-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من "نور" إلى "العشق الممنوع" وصولا إلى "حريم السلطان"..

هكذا تتم دبلجة الدراما التركية إلى العربية.. وسوريا “تنتقم” بعد الثورة!

الشروق أونلاين
  • 40908
  • 12
هكذا تتم دبلجة الدراما التركية إلى العربية.. وسوريا “تنتقم” بعد الثورة!
ح.م
أبطال "حريم السلطان"

من “نور” و”سنوات الضياع” مرورا بـ”وادي الذئاب” و”العشق الممنوع” وليس انتهاء بـ”حريم السلطان”.. عاصفةٌ من المسلسلات المدبلجة غزت الفضاء العربي، ولا يبدو أن ثمة نهاية لها تلوح في الأفق. فالعاصفةُ التي تسللت بهدوءٍ ونعومة، عرفت كيف تكتسي لبوساً ربيعيا لا تنفعُ معه نواقيسُ الخطر. يجدُ المتلقي العربي نفسه وعلى امتداد أحد عشر شهرا، إذا ما استثنينا شهر رمضان موسم الدراما العربيّة، نكون على موعد دائمٍ مع حكاياتٍ لـأبطال ونجومٍ متقنة مرةً، وباهتة مرات ومرات.. لكنّها رائجة وجذابة دائماً، ومقدّمة بلهجاتٍ مأنوسة، وعلى رأسها اللهجة الشاميَّة، مستفيدةً من انتشارها بفعل نجاحٍ سبق أن حققته الدراما السورية. ورغم أن الدراما التركية هي الأكثر انتشارا على خارطة الأعمال المدبلجة، إلا أنها ليست الوحيدة في هذا المضمار، إذ تطول القائمة لتشمل الإيرانية، الإنكليزية، الإيطالية، الإسبانية، الهندية، المكسيكيَّة، وحتى الصينية في بعض الأحيان.

وحسب الكاتب صهيب عنجريني من جريدة السفير اللبنانية، فإن ثمة طريقين تسلكهما الشركات السورية في دبلجة الدراما الأجنبية، أولهما يقوم على شراء المسلسل من الشركة المنتجة، ومن ثمَّ بيعه إلى إحدى القنوات ليُعرض بعد إنجاز عمليات الدبلجة. وثانيهما ـ بات الأكثر انتشارا ـ عبر القيام بوظيفة المدبلِج المنفِّذ، إذ تشتري المحطة التلفزيونية المسلسل، وتَعهد بعملية دبلجته إلى واحدةٍ من تلك الشركات مقابل أجرٍ محدَّد. تُمثِّل الترجمة أولى الخطوات في عملية الدبلجة، فيُكلَّف مترجمٌ أو أكثر، حسب طول العمل والفترة المتاحة قبل بثه على الهواء، بترجمة الحلقات، إمَّا اعتمادا على النص الأصلي للمسلسل “السّكريبت”، أو عبر مشاهدة الحلقات. وفي الحالتين فإنَّ المترجم المحترف عادةً لا يحتاج لأكثر من ساعتي عملٍ لترجمة الساعة الدرامية الواحدة. وتوضح نور التي تعمل في هذا المجال أنَّ الاعتماد على مشاهدة الحلقة يساعد المترجم في الوصول إلى سرعة إنجازٍ أكبر، وعمل أدقَّ، خصوصاً وأنَّ ممثلي العمل بلغته الأم قد يغيرون أحياناً صياغات بعض الجمل أثناء التصوير.

50دولار مقابل ترجمة ساعة واحدة!

ويتراوح الأجر الذي يتقاضاه المترجم- حسب عنجريني دوما- بين ثلاثة وأربعة آلاف ليرة سورية “أقلّ من خمسين دولارا” مقابل كلّ ساعة دراميّة . وتلعب اللغة الأصلية للمسلسل دورا في تحديد السعر، فأجر الترجمة عن التركيّة مثلاً أعلى من أجر الترجمة عن الإنكليزيّة. بعد المترجم يأتي دور المُعِدّ، ومهمّته إعادة صياغة الحوارات وفق عددٍ من المعايير، يشرحها لنا المعدّ أحمد. مثلاً، يجب أن يناسب طول وقصر الجملة مع زمن حركة شفاه الممثل، فالسرعة التي تُنطَق بها اللغة الإيطاليَّةُ تختلفُ مثلاً عن تلكَ التي تُنطَق بها الفارسيّة، وتختلفُ الاثنتان عن سرعة نطق العربيَّة. كما يتولّى المعدّ مواءمة الجملة بالعربيّة مع حركة شفاه الممثل من فتحٍ وضمّ وحروف شفوية وخلافها، فعلى سبيل المثال جملة: “Günayd_n غونايدن” التركية لا يمكن تركها في النّص المُعَدِّ “صَباح الخير” بل يتم تعديلها لتصبح شو أخبارك” مثلاً. ثالثاً، توافق الحوارات مع ثقافة الشارع العربي، وخصوصاً في ما يتعلق بالأمثال الشعبية، والأقوال المأثورة، والنّكات، وقد يضطرّ المُعِدّ في بعض الأحيان إلى تعديل خطّ دراميّ بأكمله، ومن ذلك مثلاً الالتفاف على علاقةٍ مثليّة ربطت اثنتين من شخصيات المسلسل الأميركي “داينستي” الذي نفّذت عمليات دبلجته شركة سامة، وعرضته شاشة روتانا كلاسيك”. كما أنّ هناك العديد من المشاهد التي يتمّ حذفها من النسخة العربيّة، وخصوصاً المشاهد الحميمة.

ومن مهمّات المعدّ أيضاً، تغيير أسماء بعض الشخصيات… وهذا يتمُّ غالباً مع المسلسلات التركية والإيرانية، فيما تُترك الأسماء في المسلسلات الإنكليزية والإسبانية كما هي، خاصةً إذا كانت الدبلجة تتم باللغة العربية الفصحى. وعلى سبيل المثال فقد تمّ تغيير اسم بطل سلسلة وادي الذئاب الشهيرة من “بولات ألمدار” إلى مراد علمدار. كما تمَّ تغيير اسم بطلة مسلسل “ندى العمر” من “إده” إلى ندى، وقد يطالُ التغيير أحياناً اسم المسلسل ذاته، فـ”ندى العمر” هو في الأصل التركي “درب التبان“.

يستغرق المعدّ المحترف عادةً أربعا وعشرين ساعةً من العمل لإنجاز ساعةٍ دراميَّة واحدة، إذ يضطرُّ في بعض الأحيان إلى مشاهدة المشهد الواحد عدة مرات، ويتراوح أجره بين أربعة وخمسة آلاف ليرة سورية، وقد يبلغ في أفضل الأحوال ستة آلاف ليرة سورية (حوالي ستين دولاراً) وهو أجرٌ متدنٍّ قياساً إلى أجر المترجم وفق ما يؤكد أحمد، خصوصاً وأنّ الإعداد المتقن يتطلّب وقتاً.

داخل غرفة التسجيل الصغيرة والمعزولة صوتيَّا

خلافاً لما يظنّه المتلقّي فإنّ تسجيل أصوات الممثلين لا يتمّ بصورة جماعيّة. فالممثل قد لا يلتقي حتى شركاءه في المشاهد ذاتها. يحضر الممثل إلى الأستوديو وفقَ موعدٍ يتفق عليه مع مساعد المشرف، الذي يتولى عادةً مهمة تفريغ الحوارات وإعداد جداول بعدد مشاهد كلّ شخصيّة على حدة، وتنسيق مواعيد التسجيل. ويكون مساعد المشرف عادةً موظَّفاً وفق راتب ثابت يتراوح بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف ليرة سورية مقابل ثماني ساعات دوام يوميا، ويوم عطلة وحيد أسبوعياً، وقد يعملُ في مسلسلين أو أكثر في الوقت ذاته.

داخل غرفة التسجيل الصغيرة والمعزولة صوتيَّا توضع شاشة عرضٍ يتابع الممثل/ المدبلِج عبرها مشاهد الشخصية التي يقوم بتسجيل صوتها في النسخة العربية، وبطريقة إلقاء تراعي بالدرجة الأولى مزامنة الصوت مع الصورة. ينجز الممثل ما يتراوح بين 15 و25 مشهدا في الساعة الواحدة وتبعاً لطول وقصر المشاهد وطبيعة المسلسل. ويتراوح أجره عن المشهد الواحد بين مائتي وثلاثمائة ليرة سورية، وكما في التمثيل فإن للممثلين العاملين في الدبلجة طبقاتهم وتصنيفاتهم أيضاً، وبينهم نجومٌ وممثلون مساعدون وكومبارس.

ومنهم من تفرَّغ بشكل كامل للدبلجة، إما لأنّه اعتزل التمثيل لسبب ما ـ الممثلة روعة السعدي مثلاً ـ أو لأنَّه لا يجد موطئ قدمٍ له في الدراما السورية. ومنهم من استمرَّ في المكانين (مكسيم خليل مثلاً). كما أنَّ بعضهم استمدّ شهرةً من العمل في الدبلجة، رغم مشاركته في عدد كبير من المسلسلات السورية، ومن هؤلاء الممثل شادي مقرش الذي استمدّ شهرته من تأدية صوت مراد علمدار والذي قال عن تلك التجربة: “لا أنكر على الإطلاق أنه ساهم بتداول اسمي كثيرا، لكنّه لم يقدم لي شيئا جديدا على المستوى الفني أو المادي، كما أنني لم أحظ بامتيازات أكثر من المعتاد”.

بعد تسجيل الأصوات يدخل العمل المدبلجُ مرحلة العمليات الفنية (مكساج، مونتاج..) حيث تُعزلُ أصواتُ ممثلي النسخة الأم، ويتم تركيب أصوات ممثلي النسخة العربية ودمجها مع المؤثرات الصّوتية بنسبٍ تريح السامع ولا تطغى على بعضها. يقوم بهذه المهمة مهندس الصوت، وبإدارة المشرف الذي يقوم بوظيفةٍ مشابهةٍ لتلك التي يقوم بها المخرجُ الإذاعي. يتراوح الراتب الشهري لمهندس الصوت بين ثلاثين وأربعين ألف ليرة سورية، ويزيدُ راتب المشرف بحوالي عشرة آلاف ليرة سورية، ويخضع ذلك لجملة معايير منها الخبرة والشهرة، والشركة المتعاقدة. في معظم الأحيان لا يرتبط العاملون في مضمار الدبلجة بعقودٍ مع الشركات ويعتمد الأمر على “الثقة المتبادلة وحسن النوايا”، وهذا يعني بطبيعة الحال عدم تسديد معظم الشركات أي ضرائب أو رسوم.

سوريا تنتقم من تركيا في مسلسلاتها المدبلجة

قبل الأزمة السورية كان عدد شركات الدبلجة في تزايدٍ مستمر، ومن أشهر الشركات العاملة في هذا القطاع، شركة سامة، تنوير، فردوس، آي بي سي. لكنَّ الحال تبدَّل مع المستجدات، وخصوصاً في الأشهر الأخيرة، فتوقفت بعض الشركات عن العمل، فيما استمر البعض الآخر، وخصوصاً الشركات الكبيرة منها، والمرتبطة بعقود طويلة الأمد مع عدد من الفضائيات. وافتتحت بعض هذه الشركات استوديوهاتٍ في دول ٍ مجاورة، فعلى سبيل المثال انخفض عدد الأعمال التي تنفذها شركة “سامة” في استوديوهاتها في دمشق، وبدأت تنفيذ بعض الأعمال في لبنان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • اخواتي

    اريد دبلجة المسلسل اخواتي

  • noro

    الله يخرب بيت هذه الشركات جلبت لنا الخراب والانحلال الخلقي تريد فرض لهجاتها علينا حتى المسلسلات والافلام الامريكية خربوها تخيل مسلسل امريكي باللهجة السورية او المصرية ... يفقد كل المعاني و الاحاسيس ويقولون لك ..مدبلج الى اللغة العربية ..هذه ليست لغة عربية... يركزون على المراة لانهم يعلمون انه المنفد الى المجتمع وجعله ينسلخ عن دينه واخلاقه

  • عبد القادر

    الركيزة الأساسية للمسلسلات التركية و قوة الدعم الأدبي و الفني في الدبلجة من اللهجة التركية الى العربية عن طريق الدبلجة السورية و اللبنانية ,تعطي للمسلسلات التركية الساذجة و المبالغة في حلم اليقضة قوة فنية كبيرة ومشاهدة عالية, لو ان فعليا تسحب منها الدبلجة السورية الممتازة , سترمى هذه المسلسلات التافهة في غياهب النسيان , و أنا اتمنى ذلك أذا ما تحقق , و تعتبر أفضل عقوبة لتركيا التي تقتل الشعب السوري الشقيق و تستثمر لغته بوقاحة و قلة أدب, لسنا بحاجة الى مسلسلات تقتل القيم و تولد الحلم الزائف

  • karim

    الله لا تربحها الدراما التركية

  • شونة

    مسلسلات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تنشر الرذيلة بين أوساط الشباب وتزرع الفتن بين الأسر المسلمة، لحاها الله من مسلسلات تسلسل العقول !
    اللهم حفظك

  • rahim

    ممتاز عمل جيد والله مشكووووووور على هذه المعلومات القيمة حول الظروف التي تقام فيها عملية الدبلجة، ولكن يا رييييييييت لو توافينا بآخر الأخبار عن دبلجة المسلسل التركي *حريم السلطان *

  • عمر

    يريدوت تصدير النموذج التركي الى الدول العربية هذا النموذج اللذي لا علاقة له بالاسلام و لا يالمسلمين واللذي ليس الا مجرد اداة لدى الكيان الصهيوني و الحلف الاطلسي لتفتيت المنطقة العربية و تقديمها على طيق من ذهب لاعدائها لكن من يوم الى يوم تنكشف خيوط اللعبة الكبرى و ينكشف المخطط المنفذ باحكام تحت شعار الربيع العربي و بادوات " السعودية ، قطر ـ تركيا و اخيرا ما يسمى بالثوار اللذين لا يدركون انهم مجرد بيادق في يد القوى العظمى

  • نسيم بسالم

    فراغ فكري رهيب ناتج عن فراغ روحي دفين؛ نجم عنهُما ما نرَى مِن هذه التفاهات والرقاعات التي لا تؤسس حضارة ولا تبني إنسانا! ملايير تصرَف في هذه السخافات مِن حرِّ أموال الشَّعب وإلى الله المُشتكَى!! أين التقوى ؟ أين الإيمان؟ أين منهج الله يُحكَّم في أرضه؟!

  • بدون اسم

    اقل من 5000 دج من اجل ترجمة ساعة كاملة من الكلام؟؟
    لو كنت مكانه لما قبلت ذلك فهذا اجر زهيد مقابل الجهد الذي يبذله المترجم لترجمة صحيحة و تدقيق لغوي

  • الدكتور

    الله بنتقم منهما سوريا وتركيا والذي يجلب لنا مسلسلات الانحلال الخلقي اقسم ان هاته المسلسلات هي اللتي حطمت 20% من المجتمعه الجزائري ( العشق الممنوع ) مجتمع جزائري اقرب الى السادج الذي يلتقط كل شيء ويفرط في كل شيء في نفس الوقت
    ما هذا بمجتمعه الاسلام افيقوا يا جزائريين قبل تربية ابنائكم على فساد الاخلاق يوم لا ينفع الندم

  • abdel kader

    يا حسراه على أمهاتنا بنوا جيل كبير لأنهن لم يكن يهتمن الى بالأمور العائلية و الأخلاق لكن الكثير من فتيات الجزائر تهن بضم التاء و ضعن في سنوات الضياع و غيرها من المسلسلات التي هدمت الأخلاق وجعلت بعض النساء يحلمن بأبطال المسلسلات التركية التي تبقى دراما و كدب!!

  • بدون اسم

    تخيلوا ترجمة من لهجة خليجية: أموش فيش يا مهند، يا هلا يا نور ....................