-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هكذا فعلت ‘البكالوريا’ بأبناء غرب البلاد..

الشروق أونلاين
  • 1993
  • 0
هكذا فعلت ‘البكالوريا’ بأبناء غرب البلاد..

عرفت ليلة الأربعاء إلى الخميس بولايات غرب البلاد حالة استنفار قصوى بحثا عن أسماء الفائزين في البكالوريا ومصيرهم، حالات إغماء فرحا وحزنا على حد سواء، زغاريد هنا وبكاء إلى حد النحيب هناك، سيارات أيقظت المدن ليلا عقب ظهور النتائج وأخرى انسحب أصحابها في صمت وكأنهم يودعون غاليا في سكون الليل فلا يريدون إزعاجه…كل المشاهد التي بدأت في مساء الأربعاء وانتهت رسميا مع تعليق النتائج صبيحة الخميس، أكدت مرة أخرى أن البكالوريا امتحان ما يزال محتفظا بطعم خاص وبريق مميز لا ترقى إليه حتى أكبر الشهادات من الماجستير إلى الدكتوراه.ومع ذلك فان المشهد المرتبط بفرح البعض لم يسلم من المواجع العائلية الكبيرة التي خلقها الفشل، في وهران، عاصمة غرب البلاد التي فاز فيها الطالب غزلي الجيلالي المرتبة الأولى محليا رغم أنه كان خارج دائرة العشرة الأوائل وطنيا، ظهرت النتيجة فيها بشكل فوضوي ليلة الأربعاء الماضي عبر ثانوية مصطفى هدام في حي كاستور التي تدخلت فيها مصالح الأمن عقب قيام بعض الأشخاص بتمزيق ورقة الفائزين، وقد استعان بعض الموظفين بمكبرات الصوت لقراءة أسماء الناجحين مما خلق فوضى غير مسبوقة كادت أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، وقد كان للخاسرين وبالتحديد الفتيات منهم نصيب من محاولة وضع حد لحياتهم في ولاية أصبح فيها كل شيء يشجع على محاولات الانتحار لدى الشباب.

حيث استقبلت مصلحة الاستعجالات أربع فتيات حاولن الانتحار بعد الفشل، منهن تلميذة عمرها 17 سنة بحي ايسطو شربت ماء جافيل، وأخرى من “ميرامار” تناولت مجموعة من الأدوية، وثالثة من السانيا أخذت دواء القلب بشراهة محاولة توقيف قلبها عن النبض، لكن الحالة العسيرة هي تلك الموجودة تحت الإنعاش حتى الآن لفتاة تبلغ من العمر 18 سنة شربت الجافيل، وقد تضاعفت حالتها ووصلت إلى حد الخطورة. و في سيدي بلعباس حاولت طالبة الانتحار برمي نفسها من الطابق الخامس لمسكنها الواقع بأحد الأحياء الشعبية، وذلك بسبب فشلها في الظفر بالشهادة الموعودة علما أن ولاية بلعباس التي تراجع مستواها العلمي كثيرا في السنوات الأخيرة بيّنت مرة أخرى هذا التراجع من خلال تدّني نسبة الناجحين في البكالوريا من 47 إلى 36 بالمائة، وقد عرفت فيها ليلة الأربعاء إلى الخميس حالة خاصة لدى المرشحين وعائلاتهم التي احتلت قاعات الانترنت وتزاحمت على بعث رسالة إلى المتعامل التاريخي في الهاتف النقال موبليس، وقد كان لافتا للانتباه أن بلعباس لم تعلق فيها النتائج ليلا مثل الولايات الأخرى، وحتى الموقع الالكتروني لمديرية التربية فاجأ رواده ليلة الأربعاء بتأكيده أن النتائج ستنشر فيه يوم الخميس، وقد كان الخبر غير حقيقي و يشبه سمكة أفريل التي يوزعها المسؤولون في كل شهر.

حيث قال لنا بعض الطلبة “أن مواقع مديريات التربية وديوان الامتحانات أصبحت مثل عدمها فما الفائدة منها إذا كانت لا تجيب عن أسئلة المرشحين بخصوص نتائجهم في البكالوريا”. وفي ولاية غليزان كان من أشد المعلومات جذبا للانتباه هي فشل ابن الوالي جلول بوكارابيلة في الظفر بالشهادة حتى وان فاز ابن الكاتب العام للولاية وبنت رئيس الدائرة، وقالت مصادرنا في غليزان أن ابن الوالي حصل على معدل 9.87 وهو المعدل الذي يصفه المتتبعون أنه انتحاري لأنّ صاحبه يشبه ذلك الذي يصل إلى نبع الماء ولا يشرب، ومع ذلك فان فشله وفوز أبناء المسؤولين الآخرين أكد نتيجتين لا ثالث لهما، الأولى أن أبناء المسؤولين غير متساوين كأسنان المشط الواحد مع بقية أبناء الشعب، ليس في المستويات المعيشية فقط وإنما كذلك العلمية، والنتيجة الثانية هي أنه لا يكفي أن تكون ابن المسؤول الأول عن ولاية حصلت على المرتبة الأولى من حيث النتائج لتفوز بالباك، في حين نقل مراسل الشروق بغليزان خبر استقبال المستشفى لعشرات الحالات من الإغماء ليلة الخميس عقب صدور النتائج بشكل يعاكس ما كانت تشتهيه سفن هؤلاء الطلبة المساكين الذين انهارت أعصابهم مع تعليق النتائج، وأغلب الحالات تزداد سوءا مع وجود أقارب مترشحين أو جيران، حيث غالبا ما يزداد الضغط مع فشل البعض ونجاح الآخرين رغم أنه لم يثبت علميا ولا اجتماعيا أن للعائلة أو الجيران تأثير على النتيجة، لكنه قلق نفسي وسلوك اجتماعي تمت وراثته جيلا بعد جيل، وقد تشابهت حالات استقبال النتائج عبر كل الولايات لتثبت مرة أخرى أن الباك امتحان غير عادي في أسئلته، ظروفه..وحتى في إعلان نتائجه.

قادة بن عمار

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!