-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ينتميان إلى الطب الصيني.. جزائريات يتداوين بحجر الجاد والفوطة النارية

سمية سعادة
  • 3599
  • 0
ينتميان إلى الطب الصيني.. جزائريات يتداوين بحجر الجاد والفوطة النارية

“اطلبوا العلاج ولو من الصين”، هذا ما يمكن أن نصف به التحول نحو الطب الصيني التقليدي الذي أرسى قواعده في الجزائر.

فمنذ سنوات، تعرّف الجزائريون على الإبر الصينية، وأقبلوا عليها كبديل للأدوية أو التدخل الجراحي، خاصة وأنها أثبتت نجاعتها في علاج العديد من الأمراض، كآلام المفاصل والصداع النصفي ومشاكل العقم.

فيما تشهد السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في العلاج بجحر الجاد والفوطة النارية التي تعتمد على إضرام النار في نسيجة من القطن توضع فوق المريض دون أن تصيبه بحروق أو تقرحات.

السيدة أميرة نايلي، هي واحدة من الجزائريات اللواتي بدأت العلاج بحجر الجاد في سنة 2019 لدى مراكز تقدّم العلاج مجانا كنوع من الترويج لهذا الطب، ولكنها لم تستفد كثيرا، لذلك قررت أن تعالج لدى مركز أخرى مقابل مبالغ مالية هو ما جعلها تتحسن كثيرا.

وعن سبب زيارتها لهذه المراكز التي تعالج العديد من الأمراض، منها القولون والروماتيزم، تصحيح النظر، وتنقية البشرة، قالت أميرة لـ”جواهر الشروق” إنها كانت تعاني من انزلاق ثلاث فقرات في الرقبة بسبب استخدامها المستمر للحاسوب، وخلال شهر ونصف تحقق لها الشفاء لدرجة أن الطبيب اندهش لأن هذه الحالات عادة لا تشفى سريعا عن طريق العلاج الفيزيائي وحتى الدواء يعتبرا مسكنا لها فقط.

وعن طريقة العلاج بحجر الجاد، قالت السيدة نايلي، إن المريض يستلقي داخل آلة تعمل بتقنية التدليك الحراري الذي يعتمد على حجر الجاد، وهو نوع من الأحجار الكريمة التي تستخرج من أعماق البحار، بحيث يوضع الحجر الساخن على العضو المريض، ومن مزايا هذه الآلة أنها تكتشف المناطق المريضة في الجسم وتقوم بالتركيز عليها لبعض الوقت قصد علاجها.

وعن تجربتها في العلاج بالفوطة النارية، الذي بات يُعرف بـ”المساج الناري”، تقول عائشة محمودي، وهي زميلة صحفية، إنها لم تختر أن هذا النوع من الطب الصيني، ولكن بما أن أختها تعمل في قطاع الصحة وتلقت عدة دورات في الحجامة وسم النحل والإبر الصينية، فقد فضلت أن تُخضعها لهذا العلاج.

وقد لجأت عائشة للفوطة النارية لأنها تعاني من عدة أمراض لم تجد علاجا لها عند الأطباء، فقررت أن تجرب الحجامة خاصة وأنه الرسول صلى الله عليه وسلم حثّ بالتداوي بها، وفعلا باشرت العلاج عند أختها ما جعلها تحرز تحسنا كبيرا، وبما أنها أصبحت مريضتها وعلى دراية بكل ما يتعلق بصحتها، اكتشفت أنها تعاني من برودة في جسمها، فاستعملت معها ما يعرف بـ”الموسكا”وهو يشبه السيجار ويستعمل بعد الحجامة.

وحول علاجها بـ”المساج الناري”، تقول محمودي لـ” جواهر الشروق” إنها شعرت ذات مرة بحمى باردة في جسمها فارتأت أختها التي شكّت في إصابتها بالكوفيد دون أن تخبرها، أن تعالجها باستعمال فوطة رشتها بكحول أو ماء كولونيا ثم أضرمت فيها النار، كل ذلك كان يحدث فوق ظهرها إلا أنها لم تشعر بأي شيء، وكرّرت معها هذه العملية إلى أن بدأت تستشعر الدفء شيئا فشيئا.

وحول هذا التخصص الجديد الذي تعلمته لدى دكاترة في الطب البديل، تقول فوزية محمودي، المعالجة بالحجامة، إن الفوطة النارية نوع من الطب الصيني، يعتمد على الكحول المنكه بالأعشاب، والممارسون للطب البديل يستخدمون الفوطة التي يضرمون فيها النار على جسد المريض في علاج التشنجات والتقلصات العضلية، الصداع، تنشيط الدورة الدموية ويطردون بها البرودة من الجسم.

ورغم كل هذه المزايا التي يتمتع بها العلاج بالفوطة النارية، إلا إن الجزائريات مازلن يفضلن العلاج بالحجامة ربما لأنهن يعرفنها أكثر، وربما يحتاج الاقتناع بهذا العلاج إلى سنوات أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!