كان راقصا شهيرا ومتفوقا في دراسته فقتل في بضع ثوان 38 سائحا
مازالت مجزرة سوسة الرمضانية، تصنع الحدث المؤلم في تونس، وفي غيرها من البلاد، ويصنع بطلها الطالب الجامعي المتفوق سيف الدين رزقي الحدث، حتى تحوّل إلى لغز كبير كما جاء في قناة المحور التونسية.. فالشاب الذي عاش للدراسة، حسب تصريحات عمه، كان بمجرد أن يعود من الجامعة حيث نجح في الماستر في العلوم التكنولوجية في جامعة القيروان، يملأ قرية قعفور في ولاية سريانة التي يقطنها، ضحكا ويحث أبناءها على تعلم رقصة بريك دانس التي يهواها ويمارسها، وهو نوع من الرقص الشبابي الذي يرتبط بحركات دوران حول الأرض في وضعية جلوس أو نوم مع استعمال اليدين، وهو ما جعل عمّ هذا الشاب يحتار في الزمن والمكان، الذي استغله ابن أخيه في تعلم إطلاق النار بنفس الدقة التي قام بها في عملية سوسة. وهي واحدة من أكبر العمليات الدامية في التاريخ التي قام بها شخص واحد، وأودت بحياة 38 شخصا من جنسيات مختلفة.
سيف الدين، حسب أبناء قريته، كان كثير التردّد على دار الشباب من أجل ممارسة الرقص، فجاءت صوره وهو يسبح في دمائه يوم الجمعة الماضي صادمة، بل إن أهل القرية رفضوا تصديق أن يكون هو الفاعل، إلى أن نشر تنظيم الدولة صورته بين رشاشين من نوع كلاشنكوف، وتحوّل اسمه إلى أبي يحيى القيرواني. وهي الصورة التي أذهلت عائلته، التي لم تفهم هذا التحوّل الكبير الذي حدث في بضعة أيام أو ربما بضع ساعات، كما أشار إلى ذلك محمد علي عروي، الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، حيث قال إن الطالب الجامعي، البالغ من العمر 23 عاما، لوحظ في الأيام الأخيرة مرتبطا بعالم الإنترنت منزويا بعيدا عن أصدقائه، مما يعني أن شيئا ما كان يُطبخ في عقله، قبل أن تندلع في عملية سوسة نار، وهو الذي تأكد أن جواز سفره لا يحمل أي تأشيرة، ولم يسافر به إلى أي بلد في العالم، فكان سفره إلكترونيا فقط.