هكذا فقد ثمانية مرضى أعينهم في عيادة خاصة بقسنطينة
ينتظر في الثاني عشر من شهر جوان القادم، أن يفتح مجلس قضاء قسنطينة، مرة أخرى ملف الضحايا الذين تعرّضوا لعاهات مستديمة، عبارة عن إصابة بالعمى، وأحدهم وهو رضيع فقد حياته، بعد أن توجهوا للعلاج في عيادة خاصة بطب العيون في أعالي مدينة قسنطينة.
جاء في قرار البت في هذه القضية بعد أكثر من عشر سنوات من رفع أول شكوى من مريض في سنة 2008، تحت عنوان إعادة السير في الدعوى العمومية بعد الخبرة حول التقصير والخطأ المهني الطبي المؤدي إلى إحداث عاهة مستديمة والوفاة بالنسبة للمتهمين الأول والثاني والثالث بين طبيب وممرضة، والتزوير واستعمال المزور بالنسبة للمتهمين الرابع والخامس وهما بين إداري وصاحب العيادة الخاصة.
وكان الضحايا الذين زار بعضهم مكتب الشروق اليومي، قد تعرّضوا للعمى بالكامل، ومنهم من نزعت عينه، قد باشروا منذ أكثر من إحدى عشرة سنة إجراءات المتابعة القضائية للعيادة من طرف أول ضحية فقد ابنه الرضيع، بعد أن نقله إلى العيادة بتاريخ 25 جوان 2008 لأجل فحص عادي، كما قال، فتسلّم جثة ابنه، كما أن ضحايا ممن تجاوزوا الستين سنة من العمر، ذهبوا إلى العيادة من أجل عملية جراحية بسيطة لما يعرف بنزع الماء، “الكاتاراكت” ففقدوا أعينهم بعد أن تعقدت حالاتهم، وتم نقلهم في حالة ميؤوس منها إلى بقية مستشفيات قسنطينة، حيث تعفنت أعينهم وتم قلعها بالكامل، ما أفقدهم البصر، ومن بين هؤلاء سيدتان توفيتا منذ بضعة أشهر.
وقد شهدت المحاكمة الأولى مطالبة النيابة بعام نافذ لمدير العيادة ولطبيبين مختصين، أحدهما مخدر خاص بالإنعاش والثاني جرّاح، وستة أشهر نافذة لممرضتين، ليتم إسقاط الحكم النافذ بعد المداولة، وهو ما جعل الضحايا يطعنون في الحكم، وفي كل مرة يتم إرجاء الحكم إما بطلب تقرير من مجلس أخلاقيات المهنة أو بخبرة أكدت بأن حالة وفاة الرضيع محمد تقي الدين البالغ من العمر ثمانية أشهر، كانت نتيجة التخدير الذي أجري عليه في العيادة. لتنام بعدها القضية لمدة عشر سنوات، وتعود الآن ولكن بعد أن توفي اثنان من الضحايا، سيدة تقطن بوسط قسنطينة وأخرى في ولاية ميلة.
قائمة ضحايا العيادة الخاصة:
بوغرزي لمطيش تم قلع عينه بالكامل
مليكة بومعزي تم قلع عينها بالكامل
زوينة بن سديرة تم قلع عينها بالكامل
جمال بوجعادة فقد البصر بالكامل
وهيبة بونفيجة فقدت بصرها بالكامل
حدة كشود فقدت البصر في عين واحدة
زليخة شلغوم فقدت البصر في عين واحدة
الرضيع محمد تقي الدين فقد حياته
ب.ع
