رجال يهربون من زوجاتهم إلى مطاعم الرحمة
لم تسلم موائد الإفطار ومطاعم الرحمة خلال شهر رمضان الكريم من أيادي وجشع الانتهازيين، الذين يزاحمون عابري السبيل والمعوزين على “لقمة” والإفطار في وقت لا يجد عابري السبيل حتى ما يسدون به رمقهم في بعض الأحيان بسبب امتلاء مقاعد المطاعم ونفاد المأكولات التي تتهافت عليها عائلات انتهازية قبل الإفطار.
أضحت مواد إفطار الصائمين ومطاعم الرحمة التي تشرف على تنظيمها عدة منظمات وجمعيات وطنية وأسلاك أمنية لفائدة عابري السبيل والمعوزين والمتشردين وعديد الفئات الهشة من المجتمع، التي لا تجد فضاء يجمعها على “لقمة” الافطار خلال شهر رمضان الكريم، قبلة لأشخاص وعائلات “انتهازية”، حالتها الاجتماعية والمادية في غنى عن التوجه لمطاعم الرحمة المخصصة لفئات في أمس الحاجة خلال شهر رمضان الكريم وبالأخص عابري السبيل.
غير أن واقع مطاعم الرحمة وموائد الافطار المنتشرة تقريبا في كل أحياء الجزائريين يقول عكس ذلك تماما، فالزائر لمطاعم الرحمة خلال شهر رمضان يلاحظ عدة أمور لا توحي أننا في شهر الرحمة والتضامن. عائلات وأشخاص ميسورو الحال وحتى أغنياء في بعض الأحيان تجدهم يزاحمون “عابري السبيل” في لقمة مائدة الإفطار.
”الشروق” تنقلت إلى عديد مطاعم الرحمة ببومرداس والعاصمة خلال هذا رمضان، ومن خلال الأوقات التي قضتها معهم، اكتشفت ورصدت عدة حالات وجوانب تخرج عن المألوف وحتى عن قيم الدين، عائلات غير محتاجة تتردد على مطاعم الرحمة قبل الافطار طيلة شهر رمضان وهي في غنى عن الصدقة التي تقدمها “مطاعم الرحمة”،
وفي هذا الشق أرجع أحد الناشطين، أن هذه العائلات لا تكلف عناء طهى وجبات إفطارها وتعمل على انتهاز الفرصة، من خلال استعمال أبنائها للتوجه لمطاعم الرحمة ولعب دور أبناء عائلات معوزة وتعيش الفقر المدقع كي يجلبوا استعطاف قلوبهم ويتصدقوا عليهم بوجبات الإفطار وهو الأمر الذي يتكرر من مطعم الى آخر حسب المتحدث، حيث تجدهم “يطمعون” حتى في بعض الأمور البسيطة ويموّن قففهم بما استطاعوا.
الظاهرة التي قال عنها ناشطين آخر “ل. ر” انها بالعادية مقارنة مع ظواهر أخرى تحدث بمطاعم الرحمة قبل وأثناء الإفطار، مضيفا أن بعضهم يأتي ليطالب بقفة الافطار لكافة أفراد عائلته وهو غير محتاج لها، ناهيك عن أنه لا يراعي مصير وظروف أولئك عابري السبيل الذين لا يجدون أحيانا حتى “شربة” يفطرون بها، بسبب نفاذ المأكولات التي أخذها الانتهازيون.
من جهة أخرى، كشف المتطوع “س. ت” عن جانب وفئة أخرى تترد على مطاعم الرحمة، ويجدون في موائد الإفطار قبلة “ممتازة”، وهم أولئك “الرجال الغاضبون”، حيث خص بالحديث الأزواج الذين يفعل بهم الصيام فعلته وتجدهم يجعلون من “المطابخ” حلبة ملاكمة مع زوجاتهم، أخواتهم وحتى أمهاتهم، ليتنهي بهم الأمر، يضيف المتحدث وهو يبتسم، في مطاعم الرحمة.