة، إلا أنّ السلطة الفلسطينية لم تستوعب بعد أنّ عملية “السلام” قد فشلت وانتهت، وأنّ الاحتلال عازمٌ على حسم الصراع بالقوّة، وعدم منح الفلسطينيين أكثر من حكم ذاتيّ، فهاهي ترسل وفدا إلى شرم الشيخ بمصر لـ”التطلع إلى التعاون بهدف وضع أساسٍ لإجراء مفاوضات مباشِرة للتوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم؟!”.. وكأنّ 30 سنة كاملة من التفاوض واللهث وراء هذا “السلام العادل؟!” لم يكفِها لتستفيق على الحقيقة المُرّة، ولابدّ لها من جولات مفاوضات ماراطونية جديدة لتستوعبها، ولكنّ الأوان يكون قد فات آنذاك لأنّها قد تدوم سنواتٍ أخرى وتنتهي بابتلاع الضفة كلها وضمّها ومن ثمة تصفية القضية الفلسطينية.

هو طعمٌ جديد رماه الاحتلال وعرّابُه الأمريكي للسلطة الفلسطينية في قمة شرم الشيخ، حتى تقوم بالدور المطلوب منها وهو القيام بتصفية كتائب المقاومة في جنين ونابلس، نيابة عن الاحتلال، وقد التزمت السلطة فعلا بـ”التصدي للعنف”، وهذا يعني أننا سنشهد قريبا مداهمات قريبة يقوم بها الأمنُ الفلسطيني لبؤر المقاومة بالضفة واعتقال المقاومين أو قتلهم، حتى يقضي الاحتلالُ رمضانا هادئا.

ما قلناه من قبل عن قمّة العقبة الأردنية في 26 فبراير الماضي، ينطبق على قمة شرم الشيخ الأحد، وحتى القمة المتفق عليها في أفريل المقبل بالمدينة المصرية ذاتها لمتابعة مدى تنفيذ بنود “التهدئة” على الأرض.. هي كلها قممٌ تحمل هدفا واحدا وهو كيفية نجدة الاحتلال وحمايته من المقاومة المتصاعدة بالضفة الغربية، ووضع الخطط للقضاء عليها وتحقيق الأمن للاحتلال، ولكنّ هيهات، فخلال قمة العقبة قام مقاومٌ بطل من حوّارة بقتل مستوطنين داخل سيارتهما ثم استُشهد، وخلال قمة شرم الشيخ قام بطلٌ فلسطيني آخر من القرية ذاتها بإطلاق النار على مستوطن وإصابته بجروح خطيرة، مع تجنّبِ استهداف زوجته وأطفاله الثلاثة داخل السيارة.. هي ردودٌ عملية على قمم العار مفادها أنّ مستقبل القضية بيد المقاومة وحدها وليس بأيدي المتآمرين اللاهثين وراء سراب وعود الاحتلال.

نعود إلى تصريح المتطرّف سموتريتش وخريطة “دولته”، لنذكّر العربَ الذين يتسابقون على الهرولة بأنّ الأردن يطبّع مع الاحتلال منذ 1994، ويروّج بدوره لـ”عملية السلام” المزعومة، وقد احتضن قمة العقبة في 26 فبراير الماضي التي بحثت كيفية تصفية المقاومة، لكنّ هاهو الوزير سموترتيتش يرسم خريطة تضمّه إلى “إسرائيل الكبرى”، فهل من معتبِر؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!