-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وقت أذان الفجر.. إلى متى يثار حوله الخلاف؟

سلطان بركاني
  • 9369
  • 0
وقت أذان الفجر.. إلى متى يثار حوله الخلاف؟

تشهد كثير من مساجد الجزائر جدلا متواصلا حول وقت صلاة الصّبح، يحتدم في بعض المساجد مع تراجع وقت هذه الصّلاة في فصلي الربيع والصّيف، ليُنشب خلافات بين المصلّين وبين المصلّين والأئمّة والقيّمين، وربّما يقع الخلاف بين الأئمّة والقيّمين، في بعض الحالات التي يكون فيها القيّم أو الإمام منتميا إلى التيار “المدخليّ”، حيث يصرّ أتباع هذا التيار على أنّ الأذان الثّاني لصلاة الفجر يُرفع قبل دخول الوقت بمدّة تتراوح بين 10 دقائق و20 دقيقة!.

مساجد كثيرة يشرف عليها أئمّة “مدخليون”، يتعمّدون تأخير وقت إقامة الصّلاة 20 دقيقة كاملة بعد الأذان الثاني للصّبح، ومساجد أخرى يلجأ فيها المؤذّنون والقيّمون المنتمون إلى التيار “المدخليّ” إلى التهرّب من رفع أذان الصّبح الذي يرون أنّ الرّزنامة التي تعدّها وزارة الشّؤون الدينيّة تقدّم وقته بأكثر من 10 دقائق، وبالتالي، فكلّ من يرفع الأذان في ذلك الوقت، فهو –في موازينهم- يتحمّل وزر من يصلّي صلاة الصّبح قبل وقتها! وربّما يتعمّد المؤذّن أو القيّم “المدخليّ” اختلاق الأعذار والمبرّرات، ليتملّص من حضور صلاة الفجر ورفع الأذان، وربّما يأتي مسبوقا، وربّما يحضر بعد انصراف المصلّين! مع أنّ الأمر في هذه المسألة أوسع وأرحب من أن تنشب لأجله مثل هذه الخلافات، ويشكّك في صحّة صلاة ملايين الجزائريين، لأنّ التّبكير بصلاة الصّبح والتّغليس بها ثابت من فعل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها “أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس، فتنصرف نساء المؤمنين لا يُعرفن من الغلس، أو لا يعرف بعضهن بعضا”. فإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ نبيّ الهدى عليه الصّلاة والسّلام كان يطيل في صلاة الفجر ما لا يطيل في غيرها، وكان يقرأ فيها بطوال المفصّل (من “ق” إلى “المرسلات”)، وربّما قرأ سورة “السّجدة” كاملة في ركعة واحدة، فإنّنا سندرك لا محالة أنّ الأذان يُرفع في وقت متقدّم.

أمّا من الناحية العلمية، فإنّ المراكز العلمية العالمية تقرّر بأنّ ظهور أوّل خيوط الفجر يبدأ عندما يكون مركز الشّمس 18 درجة تحت الأفق، وهو الوقت المعتمد عندنا في الجزائر وفي أكثر الدول الإسلاميّة كوقت لرفع أذان الصّبح؛ ففي تقرير لمرصد البحرية الأمريكية في واشنطن، نقلته مجلّة الأزهر في جزئها العاشر لسنة 1997م، وردت هذه الإشارة لوقت الفجر: “يعتبر الظّلام التام منتهيا في الصّباح عندما يكون مركز الشّمس هندسيا بـ18 درجة تحت الأفق، ومهما يكن ففي ذلك الوقت يكون النّور باهتا، لدرجة كبيرة لا يدرك معها بالحسّ، وهكذا فإنّ الوقتين في الصّباح والمساء، قد تمّ الاصطلاح على تعريفها كبدء فجر الصّباح وانتهاء شفق المساء، ولكن لفترة كبيرة بعد البدء في الصّباح وقبل الانتهاء في المساء، يكون النّور باهتا لدرجة كبيرة لا يدرك معها بالحسّ”.

نعم، قد أشارت بعض مراكز الأبحاث إلى أنّ ضوء الفجر يبدو واضحا جليا عندما يكون مركز الشّمس تحت الأفق بدرجة 16,30، أي بعد الوقت الأوّل بحوالي 13 دقيقة، ولكنّ هذا لا ينفي وجود خيوط الفجر قبل ذلك، ولو لم تكن واضحة، واعتماد التقدير الفلكيّ إن لم يكن محمودا، فلن يكون مذموما إلى الحدّ الذي تبطل معه الصّلاة، ويُفتى معه بوجوب إعادتها، ويُشاقّ الأئمّة الذين يقيمون الصّلاة بعد 10 دقائق أو ربع ساعة من الأذان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!