-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
البحر يلفظ 14 جثة لـ "حرّاقة" في أقل من شهر

5 جثث جديدة في مستشفى شارل نيكول بتونس

حسينة بوشيخ
  • 1610
  • 5
5 جثث جديدة في مستشفى شارل نيكول بتونس
ح.م

كشف عضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، المكلّف بملف المهاجرين واللاّجئين، في تصريح خاص لـ”الشروق” عن معاينته هذا الخميس، لخمس جثث مجهولة الهوية في مصلحة حفظ الجثث بمستشفى شارل نيكول في العاصمة التونسية، قذفتها التيارات البحرية إلى الساحل التونسي، ويتعلّق الأمر بجثث لثلاث نساء ورجلين.

قال السيد محمود جنان، الذي كان مرفوقا برئيس المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان في تونس السيد رضا كرويدة، إنّ المعاينة الأولية للجثث أظهرت تحلّلها بشكل كبير وكذا تضرّر الثياب التي كان يرتديها الضحايا بسبب طول المدة التي مكثوها في البحر وعدم حيازتهم لأي وثائق أو علامات تدل على هويتهم وما إذا كانوا جزائريين، مضيفا أنّ المرصد والرابطة سيسعيان إلى التأكد من هوية الجثث من خلال الاطلاع على نتيجة تحليل الحمض النووي باستخدام أسنان الضحايا ومن تم إخطار أهاليهم إن كانت لحراقة مفقودين جزائريين.

وتعزّز هذه الأخبار الأليمة مخاوف الكثير من عائلات الحرّاقة المفقودين في عنابة وضواحيها بالخصوص، فقد انقلبت أخبار المحاولات الفاشلة أو الناجحة في الوصول إلى شواطئ الجزر الإيطالية بالتحديد، التي لطالما ملأت أسماع السكان، إلى أخبار جد حزينة منذ حل هذا الخريف الطويل، فلا حديث إلا عن اختفاء أو غرق أو جثث تلقي بها التيارات البحرية هناك وهناك على ضفاف المتوسط.

وتكشف المعلومات المؤكدة التي حصلنا عليها من مصالح الحماية المدنية وتقارير الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، عن انتشال 14 جثة في الجهة الشرقية من الوطن يرجّح أنّها لحرّاقة، حيث شهدت الفترة الممتدة ما بين نهاية شهر نوفمبر الماضي وديسمبر الحالي، انتشال جثتين بعنابة في بادئ الأمر، أعقبهما ثلاث جثث أخرى بشطايبي، وجثتان في مدينة القالة، ثم جثتان في مدينة سكيكدة وأخيرا أعلن عن العثور على 5 جثث بالسواحل التونسية القريبة من الحدود مع الجزائر، ممّا يرفع عدد الجثث المجهولة الهوية في أغلبها إلى 14 جثة.

ويرجّح عضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، ورئيس مكتب ولاية عنابة المكلف بملف المهاجرين واللاجئين، السيد محمود جنّان أن تكون هذه الجثث لحرّاقة امتطوا قاربا واحدا تعرّض للغرق في ظل سوء الظروف الجوية في عرض البحر، متأسفا لصعوبة التأكد من هوياتهم، خاصة الجثتين المتواجدتين بمستشفى القالة اللتين وجدتا في حالة يرثى لها على حد قوله.

وأعادت حوادث الغرق الأخيرة لشباب في مقتبل العمر بعد مغامرات فاشلة في قواربَ لا تصلح للإبحار في عرض البحر ومواجهة الأمواج العالية والتيارات البحرية الخريفية العاتية، الحديث بشأن النّشاط الإجرامي لعصابات الاتجار بالبشر الذين يقفون خلف تنظيم هذه الرحلات المميتة، مقابل مبالغ مالية كبيرة، بغض النّظر عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والدوافع المختلفة، التي جعلت ظاهرة الهجرة السرية عبر قوارب الموت المنطلقة من شواطئ عنابة تزداد وتتفاقم عاما بعد آخر.

وقد لفتت مأساة غرق عدد كبير من الشباب المغامرين الذين قدموا من الجزائر العاصمة إلى عنابة وخاضوا التجربة التي انتهت بموتهم قرب الشواطئ الإيطالية، الانتباه إلى استفحال فيروس الحرقة وانتشاره بشكل خطير.

كما يلفت الانتباه وجود إناث بين الجثث، إذ إنّ الجثث المتواجدة بتونس تعود لثلاث نساء لا تتجاوز أعمارهن العقد الثالث وكذلك الأمر بالنسبة لإحدى الجثث التي عثر عليها بشاطئ شطايبي والجثة التي عثر عليها بشاطئ كاف فاطمة ببلدية بن عزوز أقصى شرق ولاية سكيكدة، التي قدّر الطبيب الشرعي أنّ عمرها يتراوح ما بين 25 و35 سنة، مع العلم أنّها مقطوعة الرأس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • سمير

    شارل نيكول ؟؟؟؟ هاذا مستشفى فرنسي وليس تونسي . عجيب أمركم . أعجزتم أن تسموه بإسم عربي ؟؟ مستشفى ابن باديس مثلا ؟؟؟ لهذه الدرجة تخلليتم عن لغتكم ؟

  • حسبي الله ونعم الوكيل

    بدو أن إيقاف الحرقة في ظل الظروف الحالية غير ممكن لذلك نطلب من السلطات توفير قوارب جيدة بمحركات قوية وتكون مغلقةمن الاعلى بحيث لا تؤدي إلى غرق راكبيها إذا إنقلبت في حالة إضطراب البحر ،لدي مخططات ويمكن صناعتها في الصين بتكلفة منخفضة ، هكذا على الاقل ان لم نستطع توفير ظروف ملائمة. لحياة كريمة فعلى الاقل لا نؤدي إلى موت الشباب في البحر .

  • حسبي الله ونعم الوكيل

    بدو أن إيقاف الحرقة في ظل الظروف الحالية غير ممكن لذلك نطلب من السلطات توفير قوارب جيدة بمحركات قوية وتكون مغلقةمن الاعلى بحيث لا تؤدي إلى غرق راكبيها إذا إنقلبت في حالة إضطراب البحر ،لدي مخططات ويمكن صناعتها في الصين بتكلفة منخفضة ، هكذا على الاقل ان لم نستطع توفير ظروف ملائمة لحياة كريمة فعلى الاقل لا نؤدي إلى موت الشباب في البحر .

  • حسبي الله ونعم الوكيل

    يبدو أن إيقاف الحرقة في ظل الظروف الحالية غير ممكن لذلك نطلب من السلطات توفير قوارب جيدة بمحركات قوية وتكون مغلقةمن الاعلى بحيث لا تؤدي إلى غرق راكبيها إذا إنقلبت في حالة إضطراب البحر ،لدي مخططات ويمكن صناعتها في الصين بتكلفة منخفضة ، هكذا على الاقل ان لم نستطع توفير ظروف ملائمة لحياة كريمة فعلى الاقل لا نؤدي إلى موت الشباب في البحر .

  • wahrani

    و الله شباب عندما يبحرفي قوارب الموت مع مستقبل غامض في الضفة الشمالية يذهب في سرية تامة ـ وعندما لا يضهر له وجود تجد أوليائهم يتجمهرون و يطالبون الدولة بأحيائهم و ردّهم إلى ديارهم ـ
    وهل الدولة هي التي قالت لهم أبحرو سوف تجدون في إنتضاركم الجنّة الموعودة ـ و الله لم أشاهد الفقر في هدا الشباب عكس ما شهدته في شباب أفرقيا ، الصومال بنغلداش،الهند ،أفغانستان