الرأي

وهران تخطب الرئيس

عمار يزلي
  • 2811
  • 7

لم تعد وهران كما كانت، ولا حتى كما هي: استبيحت فيها الأشياء، وزرقاء اليمامة عادت “عمياء القمامة”.

فهذه المدينة التي طالما استهوت عبدة الأوثان باسم الأوطان.. وتغنى بها شعراء ومطربو (قلة) الراي.. ومن لا “راي” لهم.. والتي تحولت إلى قبلة للمتاجرة بالمفاجرة، لا يمكنها إلا أن تعود “ملكا” لا مسأجرة..

  حضرت للعودة إلى مدينة، إذا ما دخلتها “تدوخ”! فقد أخرجتني منها “قريش”.. ثاني اثنين.. أنا والوالي الصالح “زوخ”، بحثا عن “أنصار” من عرب ومجوس.. ومساحي الجوخ!.. ومن لا دين لهم ولا ملة.. بعدما فقدت الأمل في إيجاد أتباع من هذه المدينة التي نهبتها قبائل “تبع” والقبائل الظاعنة من بني سليم وأثبج ورياح.. ومعاقيل.. كما نهبت وحطمت القيروان في القرن الـ 11!..

فقد تفاجأت أثناء زيارتي الأخيرة إلى هذه المدينة أثناء “العمرة”.. الأخيرة مع “الصحابي” العليل.. “أتاك الشراك”.. وقبلها أكثر، أثناء حجة الوداع الأولى.. لهول ما أصاب أهلها من نكوص ومسكنة أمام التجاوزات التي مورست ضد مدينتهم: عمرانا وعقارا وأراضي وأملاكا.. وخرابا وسلبا ونهبا.. حاولت أن أستنهض فيهم همة قريش العتيدة بعيدا عن العصبية الجهوية.. ولكنهم ردوا علي بالهتاف والإسفاف. قلت في نفسي.. سأجعل هذه المرة من هذه الزيارة الميمونة.. فتحا مبينا وحجة وداع.. وسأخطب في “الطياطر” أمام مامي (وسأغني معه أيضا..).. بمباركة المثقفين وبعض الجامعيين وباسمهم جميعا ودون أي استثناء.. سيقدمون لي الولاء والطاعة (العمياء).. ويقولون: سمعنا وأطعنا غفرانك سيدنا وإليك المسير!!

وهاهو محرم.. وهاهي عاشوراء التي قتل فيها الحسين.. وهذا أنا ذا أدخل “مكة” فاتحا!.. (فم الكثيرين!).. بالهتاف والزغاريد.. مشفوعة بسلسلة من التدشينات. الفتح كان رائعا..! استقبلني سكان القبلة بقلوب مفتوحة وبعواطف مجروحة.. وبحناجر مبحوحة.. وبأسماء ممسوحة.. وبالعياط من “السطوحة”.. واستقبلني معهم الأغنياء والأغبياء.. والطنوحة.. بالعطور وماء الورد والفوحة.. والمثقفون في الطياطير والفنانون والشيوخة.. والقلايلية والمداحة ومن داخوا عشرين دوخة..! والعمال والعاملات عليها..!.. والسياقات والسائقات.. اللي فيها.. والإداريون والسياسيون.. والبزناسة..! والحماية ورجال الحراسة والحمامجية والكياسة والمستثمرين واللحاسة.. وجناح المصلحين والحماسة والرنديون.. وبعض الفياسة..!

استقبال في منتهى الحفاوة.. والشكاوى.. ومطلبهم بالترشح للرياسة.. تحت أنغام مامي ودرياسة.. للعهدة الرابعة والسادسة.

فرحت أيما فرح.. ورحت أخطب: يا أهل “واه”.. ما عساني فاعل بهذا الاسم دون سواه..؟.. فرد علي البراح “ضيف الله”: خيرا يا مرشح الله!.. أخ كريم وابن أخ كريم!.. فقلت لهم: اذهبوا.. فأنتم المطلّقون!.. (لم يفهموا ما أمرتهم به).. فراح آخر يسألني: نحن نساند ونبايع.. فلم التطليق وهو أبغض الحلال عند الله؟.. فقلت لهم: من دخل لجنة المساندة فهو آمن.. ومن دخل الأرندي فهو آمن.. ومن دخل التحالف الرئاسي فهو آمن.. ومن دخل فيّ بكلمة فلا يأمن مكري إلا القوم الكافرون..

 

وأفيق من الكوشمار الطويل، لتقول لي الزوجة إنه قد ضربني حمار الليل.. وهران تطالب بزيارة الرئيس.

مقالات ذات صلة