-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خطفوا الأضواء في خرجات ميدانية لكشف تقاعس مسؤولين ومقاولين

وُلاّة يخرجون عن المألوف ويكسبون ثقة المواطنين

نادية سليماني
  • 3210
  • 0
وُلاّة يخرجون عن المألوف ويكسبون ثقة المواطنين
أرشيف

كثرت الخرجات الاستطلاعية للولاة، منذ تشديد رئيس الجمهورية على نزولهم إلى الميدان، ومنحهم صلاحيّات أوسع لمباشرة تنمية حقيقية، وتلقّت كثير من هذه الخرجات ثناء من المواطنين، بعدما كشفت المفسدين والمُتلاعبين بالمال العام.. ولقيت فيديوهات العديد من الولاة رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنهم أشهروا سيف الحجاج ضد المسؤولين والمقاولين المتقاعسين في خدمة المواطن وتشييد المشاريع العمومية وفق المعايير التقنية المعتمدة.
اكتسب بعض ولاة الجمهورية شعبية كبيرة عبر “السّوشل ميديا”، وصار مواطنون يروجون لهم من خلال مسابقات افتراضية رمزية حول لقب “أفضل والي بالجزائر”، نظير ما اعتبروه جهودا استثنائية غير معهودة لدى سابقيهم، في حل انشغالات مواطني الولاية، وهو ما جعل التنمية المحلية تشهد انتعاشا وحركية ملحوظة عبر كثير من الولايات.

هدّد المقاولين المتقاعسين وكشف المتلاعبين
ومن بين المبادرات التي لقبت استحسان المواطنين، ما قام به أحد الولاة بالغرب الجزائري، الذي لا يتوانى فيها للقاء المواطنين والاستماع لانشغالاتهم وجها لوجه، وهو جعله مواطني الولاية يلقبونه بـ “رجل الميدان”.
ومن خرجاته المثيرة، تلك التي قابل فيها مُرقيا عقاريا تسلم مشروعا سكنيا منذ 2015 ولم يكمله بعد، فبعدما واجهه الوالي بكلمات شديدة اللهجة وبحضور المستفيدين من هذه السكنات، قال له: “المستفيدون كبروا في السّن.. والمشروع لم ينته بعد”، ليطالب بعدها مدير السكن بالولاية بشطب كل مرق عقاري متقاعس.
ووقف هذا الوالي بالمرصاد للمواطنين المتلاعبين، ومنها أمره بهدم 125 مسكن فوضوي، كاشفا أن أصحابها استغلوا قطعة أرضية وشيّدوا عليها سكنات فوضوية يوم جمعة، ويوم السبت علّقوا لافتة بالمكان يطالبون فيها بالترحيل..!!
والٍ آخر بإحدى الولايات الشرقية، معروف بمفاجأته المسؤولين بزيارات حتى في مُنتصف الليل، ويحرص على مراقبة أكل تلاميذ المدارس ونوعيته. وكان هدّد في إحدى خرجاته برفع دعوى قضائية ضد مقاول متقاعس، وهو صاحب المقولة الشهيرة، التي وجّهها لمدير وكالة عقارية، قائلا: “الصّباط مسيرج، وتقولي كنت في الشونطيي..!”. ووصف تبرير أحد المسؤولين المحليين، بالتبرير الفاشل: “كي تتقاعد ديرلنا معجم المصطلحات الفاشلة”، بحسب ما قال الوالي.

“الشقة لمن يسكنها وليس لمن يؤجرها”
وفي نفس السياق لقي والي إحدى الولايات الغربية، الثناء في جميع خرجاته الميدانية، فهو الذي استاء ممّا اعتبره غشا في بناء السكنات، قائلا لمقاول: “هذي الباب نعش تاع الميت ما يخرجش منها”.
ومن أكثر خرجاته التي لقيت ثناء كبيرا، عندما تنقل رفقة طاقمه إلى مشروع سكني تسلمه أصحابه منذ 8 أشهر، وشرع في طرق أبوابه، ليتفاجأ بخلو العمارة من غالبية المستفيدين، وهو ما جعله يطالب بمحاسبة العائلات المستفيدة، وتقديم هذه السكنات لعائلات أكثر احتياجا منهم للسكن، قائلا: “الشقة لمن يسكنها وليس لمن يؤجّرها”.
وهو من صرّح بأن البعض وصفه “بالحقار” عندما رأوه يطبق القانون. وسبق له أن مسح دموع فتاة من ذوي الهمم ووعد بالتكفل بانشغالاتها.
وفي إحدى خرجاته لمستشفى، سأل القائمين عليه عن سكانير، فأخبروه بأنه معطل، ولأنه أصرّ على تشغيله أمام عينيه تفاجأ به في حالة جيدة..!

“احّشموا شوية تمدّوا السّكنة للّي لاباس بيهم”
والٍ آخر بولاية داخلية شرقية، معروف بقصفه المباشر للمسؤولين المحليين المتقاعسين، لأنه حسبهم، يقف على كل صغيرة وكبيرة، فهو من طلب بإضافة الفاكهة إلى وجبات الإقامات الجامعية، بعدما تفاجأ بغيابها، أثناء تناوله العشاء بإحداها.
هذا الوالي وصفه السكان عبر “فايسبوك”، بالوالي الذي لن يتكرر في ولايتهم، وبأنه رجل صالح، فهو يزور دوريا البلديات النائية والفقيرة ويطمئن على أحوال تلاميذها، وحتى والية سكيكدة، حورية مداحي، معروفة بخرجاتها الميدانية، وتوعدها بمحاسبة المتقاعسين بولايتها، حتى ولو تطلب الأمر إدخالهم السجن.
أما والي آخر فكسب تعاطف سكان ولايته، عندما قال لرئيس بلدية: “احشموا شوية تمدّو السكنة للّي لاباس بيهم.. وراني فقت بالتلاعبات”، وتمّ وصفه بالشخص الخلوق.

الخرجات الميدانية من صميم واجبات الولاة
ويرى المختص في العلاقات السياسية، رضوان بوهيدل في تصريح لـ “الشروق” أن الخرجات الميدانية للولاة، هي من صميم واجباتهم وليست “صدقة” على مواطني ولايتهم. ومع ذلك نقول بأن الولاة الذين باتوا يعتمدون على الخرجات الميدانية والوقوف على انشغالات المواطنين عن قرب “ظاهرة صحية”، بعدما تعوّدنا على انزوائهم في مكاتبهم سنوات ماضية.
وبحسبه، لا يجب إعطاء “هالة إعلامية” كبيرة لهذا الحدث، ولندع المسؤول يعمل في الخفاء، لأن الإشهار سلاح ذو حدين، موضحا: “الإيجابي في نقل هذه الخرجات صوتا وصورة، هو أخذها عبرة وقدوة لبقية المسؤولين المحليين، وزرع الثقة في نفوس المواطنين الذي يشاهدونها لاحقا، ولكنها قد تتحول الى بهرجة واستعراض العضلات لدى بعض الولاة، وقد يهينون غيرهم قصدا أو دون قصد”.
وأشار بوهيدل، بأن الخرجات الميدانية المتكررة للولاة، ضرورية، لأن المنصب ليس عبارة عن مكتب فخم وحراس وبروتوكولات، بل المسؤول الحقيقي هو الذي يخرج إلى الميدان، خاصة وأن الوالي “يعتبر رئيس جمهورية تلك الولاية، وعليه أن يقف على كل صغيرة وكبيرة بها، من الوقوف على سير المشاريع، والأمر بالصرف، ولقاء مواطنيه وجها لوجه، ولكن في حدود الاحترام المتبادل. بعيدا عن صور الشجار اللفظي بين المسؤولين أمام الكاميرات”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!