ولاة يصدرون تعليمات “صارمة” لتأمين موسم الاصطياف

تنزّه بالكلاب الشرسة، وتسابق الخيول على الشواطئ، وكلاب تستمتع بمياه البحر.. هي ظواهر تعوّدت عليها العائلات، مع دخول كل فصل صيف، في غياب أي حسيب أو رقيب، مع ما يشكله السّلوك من خطورة على المصطافين. وتحرّكت بعض السلطات المحلية مؤخرا، لردع الظاهرة وتوعد المخالفين، على غرار تعليمتي والي ولاية تيبازة ووالي ولاية غليزان.
يشكو كثير من المصطافين، من ظاهرة التنزّه مع حيوانات مفترسة وأليفة على شاطئ البحر، وما يشكله السلوك من خطورة على أطفالهم. فمثلا مع انطلاق موسم صيف 2022، شاهدنا شبابا يصطحبون أحصنتهم إلى شاطئ العقيد عباس والعقيد حواس بدواودة، والمؤسف أن أصحاب الأحصنة كانوا يتسابقون على الشاطئ، تاركين العنان للجياد التي كانت تركض بأقصى سرعتها، مخلفة عاصفة من الرمال المتطايرة على أمتعة المصطافين وعائلاتهم، كما تسببت في هلع وخوف في نفوس الصغار والكبار، بحيث اضطر كثيرون لمغادرة المكان.
ولم يجد الشباب “المتهورون” من يردعهم، لأنهم من أبناء المنطقة، ومتعوّدون على اصطحاب أحصنتهم إلى الشاطئ للاسترزاق منها.

قردة وصقور وكباش بالشواطئ!
وتعرف كثير من الشواطئ، اصطحاب مصطافين لكلابهم الشرسة والأليفة، وحتى لحيوانات أخرى ومنها قردة وصقور وكباش، والمؤسف، أنهم يدخلونها إلى البحر للسباحة.. !!
دون نسيان ظاهرة الألعاب الجماعية على الشّواطئ من كرتي القدم واليد، والتسابق، واستعمال الدرّاجات النارية، و”جيتسكي” والأخيرة تسبّبت في كثير من الحوادث المميتة مؤخرا.
وقرّر ولاة عبر بعض الولايات، تنظيم موسم الاصطياف 2022، عبر إصدار تعليمات هامة، إثر تسجيل شكاوى من المصطافين، وإحصاء مخالفات وتجاوزات التي سجلتها المصالح المعنية، خلال مواسم الاصطياف الماضية، وأثرت على السير الحسن والاستغلال الأمثل للشواطئ المسموحة للسباحة.

الألعاب والرياضات الجماعية.. بشروط
ووقع والي ولاية تيبازة قرارا يمنع ممارسة الألعاب والرياضات الجماعية على الشواطئ، إلا في الأماكن والمساحات المخصّصة لها، مع تحديد السلطات المعنية لشروط وكيفيات وأوقات اللعب، في لوحات توضع في مكان ظاهر.
وتضمن القرار أيضا، إخضاع ممارسة التزحلق لشروط، ومنها ألا يمارس التزحلق على الماء إلا على بعد مسافة 100 متر على الأقل من الساحل، وهذا ابتداء من رواق الانطلاق المعين بعلامات طافية. كما يمنع ممارسة الصيد تحت الماء بجوار الشاطئ، وحظر دخول الدرّاجات النارية الثقيلة والخفيفة والدرّاجات ذات العجلات الثلاث أو الأربع، إلى الساحل قرب المصطافين.
ومع انتشار مظاهر اصطحاب المصطافين للحيوانات كالكلاب والخيول على الشاطئ، منع الوالي أبو بكر الصديق بوستة، هذه المظاهر على اختلاف أشكالها فردية كانت أو جماعية، على السواحل وقت تواجد المصطافين، مع التشديد على كل الهيئات والسلطات المعنية، لمعاقبة المخالفين.

كمامات للكلاب الشرسة في الشوارع
من جهته، أصدرت ولاية غليزان، إجراءات تنظيمية لمنع التجوال بالكلاب الخطيرة والشرسة على مستوى إقليم بلديات الولاية. وبحسب بيان لمديرية التنظيم والشؤون العامة للولاية، تقرر منع اصطحاب الكلاب الخطيرة والشرسة منعا باتا، من التنزه في الأماكن العامة، إذ يجب على أصحاب هذه الكلاب ربطها بسلسلة أو قلادة، ووجوب ارتدائها الكمامة.
وحدّد البيان فصيلة الكلاب المعنية بالقرار ومنها الـ “بيت بول” والكلاب البوليسية والـ دوبيرمان”. كما شدّد القرار على وجوب تلقيح هذه الكلاب ضد داء الكلب، وحيازة مربيها لدفتر التلقيح.
وتعمل مصالح الدرك والأمن، بالولاية، على احترام التدابير المذكورة، مع القضاء على هذه الكلاب في حالة ضبطها خارج سكنات مربيها، بالتنسيق مع مصالح الدائرة والبلدية.

الكلاب في الشارع خطر حتى ولو كانت مدربة
ويؤكد المختص في تربية الكلاب، بلقاسم دواجي لـ ” الشروق “، بأن بعض الكلاب تعتبر خطيرة جدا على المارة في الشارع، حتى ولو كانت مدربة، لأنها تصدر سلوكات غير متوقعة عند رؤيتها للغرباء، وقال ” قد تنبح فجأة على شخص استعدادا للهجوم، أو بسبب قلقها من زحمة الشارع وخوفها من المجهول، وبعضها غير معتادة على الاختلاط بالآخرين فتهاجمهم “.
ويؤكد، بأن الكلب قد يُستفز من رائحة معينة أو حركة معينة ” مثلا من شخص يحدق فيه،، وحتى بنية الشخص الجسدية تستفز بعض الكلاب، مثل طول القامة واللحية، أو طريقة المشي”.