-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جرفته المياه مسافة أربعة كيلومترات

وفاة طفل غرقا جراء فيضان وادي “ماقضة” بمعسكر

قادة مزيلة
  • 372
  • 0
وفاة طفل غرقا جراء فيضان وادي “ماقضة” بمعسكر

شاء القدر أن لا تغيب شمس يوم الاثنين حتى تكون عائلة “حناش” قد فقدت فلذة كبدها الطفل هارون البالغ من العمر ست سنوات، الذي قضى غرقا في وادي “ماقضة” ببلدية غريس في ولاية معسكر، إثر السيول التي اجتاحت المنطقة في أعقاب الأمطار الرعدية التي تهاطلت على المنطقة مساء يوم الاثنين.
عائلة “حناش” التي تقطن بدوار أولاد لعرج، وهي منطقة ليست ببعيدة عن المزازغة سوى بنحو كيلومترين عن الطريق الولائي الرابط بين غريس وماقضة، فقدت الابن هارون الذي يزاول دراسته في السنة الأولى ابتدائي، فقد أنهى فصلا دراسيا بنجاح على أمل العودة وإنهاء السنة الدراسية بتفوق إلى جانب إخوته وأقرانه.
يقول والد هارون السيد لعرج متحدثا لـ”الشروق”، إنه كان بمدينة غريس يقضي شؤونه المنزلية إلى أن حانت الساعة الثالثة بعد الزوال، عندما هاتفه أحدهم ليخبره أن ابنه هارون قد جرفته مياه الوادي القريب من المسكن، حيث التحق بالعائلة أين وجد بقية الأفراد والجيران والأقارب قد باشروا حملة بحث لمدة طويلة في الوادي، إلى أن باءت محاولاتهم بالفشل اعتبارا من أن الأمطار كانت تتساقط بغزارة ومنسوب الوادي زاد ارتفاعا، وصاحبته تساقطات لحبات برد كبيرة، ما جعل العائلة تستنجد بالحماية المدنية وإبلاغها بالحادثة.
يقول أحد أعمام هارون، أن الأخير لم يكن وحيدا وقت سقوطه، فقد كان رفقة ابن عمه وقت جريان الوادي بسرعة مفاجأة، حينها حاول الطفلان الخروج من مسار الوادي، غير أن هارون لم يتمكّن من ذلك، خاصة وأنه بدين نسبيا مقارنة برفيقه الذي نجا لخفته، وهو الذي أخبر عن تفاصيل ما حصل لابن عمه. وقد باشرت عناصر الحماية المدنية لغريس مدعمة بالوحدة الرئيسية وفرقة الغطاسين وفرقة البحث في الأماكن الوعرة تحت إشراف مباشر من المدير الولائي وقيادة والي الولاية، فريد محمدي، الذي تنقل إلى عين المكان، حملة بحث كبيرة امتدت لسبع ساعات من وقت إبلاغها في السادسة مساء إلى غاية منتصف الليل و40 دقيقة، رافقهم فيها عدد من المواطنين، انتهت بإخراج جثة هارون ميتا على بعد أربعة كيلومترات من مكان سقوطه. وخلال الساعات السبع التي كان فيها الجميع منهمكا في البحث، كانت أعين جميع أفراد العائلة شاخصة ومتابعة لحركات رجال الحماية المدنية علهم يلتقطون منهم خبرا مفرحا يؤكد العثور على الطفل حيا، فقد كانت الآمال معلقة على غصن شجرة أو صخرة قد تتلقف الطفل وتحول دون بلوغه لمواقع منخفضة، وعلى تلك الحال، كان “لعرج” والد “هارون”، الذي فوض أمره لله.
تتبع المواطنون والأهالي خطوات رجال الحماية المدنية والدرك الوطني وهم يمشطون الوادي، إلى أن حانت دقيقة الخبر الذي لم يكن يرغب كل من كان في المكان سماعه، كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل و40 دقيقة عندما أعلن ضابط الحماية المدنية خبر عثور رجاله على الطفل ميتا بمكان بعيد عن السكن بحوالي أربعة كيلومترات، هي لحظات صعبة جعلت أغلب أفراد العائلة يجهشون بالبكاء، بينما بقي آخرون تحت وقع الصدمة لهول ما أصاب منطقتهم الريفية الهادئة التي لم يسبق أن سجلت من قبل أي حوادث من هذا الحجم. في العاشرة ليلا، تنقل والي معسكر والسلطات المحلية والأمنية لدائرة غريس إلى عين المكان حيث وقف على جاهزية عناصر الحماية المدنية وعملهم في البحث بعد أن تلقى شروحات عن الحادثة، والكيفية التي تمت بها عملية تمشيط الوادي، والوقفة نفسها كانت لمواساة أفراد العائلة في مصابها.
مواطنو دوار أولاد لعرج بالمزازغة استغلوا فرصة وجود الوالي بينهم ليطرحوا عليه مشكل الوادي القريب منهم، الذي يفيض كل مرة تتساقط فيها الأمطار بغزارة، حيث تتقطع بهم السبل ويبقوا محاصرين إلى غاية انخفاض منسوب الوادي، كما أبرزوا خطره على أبنائهم وماشيتهم. الوالي استمع لانشغالات المواطنين وأكد دراسته لهذا الطلب من الجانب التقني، لاتخاذ قرار مناسب بخصوص الوادي. وشهدت بعض بلديات ولاية معسكر، خاصة الجنوبية منها، تهاطلا كثيفا لأمطار رعدية ظهر أثرها بسرعة على سطح الأرض بسبب غزارتها، خاصة وأنها كانت مصحوبة بتساقط حبات برد ذات حجم كبير، أدت إلى أضرار بليغة بالمركبات وزجاج نوافذ المساكن والمساجد. وذكرت الحماية المدنية لولاية معسكر في بيان لها أمس، أنها سجلت تدخلات بعدة مناطق بالولاية، ومن ذلك تسجيل عشرة تدخلات بقرية الزوانب ببلدية فروحة، حيث قامت عناصر الحماية المدنية لوادي التاغية بامتصاص المياه من داخل هذه البيوت الواقعة بالمجمع السكني المسمى بالبحيرة. كما تدخلت عناصرها رفقة فرقة البحث في الأماكن الوعرة على مستوى الطريق الولائي الرابط بين عين فكان وقرجوم أين تم إبعاد ثماني مركبات وشاحنة عن الخطر، بعدما غمرتها المياه. أما ببلدية هاشم، فقد قامت عناصر وحدة وادي الأبطال بإزالة الخطر عن سيارة كانت عالقة بواد في قرية عين منصور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!