-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ندوة "تسريد المقاومة الفلسطينية في الرواية العربية"

وقفة عند حضور القضية الفلسطينية في الإبداع العربي وتطوراتها

زهية منصر
  • 302
  • 0
وقفة عند حضور القضية الفلسطينية في الإبداع العربي وتطوراتها
ح.م

تطرقت ندوة “تسريد المقاومة الفلسطينية في الرواية العربية” إلى تمثل الكتاب العرب لهذه القضية في مختلف إبداعاتهم، حيث ركزت الندوة التي نشطتها كل من الناقدة آمنة بلعلى من جامعة تيزي وزو، والدكتورة انشراح سعيدي من جامعة الجزائر، والروائية عائشة بنور التي تحدثت عن روايتها “نساء في الجحيم”.
ولدى تطرقها لموضوع الندوة المنعقدة في إطار الفعاليات الثقافية المرافقة للمعرض، قالت أمنة بلعلى إن تسريد القضية الفلسطينية من طرف المبدعين العرب بدأ منذ ثلاثينات القرن الماضي، منذ ثورة عز الدين القسام والنكبة وما تخللها من تهجير.
وقالت بلعلى إنه خلال هذه الفترة كان الكتاب الفلسطينيين يعيشون ويكتبون المقاومة، على غرار غسان كنفاني الذي كتب “رجال تحت الشمس” و”عائد إلى حيفة”، وفي نفس الوقت، كان مقاوما انتهت حياته بالاغتيال، ولكن خلال هذه الفترة، ظلت القضية أكبر من نصوصها، فظلت الكتابة عن القضية بوعي مؤجلا إلى غاية الثمانينات، حيث بدأ الحديث عن التهجير والوجع الفلسطيني شعرا ورواية، وقد كان الكتاب الفلسطينيون أكثر من تحدث عن القضية، من منطلق أن صاحب القضية هو الأقدر على الحديث عنها والأكثر استيعابا لها.
من جهة أخرى، فرقت المحاضرة بين الكتاب العرب ممن كتب عن القضية الفلسطينية عن نظرائهم الغربيين، والذين يقفون وراء الحياد الذي يروج لصراع الحق مع الحق، ولكن الأنساق المضمرة تظهر وراء هذا الحياد موقفا ينتصر للكيان الصهيوني.
وفي سياق حديثها عن الأمثلة للروايات التي تحدثت عن القضية الفلسطينية، قالت آمنة بلعلى إن رواية عز الدين ميهوبي الأخيرة “سيرة الأفعي”، رواية مختلفة تماما وفريدة من نوعها من بين الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية، لأنها أول رواية تحاول تفكيك بينة العقل اليهودي وتحطم تلك الأسطورة حول تفوق العقل اليهود من خلال قصة بطة تعمل على الانخراط في المجتمع اليهودي وتحاول تفكيكه لتظهر الرواية أن هذا العقل جبان وتلفيقي واحتيالي.
وفي نفس السياق، عرجت الدكتورة انشراح سعيدي من جامعة الجزائر في مداخلتها على المراحل التي عرفها تسريد القضية الفلسطينية، واستعادتها أدبيا منذ إميل حبيبي وغسان كنفاني، وهي ما سمتها بكتابات الصدمة التي سردت الوجع الفلسطيني ثم ظهرت الكتابات التي تناولت القضية ما بعد حرب 1967، وهي الكتابات التي بدأت تستوعب بوعي التيه الفلسطيني، ومارست جلد الذات ثم الكتابات التي تناولت الصراع الفلسطيني الفلسطيني ولعل روايات سحر خليفة أفضل ما مثل هذه المرحلة إضافة إلى رواية أدهم الشرقاوي “نطفة”.
كما عرجت الدكتورة سعيدي على نموذجين في الجزائر، هما رواية واسيني الأعرج “سوناتا لأشباح القدس” ورواية “الصدمة” لياسمينة خضرا ونموذج آخر للتونسية حفيظة قارة.
وفي السياق ذاته، تطرقت الكاتبة عائشة بنور إلى رويتها “نساء في الجحيم”، التي تحدثت عن نساء عكا والصراع من أجل البقاء ومقاومة المرأة الفلسطينية في السجون الإسرائيلية. كما أشارت المتحدثة إلى وجود صلة وجدانية بين الجزائر وفلسطين، فالتاريخ لا ينسى ما عاناه الشعب الجزائري من وحشية الاستعمار الفرنسي، والقاسم المشترك بين الشعبين هو المعاناة وعدم التفريط بالأرض، وبطبيعة الحال قضية فلسطين لا جدال فيها، القضية الفلسطينية هي القضية الأم مهما كان ولن تُغير القوانين الدولية ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!