-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يا غزة أرض العزة.. والنخوة العربية

‬فوزي أوصديق
  • 5692
  • 0
يا غزة أرض العزة.. والنخوة العربية

لقد تفاجأنا بالضربات “الوحشية أو البربرية” لغزة، فكانت غير متوقعة؛ ولكن اليهود هم اليهود عبر التاريخ… من عقلية الغدر وعدم الإيفاء بالالتزامات..

  • وإن كان من كلمة قد لا تفي بصمود غزة وسكانها، فقد كان لها الفضل بتحريك الجماهير العربية وإيقاظهم من كبوتهم العميقة، وجعل القدس والأجندة الفلسطينية في قمة جدول الأعمال.. والملاحظ -بدون عاطفة- أن الدروس المستخلصة من “مآسات” غزة أن بعض الأنظمة -العربية- تطابق مدها الشعبي والجماهيري بموقفها الرسمي.. وأحياناً.. بعض الرؤساء كانوا أكثر جرأة وحماسة لاستقصاء ما يعانيه شعبنا الفلسطيني في غزةوالبعض الآخر مواقفه خارج صيرورة التاريخ وما زال فموقفه لم يتطور من دائرةالشجبوالتنديدوالتاريخ لا يرحم!؟
  • الدرس الثاني المستخلص، أن غزة بامتياز طاهرة يجب أن تعالج كعينة لتسيس القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، بازدواجية المعايير.. فأين الرباعية، والاتحاد الأوروبي وو… العديد من الدول التي تمطر علينا ليلا نهارًا حول ضرورة احترام المعايير الدولية.. ولكن نقول إن غوانتنامو أصبح أكثر شهرة من تمثال الحرية في الولايات المتحدة.. وذلك قد يحمل العديد من الدلالات عن التراجع المخيف والمميت للقيم الإنسانية.. وما يضحك في القضية أن العديد من المنظمات الإنسانية المعروفة بدلاً ما تقدم العون، وتعلن الاستنفار العام تنادي بضرورة “ضبط النفس”!؟ ولا يجب أن ينسى أن حصار غزة كان قبل العدوان في غياب تام لهذه المؤسسات الحقوقية.. قد سبب العديد من المآسات الإنسانية فكان الاقتصاد يومياً يتكبد مليون دولار.. وحصار مفروض على أكثر من مليون ونصف فلسطيني.. ناهيك عن الوفيات، والأمراض وقطع الكهرباءولأول مرة في تاريخ البشرية جمعاء نسمع عن ناس يموتون جراء الفيضانات التي هي ليست ناتجة عن السيولبقدر ما هي نتاج انقطاع الكهرباء، أو الصرف الصحي!؟
  • فالوضع القانوني واضح لا يحتاج إلا بيان أو اجتهاد أو فلسفة أو تفسير.. فهي عقوبة جماعية متبوعة بحصار اقتصادي -وبالضرورة انتهاك لحق الحياة -، وذلك قد يتنافى كليا مع قواعد اتفاقيات جنيف والبروتوكول الإضافي لعام 1977، فأين ضمير الأمم المتحضرة، والدولة المودعة للاتفاقية، هل التعامل مع الحقائق يكون انتقائيا، فتوجد الحقيقة المحرجة غزة والحقيقة غير المحرجة الكيان اليهودي؟!
  •  وإن كانت لدي مرافعة قانونية؛ فباختصار نقول إن الاحتلال قانوناً حالة فعلية وليست قانونية، فالاحتلال لا يمنح للكيان اليهودي سيادة مطلقة، بتغيير الطبيعة القانونية.. فالجدار العازل -مثلاً- من ضمن المخالفة الجسيمة للطبيعة القانونية للقانون الدولي.. أو في حالة الاستهداف العملياتي، فيجب التمييز بين الهدف العسكري والهدف المدني… ولكن ذلك لم يتم.. وإن تم التنديد باحتشام وتحفظ، فحتى مجلس الأمن لم يتداول ويصدر قرارا بقدر ما هو “إعلان” فاقدًا للقيمة القانونية والإلزامية..
  • لذلك بعيدا عن كل تهريج وعاطفية، نناشد المنظمات الحقوقية الدولية للتحرك وتحريك الآليات الدوليةفما وقع في غزة لا يخلو عن كونه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وجرائم الإبادة..
  • فغزة.. أرض العزة تنادينا وتصرخ على ضرورة أن لا يقبر “القانون الدولي الإنساني” و”حقوق الإنسان” في أراضيها بحكم أنه إرث مشترك للبشرية جمعاء.. وأن أكبر “بيان” مقدم للهيئات الدولية، قائمة الشهداء الذين طالهم العدوان… لذلك أرى أن عصر البيانات والتنديد انتهى؟!
  • فأطفال الحجارة حققوا بالحجر ما عجزت عن تحقيقه جيوش الدول العربية خلال العشرات من السنين من الصراع، فهل صمود سكان غزة أصبح يزعج ويقلق رغم غلق المعابر، والتجويع المستمر، والحرمان من حق الحياة بالتهديد المستمر…
  • وأخيرا فلنتجرد عن مواقعناونقول بكل بساطة اين النخوة العربية“.. فهل انتهى عصر وامعتصماه!؟ كلا.. فالأمة خيرة.. وغزة لن تكون آخر قلعة.. فالنصر آتى آجلاً أو عاجلاً فصيرورة التاريخ تؤكد ذلك.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!