-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بوقادوم التقى وزير خارجية أبو ظبي 3 مرات خلال أسبوعين

هل تقود الجزائر “وساطة” بين تركيا والإمارات؟

محمد مسلم
  • 4371
  • 12
هل تقود الجزائر “وساطة” بين تركيا والإمارات؟
ح.م

تقاطعت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للجزائر في يومها الثاني مع زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.. فهل الأمر مجرد مصادفة، أم أن المسألة محسوبة؟

بعض الأوساط تتحدث عن وجود وساطة جزائرية بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، لجسر الهوة بين البلدين، والتي وصلت أوجّها خلال الأشهر القليلة الأخيرة، بل إن الأمور تكاد تصل درجة المواجهة العسكرية بين البلدين على الأرض الليبية.

ليس هناك معلومات رسمية، لأن المبادرات من هذا القبيل عادة ما تتم في كنف السرية والكتمان، خوفا من دخول أطراف تستهدف عرقلتها، لكن هناك الكثير من المؤشرات التي تصب في صالح هذه المبادرة لعدة اعتبارات.

أولها أن الدبلوماسية الجزائرية تبحث عن دور يعيدها إلى الواجهة بعد سنوات من التغييب الممنهج، بسبب ممارسات النظام في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الذي ربط الآلة الدبلوماسية بمؤسسة الرئاسة، بينما هو يعاني من مرض أقعده على كرسي متحرك، الأمر الذي شلها عن أداء الدور المنوط بها.

أما الأمر الثاني فهو مرتبط بالأزمة الليبية وتداعياتها على أمن البلاد، فالسلطات الجزائرية تدرك أن حصول التقارب بين تركيا والإمارات العربية، من شأنه أن يساعد على وقف الاقتتال في الجارة الشرقية، التي تعاني من أزمة أمنية تجاوزت حدودها على دول الجوار وباتت تشكل قلق المجموعة الدولية برمتها.

وتدرك الجزائر أن نجاح مسعاها هذا، كمن يسقط أكثر من عصفور بحجر واحد، أي إعادة الدفء للعلاقات بين أنقرة وأبو ظبي من جهة، ومن جهة ثانية، حلحلة الأزمة الليبية التي شهدت عودة أصوات المدافع بعد نحو أسبوعين فقط من توقفها.

المؤشر الآخر الذي يصب في هذا الاتجاه، هو تأكيد وزير الخارجية الإماراتي خلال الندوة الصحفية التي نشطها رفقة نظيره الجزائري صبري بوقادوم، أنه التقى وزير الخارجية الجزائري ثلاث مرات في أقل من أسبوعين، الأولى كانت خلال زيارة بوقادوم إلى الإمارات العربية، والثانية على هامش مؤتمر برلين حول ليبيا، والثالثة أمس خلال زيارة عبد الله بن زايد إلى الجزائر.

وتملك الجزائر علاقات متينة مع كل من تركيا والإمارات، فاستثمارات أنقرة في الجزائر وصلت مستويات قياسية، وهي متواجدة في كل قطاعات النشاط الاقتصادي تقريبا، وخاصة على صعيد السكن والأشغال العمومية، والحديد (مجمع توسيالي بوهران)، والنسيج بغليزان.. أما الإمارات وإن كانت استثماراتها أقل، إلا أنها تمس قطاعا حساسا وهو الصناعة العسكرية، من خلال مصنع تيارت، كل هذا يؤهل الجزائر لأن تلعب هذا الدور.

وعلى الرغم من الجوانب الإيجابية التي تصب في صالح إنجاح مسعى الجزائر في الصلح بين الإمارات وتركيا، إلا أن وجود أكثر من لاعب في الأزمة الليبية، من شأنه أن يجعل القضية أعقد مما يتوقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • معلق جزائري

    هل تقود الجزائر “وساطة” بين تركيا والإمارات؟

    هذا سبب الزياة التي قام بها وزير خارجية الإيمارات الى الجزائر .

  • الشيخ عقبة

    (هل تقود الجزائر “وساطة” بين تركيا والإمارات؟ ) نعم بالإمكان وبسهولة إن توفرت النية الصادقة لدي الطرفين فقد سبق للجزائر أن قامت بالوساطة بين إيران وأمريكا في قضية احتجاز الرهائن الأمريكيين وتجحت مع أنها دفعت الثمن غاليا وهو إسقاط الطائرة المقلة للمرحوم محمد الصديق بن يحيا وزير الخارجية من طرف صدام بمناسبة مساعي الخير بين إيران والعراق ، من سمات الشعب الجزائري الصدق والوفاء لمبادئء أجداده الميامين الذين يسعون دوما لإحلال السلم والأمان بين الشعوب ( كل من سار على درب الخير وصل ) .

  • tabtab

    الامارات لا تتحرك الا بايعاز من أمها السعودية وبالتالي فعلى من يريد وساطة فعليه أن يتصل بالسعوديين الذين هم من يمثلون بل يقودون القطب الخليجي الذي يتكون من : السعودية والامارات والبحرين وعمان ... في مقابل القطب التركي الاخواني : توركيا وقطر وكذلك ايران وحلفائها في المنطقة

  • TADAZ TABRAZ

    أينما حلت توركيا وأينما حل الخليجيين حلت الكوارث وبالجملة والأدلة لا تعد ولا تحصى ويكفي أن نضرب المثل بسوريا التي تدمر بأموال الامارات والسعودية ... وبجهاديين قدموا من مختلق بقاع العالم بمباركة من توركيا التي فتحت لهم حدودها للعبور نحو سوريا ناهيك عن انتهاك سيادة هذا البلد من قبل جيوش أوردوقان لغزو شمال سوريا مستغلا الفوضى المتفشية فيها

  • جزائر العجائب

    هل تقود الجزائر “وساطة” بين تركيا والإمارات؟... لا وساطة ولا هم يحزنون فالامارات وتوركيا يتواجدان في قطبين يتناحرين في عدة مواقع بالوكالة : في سوريا وليبيا وتونس .... ولأن مصالحهما واديولوجيتهما تنناقض فكل منهما يحاول تقوية قطبه باستمالة اكبر عدد ممكن من الدول لصالحه ولصالح أجنداته الجهنمية

  • سعيد

    "بين تركيا والإمارات" ومنذ يوم أو يومين "بين تركيا ومصر" ! ما هذا ؟ عندنا ما يشغلنا وهم ليسوا بحاجة لنا. لماذا هذا الكلام ؟

  • alilao

    الإمارات تدعم صفقة القرن... أصدقاؤها معروفون.

  • أرض الشهداء

    اظن أن التحليل خاطئ فالإمارات انخرطت في مسار غير المسار الذي تنتهجه تركيا ، فدولة آل ناقص تصهينت و اصبحت عقبة كبيرة في تخلص الشعوب العربية من من الإستبداد فقط يوم أمس كانت حاضرة إضافة الى عمان والبحرين الى قمة ترمب ونتنياهو لإعلان صفقة القرن لتمزيق الشعب الفلسطيني وطحنه ولقد شاهدنا على القنوات المديح الذي كاله كل من ترمب ونتنياهو للمتصيهينين العرب الحاضرين معهم ، فاخشى ما نخشاه ان تكون دويلة المؤمرات العبرية تسعى لضم الجزائر لتكتلها الذي يحارب ارادة الشعوب للإرتقاء الى الديمقراطية فهي تخشى ان تنجح أية تجربة عربية فتكون سببا للإنتشار في جميع الأقطار العربية وهذا لا يخدم المستبدين

  • كمال

    ليست هناك أي وسطات بين تركيا والامارات لأن الامارات اهدافها واضحة وتركيا اهدافها ايضا واضحة الامارات تريد أخضاع دول شمال افريقيا لسياستها وتركيا تريد ان تجد اسواق ونفود في نفس المنطقة أي تحويل كل ما كان في الشرق الاوسط الى شمال افريقيا طيب لمادا هذا التجول من الشرق الى الغرب لالهاء المنطقة عما يدور هناك من تحولات صفقة القرن الصراع مع إيران والمشكل القطري الخليجي زاءد ايجاد مخرج للنظام السوري كل هده الأحداث يختلف حولها دول المغرب العربي الاقضيتين اتنتين عدم التدخل في ليبيا دول المغرب العربي موحدة حوله والقضية الفلسطينية ابصا شعوب المنطقة ملتفة حولها

  • Alo Borto

    فقط أولئك الذين لديهم العديد من الأعداء يزيدون من فرص بقائهم على قيد الحياة.
    الكثير من الأعداء الكثير من الديمقراطية حان الوقت يابلادي.

  • hmz

    السؤال المطروح فعلا .. هل سنقود الجزائر وساطة بين الجزائر و الجزائر

  • sss

    تحليل خاطئ. كلا البلدين لهما سياسات بأهداف مستقبلية لا ترضى بوجود الطرف الثاني. الإمارات لا تحتاج لدعم الجزائر لأنها تقوم بتحقيق أهدافها دون الرجوع إلى أي طرف كان. مثلما تفعل أمريكا و غيرها من الدول الكبرى. لا تحاولوا اقناعنا بأن كثرة الزيارات الدبلوماسية هذه الأيام ترجع لقوة مكانة الجزائر في الساحة الدولية. الساحة الدولية صارت لا تتبع لا قوانين مجلس الأمن ولا غيرها. كل من يقدر على ضعيف، يهجم عليه. سأقتنع بالقوة الدبلوماسية لما يصير لجواز السفر الجزائري مرتبة متقدمة بين الأمم مثلما تفعل الدبلوماسية الإماراتية التي جعلته أوّل جواز سفر.