-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
استنادا إلى مقولة "زوجوه يستعقل"

هل تستطيع الزوجة تقويم سلوك الزوج المنحرف؟!

سمية سعادة
  • 1657
  • 2
هل تستطيع الزوجة تقويم سلوك الزوج المنحرف؟!

“زوجوه يستعقل” هي واحدة من المقولات التي لا تستند إلى علم أو منطق اجتماعي، ولكن بعض العائلات الجزائرية تصر على الترويج لها عندما يتعلق الأمر بأحد أبنائها الذي يحتاج إلى تقويم.

فهذه العائلات التي فقدت السيطرة على أبنائها وفشلت في انتشالهم من حياة الطيش والانحراف، تعتقد أن المرأة وحدها يمكنها أن تعيد “تربية” الرجل غير المستقيم، وإجراء عملية غسيل مخ له بمهارة عالية!

وغالبا ما تتم هذه “الصفقة” دون علم المرأة وأهلها بخبايا وحقيقة هذا الزوج الذي تجتهد عائلته في تلميع صورته مع تقديم مغريات مادية تجعل من التراجع عن هذا الزواج أمرا غير وارد، وهو ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في الجزائر.

نجاة، (ممرضة) هي واحدة من مئات، بل آلاف الفتيات اللواتي مررن بتجربة عصيبة كادت ستنتهي بالطلاق لولا أن زوجها توفي في حادث مرور قبل أن تتم إجراءات المحكمة.

حول هذا الموضوع، تقول نجاة إنها تزوجت زواجا تقليديا من شخص في غاية الوسامة واللطف، واعتقدت أنها ستعيش معه أجمل سنوات عمرها خاصة وأن أسرته كانت لا تتوانى عن تقديم الهدايا لها والتقرب منها والتظاهر بالطيبة والأخلاق العالية، ولكن الحقيقة انكشفت بعد أشهر قليلة من الزواج، حيث تأكد لها أن زوجها لص ومنحرف أخلاقيا وإنسان لا يطاق.

نفس الموقف تعرضت له شيماء، التي تقول إن أسرتها غفلت عن التحري عن الرجل الذي تقدم لها، وخلال فترة الخطبة تلقت العديد من الهدايا من أسرة خطيبها التي كانت تدّعي التحضّر والتفتح.
وبعد ثلاثة أشهر من الزواج، اكتشفت شيماء أن زوجها مدمن على المخدرات، وأنه يغتنم فرصة زيارتها لأهلها ليمارس انحرافه بحرية تامة، لتدرك حينها أن أسرته كانت تحاول أن تقنعها أن تصرفاته غير السوية التي تصدر منه أحيانا، إنما هي ناتجة عن إصابته بمس وأنه يحتاج إلى رقية فقط.
وحول رأيه في الموضوع، يقول عمر عبد الغني، إن أكبر خطأ تقع فيه العائلات الجزائرية هو تزويج أبناءها المنحرفين من أجل أن يستقيموا، في حين أن هذا الزواج لا يأتي إلا بنتيجة عكسية، وبدل أن “يستعقل” هذا الشاب الطائش، يزداد انحرافا لأنه يجد نفسه أمام مسؤولية لا يستطيع تحملها ولم يتعود عليها.

وينصح عمر هذه العائلات بتطبيق فكرة عكسية لهذه المقولة وهي” كي يستعقل زوجوه”لتجنب أي مشاكل معقدة، لأن المرأة التي يتزوجها لا يمكنها أن تقوم بإعادة تربيته، بل لتعيش حياة هادئة طيبة.

“بدل أن تزوجوه “ليستعقل”خذوه إلى طبيب نفساني ليقرر إن كان يصلح للزواج أم لا؟”هذا هو رأي محمد الأمين بولربق، الذي يقول إن تزويج الشاب الطائش بغرض تهذيبه وإصلاحه، خطأ كبير لأنه فاقد للأهلية ولا يمكنه تحمل المسؤولية أو الالتزام بقواعد الحياة الزوجية.

من الواضح أن هناك طرفان يعملان على تطبيق مقولة” زوجوه ليستعقل”، وهما عائلة الزوج التي تبحث له عن زوجة تلقنه أسلوب حياة جديد، وعائلة الزوجة التي لا تفتش بالقدر الكافي في سيرة الخاطب أو تتغاضى عن بعض العيوب التي بلغتها عنه، وهو ما يقوض أركان الحياة الزوجية، ويجعل الزوجة تتحمل جزء كبيرا من الانهيار الذي يصيبها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ب. محمد

    نعم....... لكن بالرحمة والكلمة الطيّبة والحنان إنه وعاء يوضع به العلاج. وليس بالتنمّر والتهديد فهي سلعة خاسرة تؤدي الى التعنّت.

  • banix

    إللي عقلو مكسر شكون يجبرو