-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صور بسبع ولايات ودخل مرحلة ما بعد الإنتاج سعيد خطيبي:

وثائقي “ثورة البراح” يحتفي بشعراء الملحون ويؤرخ للهوية الفنية في الجزائر

زهية منصر
  • 624
  • 0
وثائقي “ثورة البراح” يحتفي بشعراء الملحون ويؤرخ للهوية الفنية في الجزائر
ح.م

يتواجد فيلم “ثورة البراح” في مرحلة ما بعد الإنتاج. ومن المنتظر، أن يكون هذا الوثائقي، الذي تولى إخراجه حكيم محمدي، جاهزا للعرض شهر جويلية المقبل، تزامنا مع اختتام برامج ستينية الاستقلال، حيث يعتبر فيلم ثورة البراح، من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما وسيناريو الكاتب سعيد خطيبي، من الأفلام التي دعمتها وزارة الثقافة، في إطار مشاريع الستينية.
ويتناول الفيلم صورة البراح كمؤرخ للذاكرة الشعبية، ودوره في الأحداث الوطنية، حيث يجري تصوير هذا الشريط الذي يقع في 52 دقيقة في عدة مناطق من الوطن منها البيض، مستغانم، سعيدة، وهران، برج بوعريريج، أولادجلال، الجزائر العاصمة.
وقال كاتب السيناريو، سعيد خطيبي، إن فيلمه “ثورة البراح”، هو رحلة في الذاكرة الفنية التاريخية للجزائر، حيث ينطلق العمل بحسب كاتبه، “من الوجه الجمالي للجزائر، في توثيق التّقلبات التّاريخية والسياسية التي عرفتها البلاد منذ 1830 إلى غاية السّنوات الأولى التي تلت الاستقلال، ويصغي إلى شخصيات المجتمع العميق، إلى البرّاح في الأسواق الشّعبية، إلى شعراء الملحون، ويستقرئ تشكّلات الهوية الفنية في الجزائر، وكيف كان الفنّ بديلاً عن السّياسة في الحفاظ على الذّاكرة الجمعية”.
ويأتي فيلم “ثورة البراح” ليدعم موقع هذه الشخصية في الثّقافة الشّعبية، فهو الحاضر على الدوام في المناسبات الدينية والعائلية، وفي مواسم الأفراح واللقاءات الجماعية.
وقال خطيبي إن شخصية البراح يعود تاريخه إلى مسرح الحلقة، وتتقاطع مساراته مع مسارات الشّعر الملحون. إذ لا يقتصر دور البرّاح على الفرجة وعلى الشقّ الاحتفالي، فهو أيضاً مؤرّخ شفوي، لعب دوراً مهمّاً في حفظ وأرشفة مآثر تاريخ الجزائر، في سرد القصص والحكايات عن المعارك زمن الثّورات الشّعبية. كان شاهداً، ويصوغ شهاداته في أشعار ممسرحة، في قصائد موزونة، وفي سردية شعرية عما جرى، كي تستمرّ صلة الأجيال الجديدة مع مناقب السّابقين. إن «البرّاح» جزء من الذّاكرة الوطنية، وهو وسيط في توثيق تاريخ المقاومة الجزائرية ضدّ الاحتلال الفرنسي”.
وكشف السعيد خطيبي أنه كتب هذا الفيلم منذ سنوات، وبقي حبيس الأدراج، و”لم يعرف طريقه إلى النور. كان يجب أن يتغيّر القائمون على السينما، ويأتي أشخاص آخرون يتعاملون مع الفن كفن، في احترام للمنجز الفني للأجيال الفائتة، وليس كخطاب سياسي في خدمة طرف على حساب آخر”.
ويجري حاليا التصوير بسبع ولايات (سعيدة، البيض، وهران، بسكرة، أولاد جلال، برج بوعريريج، مستغانم)، “من أجل الإحاطة بجزئيات الثقافة الشعبية في كلّ منطقة من مناطق البلاد”.
من جهة أخرى، أفاد كاتب الفيلم بأن المخرج الشاب عبد الحكيم محمدي، الذي “قام أيضاً بمهام التّنسيق مع الإنتاج يقوم بجهود جبارة”، لتذليل الصعوبات التي تواجه فريق العمل مع مسؤول المونتاج، في إتمام فيلم وتجاوز المشاكل “التي واجهتنا مع الجهة المنتجة، وما كدنا أن نتعرّض له من رقابة غير مبرّرة، تسيء للفنّ الجزائري”. ونحن الآن في مرحلة ما بعد الإنتاج”.
وقال سعيد خطيبي إن فيلم ثورة البراح هو الأول من نوعه الذي “يتجّه صوب هامش الهامش، يحتفي بالمسكوت عنه، بالبرّاحين وبشيوخ الملحون. من أجل النّظر إلى الجزائر نظرة مختلفة، نظرة فنية تحتفي بالهامش والمسكوت عنه “بدرجة عالية من الاحترافية”، وبالمقابل، فإن الأعمال الإدارية استهلكت جزءا هاما.
من جهته، أوضح مدير شركة فوطو ميديا، المنتج المنفذ خالد شنة، أن فيلم “ثورة البراح” هو أول عمل مدعوم يخوضه بصفته منتجا منفذا، من خلال شركة فوتو ميديا، وبقد ما كانت هذه الميزة الإيجابية وخاصة من ناحية التغطية المالية، لكنها أيضا تحمل جوانب سلبية من ناحية أخرى، لأنها تفرض جملة من الشروط الإدارية على حساب اهتمامات المنتج المنفذ الفنية التي هي المحور الأهم في تجربته، ومع ذلك، فقد نجحت إلى حد كبير ـ رفقة زملائي في الشركة ـ في وضع خطط مكتوبة في تنفيذ مشروع فيلم.
وأضاف المتحدث أنه “حاول بأقصى قدر من الجهد تنظيم العلاقات ما بين شركاء المشروع، وهي المعادلة التي نناضل بقوة ـ حتى الآن ـ من أجل التوفيق بين أطرافها، رغم بعض الصعوبات التي تواجهنا، وأغلبها كانت متوقعة بالنسبة لنا، غير أننا نرغب في التقليل من هذه الصعوبات وذلك بإلزام أنفسنا على العمل بالقدر الممكن من الاحترافية، وهذا أمر في غاية التعقيد بسبب غموض القوانين وتصلّبها، في مجال الإنتاج السينمائي، مؤكدا في السياق ذاته حرصه على تنفيذ المشروع في شقه الفني باحترافية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!