..وأسقطت غزة كل الشوارع؟!

يمثل تكسير الشارع الجزائري لحظر المسيرات السلمية في الشارع نتيجة طبيعية لتوالي صور القتل والدمار التي تواصل الهمجية الصهيونية إنتاجها منذ حوالي أسبوع في قطاع غزة

• كما أن السقوط الشرعي للشارع في أحضان المتعاطفين مع سكان غزة بالعاصمة وغيرها من المدن، يجعلنا نقول مرة أخرى أن مبررات المنع بسبب حالة الطوارئ هي مبرّرات سخيفة، لا يمكن قبولها وتفسيرها إلاّ باستمرار تخوف الدوائر الرسمية من الفلتان الأمني الذي تحول إلى فزاعة، ومن الوضع الاجتماعي المقلق الذي أضحى قنبلة موقوتة، علما أن هذا الشارع الجزائري ليس أقل وطنية ولا تعقلا من الشوارع العربية الأخرى التي أضحى حرق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية في الساحات العمومية متنفسا كبيرا لها في ظل سنّ اليأس الجماعي الذي بلغته الأنظمة الرسمية من المحيط إلى الخليج.
• التعامل بإيجابية مع أحاسيس المواطنين المجروحة ونفوسهم المكتئبة جراء ما يقع من تقتيل وتدمير، هو أمر طبيعي ومتوقع، ذلك أنه لا يوجد ما هو “أمرّ” من هذا الوضع العربي لكي تتحرك جميع الشوارع تعبيرا عن التقزز منه. كما أنّ المساندة داخل القاعات المكيّفة وبعيدا عن كاميرات الفضائيات العربية بسبب رفض النظام الترخيص لها بالعمل في الجزائر، لا يعتبر كافيا لنقول لسكان غزة أننا كنا معكم خلال زمن المحنة التي لا نعرف إن كانت ستستمر أياما أو شهورا؟!
• رحم الله أسد فلسطين الشهيد نزار ريان الذي قضى أمس الأول رفقة 13 فردا من عائلته، كم كان واقعيا جدا وهو يقول للمسلمين والعرب ساعات فقط قبل اغتياله بأنه “لا لوم عليهم”، فالفلسطينيون لا ينتظرون منا شيئا سوى الخروج للشارع، وبرفع أكفنا للدعاء، ذلك أننا استنفدنا كعرب كل الأسلحة ولم يعد متبقيا لنا سوى الأصوات، بعضها يصدح بالحق وبعضها الآخر من أنكر الأصوات؟!..