الرأي

هو الأجدر

ح.م

قدّرت عاليا وثمنت غاليا استقبال الأخ الرئيس عبد المجيد تبون الأخ عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، “خير جمعية أخرجت للناس”، تامر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعادي فرنسا الصليبية التي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، وقد دلّ استقبال الرئيس لـ”الرئيس” على خلق نبيل.

لقد كانت “الجمعية” في العهد المشئوم في “قائمة المغضوب عليهم”، ولكنها لم تكن من “الضالين”، لأنها أبت عليها مروءتها ودينها وشرفها أن “تزكي” من نعرف، ورفضت أن “ترقص” في “حضرة الطرقية السياسية”، التي كان ينشطها بعض من آتاهم الله آياته فانسلخوا منها، وأخلدوا إلى الأرض فغووا وهووا، ويا ضيعة الدين والمروءة والعمائم.

قرأت أن السيد رئيس الجمعية اقترح – فيما اقترح – على السيد الرئيس إطلاق اسم عالم جزائري على “الجامع الأعظم” “لغرض تخليد وتكريم علماء الأمة الجزائرية”. (الشروق 19-1-2020. ص3).

لقد أهمني أمر تسمية “الجامع الأعظم”، فكتبت مرتين في “العهد المشئوم” داعيا إلى إطلاق إسم “الإمام محمد البشير الإبراهيمي” على هذا الجامع، وقد دفعني إلى ذلك ثلاثة أمور هي:

* “تشويشا” على ما بدأ المتملقون يسرّبونه بإطلاق إسم (……) على هذا الجامع، لا اقتناعا ولكن “اعتلافا”، قدوتهم في ذلك “… اليمن”، و”…. تونس”، و”…… المغرب الأقصى”.. والحمد لله ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما بينهما أن الله – عز وجل – “أفسد” عمل المفسدين..

* استبحار علم الإمام الإبراهيمي، ما يجادل في ذلك إلا الجاهلون، و”الجاهلون لأهل العلم أعداء”، وما يمارى في ذلك إلا الحاسدون، الذين “يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله”، واكتفي بإيراد شهادتين لعالمين جزائريين هما محل إكبار وتقدير جميع الجزائريين صالحهم وطالحهم، برّهم وفاجرهم، وهما الإمام عبد الحميد بن باديس، الذي أطلق على الإمام الإبراهيمي إسم “فخر علماء الجزائر”، لا تعصّبا وتحيزا بالباطل، ولكن اعترافا بالفضل وإقرارا للحقيقة، وثاني الاثنين هو الإمام أبو يعلى الزواوي، مفتي جمعية العلماء، الذي أطلق على الإمام الإبراهيمي إسم “الزمخشري ذاتا، وصفة، وفصاحة، ولغة”. (البصائر 27 نوفمبر 1936 ص2).

وأهل الذكر والفكر يعرفون من هو الزمخشري الذي قيل فيه “لولا الكوسج الأعرج لبقي القرآن بكرا”.. ومن كان من الممترين فليلق نظرة على “الكشاف”.

وأعزز بثالث وهو الشيخ محمد العيد آل خليفة، وهو من هو في التصوف السني، الذي وصف الإمام الإبراهيمي بـ”الصوفي السلفي” (البصائر 8/8/1947. ص6).

* جهاد الإمام الإبراهيمي، وبلاؤه الحسن، ووطنيته التي “لا شية فيها”، التي ينكرها الفجار، ويعترف بها الأبرار، ويشهد بها الأعداء.. فإن أطلق إسم الإمام محمد البشير الإبراهيمي على الجامع الأعظم كان “تكفيرا” عما أرتكبه “السفهاء” في حق هذا الرجل العالم المجاهد، الذي جعله الله “علّامة الجزائر وعلامتها”.

مقالات ذات صلة