الرأي

ومع ذلك.. سينتصر فريق الأمل

محمد سليم قلالة
  • 4267
  • 12

دب اليأس في النفوس هذه الأيام، جراء بعض الأخبار غير السارة، جراء خوف البعض من أن تتحول الانتخابات الرئاسية القادمة من فرصة أمل إلى محطة أخرى لليأس. أدت بعض التصريحات لبعض السياسيين إلى مزيد من الإحباط والشعور بالأسى، وكأن بوادر الأمل التي هبت في فترة من الفترات قد بدأت تنطفئ إلى غير رجعة. شعور الناس بأن لا شيء سيتغير يُحطم كل أمل، إحساسهم بأن الانتخابات القادمة لن تكون مناسبة للتجديد ومراجعة الذات والانطلاق ضمن أفق أرحب، إنما ستكون استمرارا لما سبق، يثير الأسى والأحزان..

 هل سنسمح لليأس بأن يتحكم فينا مرة أخرى أم علينا أن نبحث عن فريق الأمل؟ هل يئس كل الرجال والنساء من القيام بفعل ما؟ أم أن هناك من لم ييأسوا بعد؟

ليس من السهل أن لا ييأس الناس، وليس من السهل أن يبقوا صامدين على أمل أن شيئا سيتغير، وهم يرون كل المؤشرات تدل على أن ذلك لن يحدث. ومع ذلك فإنه علينا دوما أن نؤمن أن الأمل أقوى. وأنه إذا كانت سموم صُناع اليأس قاتلة فإن ترياق صناع الأمل أكثر قدرة على الشفاء. نحن الذين نعيش بعيدا عن السرايا، لم نُبتلَ ببريق الحكم، ولا بوهج الجاه والثروة.. نحن الذين اكتوينا بنار العشرية السوداء.. نحن الذين شُردنا أو سُجنّا أو قُتل أولياؤنا أو فُقدوا.. أو تحطمت أملاكنا ومصالحنا أو مرضنا وحتى أُصبنا بالجنون.. نحن الذين نعيش اليوم من جهد عملنا ولا نروم إلا الحلال يدخل جيوبنا أو بيوتنا، نحن الذين نعيش من مداخيلنا الشهرية نعدها عدا، أو من مداخيل فلاحتنا أو صناعتنا أو تجارتنا أو خدماتنا نحسب لها ألف حساب، نحن الذين يهمنا مصير أبنائنا الذين يُتلاعب بهم في المدارس والجامعات، نحن الذين تتفطر قلوبنا على شبابنا الذي ما إن نفتح أمامهم أبواب الأمل إلى أغلقوها ودفعوا بهم نحو اليأس ليفروا من بلدهم هاربين من جحيمهم وكذبهم ونفاقهم، أو لتنطفئ شعلة شبابهم أمام أعينهم وهم ينظرون.. نحن الذين نطمح أن تكون الجزائر نموذجا يُقتدى به في الديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية في التسيير، نحن الذين تَسكننا روح بن بولعيد وعميروش وسي الحواس وبن مهيدي ولطفي وملايين الشهداء الآخرين، نحن الذين نحمل روح التحدي لمنافسة القوى الكبرى، ونملك القدرات لذلك، نحن الذين لا نرى أنفسنا دون الأمريكيين في القوة ولا دون الماليزيين في الإيمان ولا دون الأفارقة في الصبر، ولا دون هؤلاء أو هؤلاء.. نحن أصحاب العزة الشامخة والروح الأبية…

لا أظن بأن الزمرة صانعة اليأس ستحطمنا، لا أظن بأنها ستمنعنا من صناعة فريق الأمل ودعمه والوقوف إلى جانبه، بل إني أقول إنه رغم كل هذا سنصبر وننتصر ومعنا ينتصر فريق الأمل، بإذن الله.

مقالات ذات صلة